ريال مدريد.. إن مع العسر لقب أوروبي!
الأمور في ريال مدريد لا تبشر بالخير أبدا، وما يحدث حاليا يبعد الملكي عن أي منصة محلية يمكن أن يصعدها في نهاية الموسم الجاري، ولم يعد لدى العملاق الإسباني سوى منصة بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد خروجه مبكراً من دائرة المنافسة على لقب الدوري الإسباني بسبب الفارق الشاسع الذي يفصله عن المتصدر نادي برشلونة ثم خروجه من ربع نهائي مسابقة كأس الملك على يد ليجانيس.
وسط واحد من أسوأ مواسمه في التاريخ، يستعد ريال مدريد لمواجهة قوية في الدور الثمن النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا بعدما وضعته القرعة ضد نادي باريس سان جيرمان صاحب أقوى خطوط الهجوم الأوروبية، والذي صرف ببذخ من أجل إنهاء الموسم بحمل "ذات الأذنين" التي لم يشرف بحملها من قبل.
أبناء العاصمة مدريد لم يعد لديهم سوى المراهنة على الفوز بدوري أبطال أوروبا، لإنقاذ موسمهم، حتى يتجاوز أبناء زيدان المرحلة المأساوية التي يعيشونها منذ بداية العام.
الأزمة الحالية تجعلنا نستدعي التاريخ، فالـ "المرينجي" سبق أن نال لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات في مواسم تتشابه أحداثها بما يحدث خلال الموسم الجاري، فالنتائج المخيبة محليا، حفزت اللاعبين على الفوز بدوري الأبطال.
(1)
العام 1998 شهد بداية حلقات مسلسل "حظ سعيد" ببطولة مطلقة لريال مدريد ، الذي حقق اللقب رغم الوضعية السيئة له في الدوري الإسباني، إذ أنهى منافساته في المركز الرابع، خلف أندية برشلونة وأتلتيك بيلباو وريال سوسيداد، كما خرج مبكراً من بطولة كأس الملك، غير أنه تألق في مبارياته القارية بقيادة الألماني يوب هاينكس الذي قاده لأول لقب بالصيغة الجديدة للمسابقة بعد فوز عسير على نادي يوفنتوس الإيطالي بهدف قاتل للصربي مياتوفيتش.
(2)
بعد عامين، عاد الميرنجي ليفوز بلقبه الأوروبي الثاني وهو في حالة انهيار فني، إذ خرج من نصف نهائي كأس العالم للأندية، ثم ودع كأس الملك من الأدوار الأولى، كما أنهى بطولة الدوري الإسباني، في المركز الخامس غير المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا ، إلا أن الفريق نجح بقيادة الإسباني فيسنتي ديل بوسكي في استعادة لقبه القاري، بعدما تمكن من قتل منافسيه بمن فيهم مانشستر يونايتد، حامل اللقب، وبايرن ميونيخ ، الوصيف، قبل أن يكتسح فالنسيا في النهائي بثلاثية.
(3)
عامان لاحقان، ويعود الريال لتكرار السيناريو، ويفوز بالتاسعة، بعد موسم صعب في الدوري الإسباني أنهاه في المركز الثالث خلف فالنسيا وديبورتيفو لاكورونيا، ثم خسارته لنهائي كأس الملك أمام ديبورتيفو لاكورونيا، رغم تعزيز صفوفه بألمع نجوم الكرة وقتها، وعلى رأسهم زين الدين زيدان الذي سجل أجمل هدف أحرز في تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا ضد باير ليفركوزن الألماني ، وكان مدريد تأهل على حساب بايرن ميونيخ، حامل اللقب، ثم على حساب برشلونة في نصف النهائي.
(4)
فوز الملكي بلقب دوري الأبطال 2016 جاء بعد موسم صعب شهد تغيير الجهاز الفني بإقالة الإسباني رافائيل بينيتيز وتعيين الفرنسي زين الدين زيدان قبل استئناف المنافسة القارية بأسابيع قليلة في مطلع شهر يناير من عام 2016 ، كان خلالها الفريق قد خسر تقريباً حظوظه في الدوري الإسباني وأقصي من كأس الملك، فلم يتبقَ له سوى الرهان على "صاحبة الأذنين"، لينجح زيدان في الفوز بالبطولة بانتصارات صعبة تأهل بفضلها للنهائي الذي حسمه بركلات الترجيح ضد جاره أتلتيكو مدريد.
ما حدث 4 مرات في العشرين عاما الماضية، قد لا يحدث مجددا، أو على الأقل في المرة الحالية، لكن المؤكد أن التاريخ ينحاز للكبار معظم الوقت.