زمن العوالم انتهى.. الرقص الشرقي فن انتهكته صاحبات "اللحم الرخيص"
تحول "الرقص الشرقي" من فن راقي إلى وسيلة إثارة في الأفلام المصرية.. فرق واضح بين الرقص والراقصات في أفلام الزمن الجميل وأفلام الجيل الجديد، التي بدأت تستخدم الراقصات لـ"إثارة" المشاهدين بشكل صريح، بعدما كانت الراقصات تضيف روح جميلة ومشوقة في أفلام الزمن الجميل، كانت مشاهد الرقص فيها داخل سياق نص الفيلم، لتصبح الآن مشاهد ليس لها علاقة بالنص "مشاهد مقحمة" لزيادة الإيرادات وجذب الجيل الصغير لمشاهدة تلك الأفلام.
أصول الرقص الشرقي
"الرقص الشرقي" الذي خرج من رحم الحضارة الفرعونية، حيث أكدت الرسومات المنقوشة على جدران معابد الفراعنة أن الرقص كان طقس من الطقوس الدينية في مصر القديمة، وتتطور مع السنوات، وتطورت حركاته مع الإيقاعات المختلفة في موسيقى الشرق الأوسط، وأمتاز الرقص الشرقي بملابس وإكسسوارات مخصصة، برع في تنفيذها المصممين المصريين.
وتعد مصر الرائدة الأولى في الرقص الشرقي، فقدمت أشهر وأجمل راقصات بالعالم، احتذى بهم العالم كله في فن الرقص الشرقي، وأصبحن رائدات لمدارس الرقص الشرقي في العالم كله، ولكن ظلت روح راقصات الزمن الجميل مصريات لهن فقط، فبالرغم من اقتحام راقصات من جنسيات مختلفة للرقص الشرقي "المصري"، إلا أنهن لم يستطعن تقديم ما قدمهن أساطير الرقص الشرقي في مصر.
رقص الزمن الجميل
قدمت السينما المصرية منذ أن بدأت الكثير من الأفلام التي تحتوي على راقصات و"عوالم"، حيث أدخل مؤلفي الدراما أدوار الراقصات في أعمالهم السينمائية، وأصبحت أدوارهم تؤثر في تحريك الأحداث الدرامية وتصاعدها، فكانت السينما المصرية بمثابة نقطة انطلاق للراقصات ومكان جيد لبلورة موهبتهم وانتشارهم بشكل أسرع، وحفرت السينما أسماءهن في ذاكرة المشاهدين وجعلت منهن مدارس للرقص الشرقي في العالم.
"تحية كاريوكا" صاحبة مدرسة الرقص الشرقي الخاصة بها، حيث اعتمدت في أسلوبها على التوحد مع الإيقاع والموسيقي دون اعتماد كبير على الاستعراض وحركات الجسد، حيث تستطيع أن ترقص في بضعة سنتيمترات، فقدمت الرقص الشرقي على أصوله، ولم تنتهج أسلوب الإغراء والإثارة وإبراز المفاتن، مما جعلها مدرسة احتذين بها كثير من الراقصات من بعدها، ومن أشهر أعمالها السينمائية فيلم "لعبة الست" وفيلم "خلي بالك من زوزو".
"السكرية" و"سيجارة وكاس" و"تعال سلم" و"فتوة الجبل".. أفلام من الزمن الجميل بها راقصات الزمن الجميل، ولكن لم تصب مشاهدتها الجمهور بالاشمئزاز والنفور كما يحدث في أفلام الجيل الجديد، فكان هناك العديد من الراقصات اللائي متعن الجماهير واضفن لتالريخ السينما المصرية الكثير ومن أبرزهن سامية جمال، وزينات علوي، ونعيمة عاكف، وسهير زكي، وزيزي مصطفى، ونجوى فؤاد، وغيرهن .
رقص الإثارة
أصبح الرقص في السنوات الماضية وسيلة للإغراء والإثارة وجذب الجماهير "ذو السن الصغير" لشباك التذاكر في السينمات المصرية، ليتجه بعض المنتجين لإعطاء أدوار في أفلامهم للراقصات الأجنبيات، اللائي اقتحمن عالم الرقص الشرقي عنوة مستخدمين أسلوب الإغراء وإبراز المفاتن بحركات راقصة لا علاقة لها بالرقص الشرقي الذي تعودن عليه في السينما المصرية من الخمسينيات بصلة.
ولم يقتصر الأمر علي مشاهد لأولئك الراقصات في الأفلام، بل اتجه بعض المنتجين لتقديم أفلام خصيصًا لهن ليصبحن بطلات الأفلام المصرية، ويتصدرن شبابيك التذاكر بالسينمات المصرية، ويبقي السؤال هل الرقص المقدم في أفلام السينما المصرية خلال هذه الفترة فن أم إثارة؟
اقرأ أيضًا..
مجدي وهبة.. هل كانت المخدرات السبب في رحيل "خيري الشرير"؟