التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 06:52 ص , بتوقيت القاهرة

حكم مقاطعة الانتخابات الرئاسية.. "هناك قول يقال بعد الذي قيل"

أثارت الدعوات التي أطلقها عدد ممن يسمون أنفسهم "قوى المعارضة"، خلال الفترة الماضية بمقاطعة المواطنين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حالة من الغضب بين جموع الشعب المصري، باعتبارها محاولة لهدم الدولة المصرية، وإيقافها عن مسيرة الإنجازات التي تعمل على تحقيقها.


وأطلق تلك الدعوات مايسمى بـ"الحركة المدنية الديمقراطية"، التابعة لـحمدين صباحي، وآخرين، بعدما فشلوا في الحصول على التزكيات والتأييد الشعبي المطلوب لطرح مرشح تابع لهم في الانتخابات الرئاسية.


دعوات "نشطاء السبوبة"، وأذرعهم الخبيثة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أثارت رغبة علماء الدين في الرد على تلك الشبهات، بعدما ادعى مطلقوها بحرمانية المشاركة في الانتخابات، فخرج عددا من علماء الأزهر الشريف للرد عليهم.


الحركة المدنية الديمقراطية


مفسدة


من جانبه أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، يدعون إلى المفسدة وعدم الاستقرار السياسي في مصر، مشيرا إلى ضرورة عدم الانسياق ورائهم حيث أنهم يدعون إلى مفسدة في الأرض.


وقال "كريمة"، إن علماء الشرع أكدوا أنه "أينما توجد المصلحة فثم شرع الله"، وعليه فإن المشاركة في الانتخابات والاستحقاقات الدستورية فيها المصلحة العليا للبلد، وتتسق مع قول الله تعالى "وتعانوا على البر والتقوى"، فأي نتاج إيجابي في خدمة الوطن يكون تعاون على البر والمصلحة العامة للدولة والوطن.


وتابع أن المشاركة في الانتخابات أمر مشروع للمواطنين، فلابد عليهم أن يكونوا إيجابيين وأن يشاركوا ويعبرون عن رأيهم بكل حرية، موضحا أنه لا يجب أن يوجه أحد بأن يعطي صوته لأي أحد بعينه، ويترك الأمر للمصوت، ويكيفه أنه شارك وعبر عن رأيه بكل حرية.


أحمد كريمة


تعطيل مصالح الأمم


وأوضح الدكتور الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن الانتخابات أو أي استحقاق هو شأن عام يهم الأمة أجمعها ودعوة للمصلحة العامة، فمن يدعو إلى مقاطعة الانتخابات يحرض على تعطيل عام وارتكاب أثم كبير لأنه يعطل مصالح الأمة، مضيفا أن رسول الله قال "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، فمن لا يهتم بقضايا الأمة فهو ليس منها، لأن الانتخابات تحدد مستقبل وحاضر الأمة، ولا لأحد أن يحجر على الآخر في رأيه أو صوته أو يمنعهم من ذلك، والمشاركة في الانتخابات هي شهادة ومن يكتم الشهادة آثم قلوبهم.


وتابع :فلا أحد أن يستجيب لدعوات المقاطعة لأنه من يدعون لها لا يحرصون على الشأن العام والمنفعة للمواطنين، فهم يرتكبون أثم كبير بل وزرين أولها أنه لم يشارك هو ، والثاني أنه يحرض على ذلك من أبناء المجتمع وهذا أثم كبير لأنه يدع إلى عدم استقرار ومصلحة الأمة ويعطل حقوق عامة لكل الناس.


الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية


واجب شرعي


وقال الشيخ صالح محمد الأزهري، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن الداعين إلى مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها فهم آثمون، وذلك لأنهم يدعون إلى السلبية في البلاد، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية شهادة أمام الله، قائلا: قال الله عز وجل في كتابه الكريم، "وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ  وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ".


وتابع، أن المشاركة واجبة شرعا على المواطنين، والدين دعا المواطن لآن يكون إيجابيا في كل ما يفعله، وأن يكون فعال في المجتمع لبناء الأمة وأن لا يكون سلبيا، فلابد على الجميع المشاركة في الانتخابات الرئاسية.


الانتخابات


الإفتاء


وكانت دار الإفتاء أكدت أن الممتنع عن أداء صوته الانتخابي آثمٌ شرعًا، ومثله من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأيِّ وسيلة من الوسائل، وكذلك من ينتحل اسمًا غير اسمه ويدلى بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل يكون مرتكبًا لغشٍّ وتزويرٍ يعاقب عليه شرعًا.


اقرأ أيضا:


الصالة الرئاسية بمطار القاهرة تفتح أبوابها استعدادا لمغادرة السيسي لعُمان‎