هل يستغل الأسد العمليات التركية في عفرين لاستمالة الأكراد؟
في تطور جديد على الساحة السورية، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد رفضه للعملية العسكرية التركية ضد الأكراد في بلدة عفرين شمال البلاد، ووصف التوغل التركي بـ"العدوان الغاشم".. ولكن ما هي حقيقة موقف الحكومة السورية وما الذي تعنيه تصريحات الرئيس السوري؟.
دمشق لا تريد تركيا
حقيقة معروفة منذ بداية الأزمة السورية، وهي أن الحكومة السورية الرسمية ومعها إيران وروسيا لا تريد التدخل التركي ولا تريد النفوذ الأردوغاني الداعم لفصائل المعارضة المتعددة وعلى رأسها الجيش الحر "الذراع المفضل لتركيا في سوريا" حاليا.
ولكن في نفس الوقت، هناك فصائل معارضة أخرى لا تتعاون مع تركيا وفي نفس الوقت تقف ضد بشار الأسد، وهنا يكون من مصلحة أنقرة ودمشق ترك الجيش الحر يضرب في الفصائل الأخرى.
كذلك لا تريد تركيا أي نفوذ للأكراد في شمال سوريا على حدودها، ولذا تعمل على إنشاء منطقة عازلة بينها وبين القوات الكردية المتحالفة مع "حزب العمال الكردستاني" والذي تصنفه أنقرة كتنظيم إرهابي لا يختلف عن داعش.
ما هو الموقف من عفرين والأكراد؟
قبل شهر واحد فقط، كان للرئيس السوري تصريح قال فيه إن الأكراد الذين يتعاون مع واشنطن "خونة"
وذلك لأن الولايات المتحدة لطالما أعلنت أن المليشيات الكردية هي أفضل حليف لها على الأرض في سوريا في القتال ضد داعش، ولذا كانت تزودهم بالسلاح المتطور وأرسلت مستشارين عسكريين لتدريب المقاتلين الأكراد.
وحتى أن تأسيس "قوات سوريا الديموقراطية" جاء بتنسيق أمريكي، بحسب قناة العربية، التي نشرت تصريحات مسؤول استخباراتي أمريكي العام الماضي يقول إن المخابرات الأمريكية هي من طلبت وضع اسم غير كردي للمليشيات التي أغلبها كردي في سوريا حتى لا تثير غضب أنقرة، وفي نفس الوقت لا تبدو واشنطن وكأنها تدعم مجموعات إرهابية "في إشارة لحزب العمال الكردستاني".
ولذا أصبح الأكراد فصيلا على الأرض معه سلاح أمريكي ويقف ضد أنقرة ودمشق معا.. وهو ما يعني أن مصالح دمشق هذه المرة فقط تتلاقى مع أنقرة، خاصة وأن الحرب على داعش بشكل وصلت للنهاية بشكل كبير ولذا لم يعد للمليشيات الكردية حاجة لدى واشنطن.
دعوة كردية:
الهدف الآخر من تصريحات الأسد يوم أمس، بحسب ما نشرت قناة الميادين ووسائل الإعلام المؤيدة للنظام، هو بدء نغمة شبه ودية مع الأكراد، بمعنى بدلا من استنزاف قوة الجيش السوري في قتال الأكراد والقوات التركية والمليشيات الحليفة معها.. يمكن الآن دعوة الأكراد للانضمام لدمشق ضد تركيا والجيش الحر المعارض.
وهذا سيسهل إحباط العمليات التركية ويضعف الأكراد في وقت واحد حتى لا يحاولوا المضي في إنشاء منطقة حكم ذاتي في سوريا.
ويكفي النظر لتصريحات المجلس العام لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني في سوريا، والتي يطالب فيها بالتدخل الروسي أو الأمريكي لوقف العمليات التركية.. ليتضح أن واشنطن لا نية لها لمساعدة الأكراد مما يفتح يترك الساحة الأن أمام الأسد وروسيا فقط.
اقرأ أيضا..
"عفرين" البداية.. ما أهداف العملية العسكرية التركية في سوريا؟
تحرير الرقة.. هل يصبح مشكلة للأكراد المنتصرين؟