"بوب مارلي" مؤسس أشهر فرقة غنائية في جاميكا "فرقة  الوايلرز"، وأشهر مغني "ريغي" في العالم، مطرب وعازف جيتار وملحن، وكان يدعو جمهوره للسلام الداخلي لينعموا بالسكينة والطمأنينة من خلال أعماله الغنائية، حيث عانى مارلي كثيرًا من التمييز الموجه ضد أصله العرقي، ما جعله يصبغ شعره بملمع أحذية ليزيد من سواده، فقد كانت حياته في جاميكا ذو تأثير واضح علي مشواره الفني، وتحل اليوم ذكري ميلاده الـ73.

ولد "روبرت نيستا مارلي" في السادس من فبراير عام 1945، في قرية "سانت آن" شمال جامايكا، لأب بريطاني وأم جامايكية، عشق بوب الموسيقى فكان يقضي كل وقت فراغه في الغناء والاستماع إلى الموسيقي، ولم يكن بوب مارلي يملك مالاً ليشتري به أسطوانات فكان يستمع طوال الوقت إلى الموسيقي التي تبثها الإذاعات الأمريكية، خاصة أغاني راي تشارلز، وفي عام 1962 تقدم إلى اختبار استماع مع المنتج "ليزلي كونغ"، الذي أُعجب بقدراته الغنائية، وأنتج له أول أغنية "لا تَحكم Not Judge" ولاقت نجاحًا كبيرًا، ثم تلتها أغنيتان لم يحققا نجاح، فقرر مارلي أن يكون فرقته الخاصة بالتعاون مع خمسة من أصدقائه وأسماها "The Wailers - البكاؤون". 

كانت أغنية "Simmer Down" الأولي لفرقة الوايلرز، وتصدرت المبيعات في جامايكا فور صدورها، وبعدها بسنوات قليلة أصدرت الفرقة أكثر من ثلاثين أغنية، وكانت معظم أغاني الفرقة من من كلمات وتلحين مارلي نفسه، ورغم النجاح المحلي الجيد الذي حققته فرقة الويلرز، إلا أنها لم تستطع الاستمرار بسبب قلة دخلها المادي العائد من التسجيلات في ذلك الوقت، مما اضطر ثلاثة من أعضائها إلى الهجرة إلى أمريكا بحثًا عن فرص أفضل.

طريق مارلي للعالمية

كانت جولة "بوب مارلي" مع صديقه المغني الأمريكي جوني ناش في السويد عام 1971، بمثابة إنطلاقة في طريقه للعالمية، حيث وقع فيها عقدًا لإحياء حفلة في لندن، وذهب إلى لندن و هاجس العالمية يراوده، وفي محاولة يائسة منه دخل مكتب شركة " تسجيلات الجزيرة Island Records" في لندن وطلب مقابلة مالكها "كريس بلاكويل"، الذي كان على معرفة بسمعة بوب في جامايكا، فوقعوا صفقة نادرة تنص علي دفع بلاكويل للويلرز مقدم 4000 جنيه استرليني لإصدار ألبوم واحد بواسطة أجهزة الشركة الحديثة، وعندما تنتهي الويلرز من تسجيل الألبوم تستلم 4000 جنيه أخرى، لتكن هذه الصفقة بداية الطريق نحو العالمية.

 فأنتجا ألبوم "Catch a Fire"في 1972، ونجح الألبوم في لفت الأنظار إلى موسيقى الريغي في بريطانيا، ولكنه لم يحقق تفوقًا عالميًا ملحوظًا إلا بعد حين. وفي عام 1973 قدمت الويلرز 31 حفلة في بريطانيا، وكان الإقبال عليها رائعًا، وفي عام 1973 قدمت فرقة الويلرز في أمريكا 17 حفلة، وفي نهاية 1973، أصدرت الفرقة ألبومها "Burnin" الذي ضم الأغنية الشهيرة "IShot The Sheriff" ذات المغزى السياسي والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، وفي 1974 أصدر ألبوم "Natty Dread" الذي ضم أغنيته الرومانسية "No Woman No Cry".

عقيدته سبب وفاته

اعتنق بوب مارلي "الرستفارية Rastafari" في عام 1966، وهي عقيدة دينية نشأت في جامايكا في العقد الثالث من القرن العشرين بواسطة حركة من الشبان السود،متأثرين بدعوة القومية السوداء التي أطلقها الزعيم الجامايكي الشهير ماركوس غارفي، وكانت لهذه العقيدة تأثير قاتل على مارلي، حيث كانت الراستافاري تتضمن العديد من التعاليم التي تدعو للتماهي مع الطبيعة، فكانت ترفض العلاجات العلمية الحديثة وتتبع أسلوب علاجي من الامتناع عن أطعمة معينة والالتزام بحمية، بدلاً من استخدام الأدوية أو الأعمال الجراحية وغيرها من أساليب الطب الحديث.

فعندما أصيب مارلي بأحد أنواع سرطان الجلد الذي بدأ كبقعة داكنة تحت إصبع قدمه، وكان علاجه الأمثل هو استئصال القسم المصاب ومن ثم ترقيعه بجلد من الفخذ، و بسبب معتقداته الدينية رفض أن يبتر أي عضو من جسده، وتجاهل المرض وتابع حفلاته في أوربا والولايات المتحدة، ليكتشف بعد ثلاث سنوات أن السرطان تغلغل في جسده،وانتشر في كافة أنحاء جسده ولا أمل في علاجه، فعاد إلى ميامي في عام 1981، وقد أنهكه السرطان وفتك بمعدته وإحدى رئتيه، وأخيرًا وصل إلى دماغه، وتوفي في 11 مايو1981 عن عمر يناهز 36 عام، وأقيمت له جنازة رسمية وشعبية حاشدة بجمايكا.

اقرأ أيضًا..

العلايلي وأبو شادي في ضيافة ندوة "الشرقاوي والسينما" بمعرض الكتاب