صور.. يشربون الزيت والكلور.. "عطاشى" المحافظات مهددون بالموت
كوب ماء واحد قادر على إنهاء حياة "العطشانين" بمحافظات مصر المختلفة، فعلى مدار السنوات الماضية كانت مشكلة تلوث مياه الشرب، واحدةً من الأزمات الكبرى التي يعاني منها عددٍ كبير من المحافظات، بعد أن تسببت في إصابة الآلاف من متناوليها بأمراض مزمنة على رأسها الفشل الكلوى وفيروس "سي".
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 650 مليون شخص حول العالم أي عُشر السكان لا يحصلون على مياه آمنة، وهو ما يعرضهم لأمراض معدية وموت مبكر، ووفقًا لتقرير المنظمة، يمكن للمياه الملوثة وسوء نظم الصرف أن تصيب الأطفال بإسهال شديد، وتقتل 900 طفل تحت سن الخامسة يوميًا على مستوى العالم، أي بمعدل طفلٍ كل دقيقتين.
وتوصلت المنظمة إلى أن الاستثمار بدولار واحد في تحسين موارد المياه وخدمات الصرف الصحي، سيعود بمكاسب تتفاوت ما بين 4 و11 دولارًا.
وفي هذا الإطار يستعرض "دوت مصر" معاناة "عطاشى" المحافظات مع المياه الملوثة.
مياه شرب باللون الأصفر
رصدت عدسة "دوت مصر" مساء أمس، تحول مياه الشرب بمدينة سرس الليان - محافظة المنوفية، إلى اللون الأصفر، ما يهدد حياة مستخدميها يوميًا في ظل غياب الرقابة الدورية على نظافة المياه وجودة استخدامها أدميًا، الأمر الذي ساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض كارثية.
"قدمنا شكاوى كتير ومفيش فايدة" كلمات بدأ بها "م.ه" أحد سكان المدينة، حديثه معانا، مشيرًا إلى معاناة الأهالي من سوء المياة، فلونها الطبيعي تحول للون الأصفر، ما يفسر باختلاط المياه بأشياء لا نعلمها، ورغم شكونا المتكررة إلا أن آذان المسئولين من طين، وأخرى من عجين.
واتفقت معه في الرأي "ن.أ" قائلة: حياة أطفالنا على "كف عفريت"، فعادتًا ما نضطر إلى شراء مياه معدنية خوفًا من الآثار الناجمة عن استخدام هذه المياه، لافتة النظر إلى أن تكلفة زجاجات المياة المعدنية مرتفعة بالنسبة لهدخل الأسر هناك، ما يجعل شرائها يوميًا عبء على أولياء الأمور.
من جانبه أكد مصدر مسئول بديوان عام محافظة المنوفية، أنه سيتم التحقيق في الواقعة لمعرفة الخلل، مع إبلاغ شركة المياخ لمعالجة الخطأ في أسرع وقت تفاديًا لوقوع أي أضرار.
وأضاف المصدر: هناك أوقات بعينها تخضع شبكات المياة لعميلات "غسيل" ما يجعل لونها يتغير، مشيرًا إلى أن هذه الأقات يتم التنبيه على الأهالى بعدم استخدام المياه، ومن المتوقع عدم انصياغ الأهالي لهذه النقطة.
مياة مختلطة بالزيت
الغريب أن هذه المدينة لم تكن الأولى التى تهدد المياة بها حياة سكانيها، فلعل المشكلة نفسها تكون الخطر الأكبر على العديد من محافظات الجمهورية، ففي 15 ديسمبر عام 2015، سادت حالة من الاستياء العارم بين أهالي قريتي أولاد يحيى وأولاد خليفة التابعتين لمركز دار السلام شرق محافظة سوهاج، عقب تغير خواص المياه وتحول لونها وطعمها أيضًا، بالإضافة إلى سقوط المياه مع الصنبور مختلطة بمادة تشبه الزيت.
الكلور يقتل العطشانين
وفي العام نفسه، كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الأسبق باسم وزارة الصحة، أن غرفة الأزمات بالوزارة أُبلغت بارتفاع عدد حالات الاشتباه بالتسمم إلى 379 مواطنًا بقرى ومدينة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية.
وأوضح الدكتور خالد الأمين، عضو مجلس نقابة الأطباء آن ذاك، أن سبب التسمم يعود إلى ارتفاع نسبة الكلور، علاوة على اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي.
الفشل الكلوي وفيروس سي يهددون السكان
وبمواجهة الأطباء ومختصي الشأن بكارثة المحافظات، قال الدكتور محمد شفيق عبد الله، أستاذ القلب بجامعة القاهرة، أن هذه المياة تتسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالفشل الكلوى وفيروس سي، وغيرها من الأمراض الخطيرة التى يعاني منها المئات من المرضي في المحافظات، خاصة أن الإهتمام بجودة المياة هناك ضعيف، علاوة على اعتماد بعض القري على مياه الترع، ما يجعل الإصابة بأمراض أخطر وأكبر أمرًا محتمل.
واتفق معه في الرأي الدكتور محمد عمار ، أخصائي أمراض الكبد بجامعة بنها، مشيرًا إلى أن وقوع العديد من حالات التسمم في المحافظات كان نتاج تلوث المياه، مع ارتفاع معدلات المصابين سنويًا بالفشل الكلوى.
اقرأ أيضًا..
الصحة في اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث: "لا يزال ينفذ في سرية تامة"
ممارسات "مستشفى العباسية" تثير الجدل.. والنواب: فين وزير الصحة؟