بعد واقعة دبلن.. هل يسيطر مشاهير "السوشيال ميديا" على الرأي العام؟
احتلت "السوشيال ميديا" مكانة كبيرة من واقعنا خلال الفترة الأخيرة، فبعد انضمام أكثر من 40% من سكان الكرة الأرضية إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح تأثير السوشيال ميديا على المجتمعات بالغ الخطورة، لأنه يؤثر في عدد كبير من الأشخاص، وإلى جانب ذلك أصبحت تلك المواقع بمثابة شركة كبيرة يعمل بها موظفون يتقاضون أجرًا، ليتجه عدد من الشباب الذين يمتلكون قدرة على التفاعل مع الآخرين لتلك المواقع، ليعملون بها كـ"إنفلونسر"، وفي مقابل ذلك يتقاضون مبالغ مالية من الإدارات المسؤولة عن تلك المواقع.
وبعد أن كانت مواقع التواصل الاجتماعي منصات للتعارف وتبادل العلاقات الاجتماعية، أصبحت منصات تسويقية يتجه لها الكثير من المنتجين لتسويق منتجاتهم الاستهلاكية من خلال "الإنفلونسرز" الأكثر شهرة ومتابعة، لتصبح مواقع التواصل مواقع دعائية وإعلانية تنافس في سوق التسويق، ويستفاد من ذلك الشباب الذين يتقاضون مقابل تسويقهم للمنتج، مبلغ مالي يدفعه هذه المرة المُنتِج.
ومن ناحية أخرى، شهد الترويج للمنتجات التجارية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي نجاحًا وإقبالًا جماهيريًا، لتصبح إعلانات السوشيال ميديا أكثر تأثيرًا وجذبًا لزبائن، وانتقل تركيز المُنتجين من إعلانات وسائل الإعلام المختلفة القائمة على نجوم الفن والرياضة، للإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة عن طريق مشاهيرها "مشاهير السوشيال ميديا" بمقابل مادي.
واختلف ترويج مشاهير السوشيال ميديا للمنتجات عن الطريقة التقليدية الصريحة في الإعلان عن المنتجات التي تستخدمها وسائل الإعلام، فاستخدموا طرق أكثر تأثيرًا وشبابية من خلال فيديوهات فكاهية، أو الظهور وهم يستخدمون المنتج أو التصوير في مكان ترويجًا له ودعوة متابعيهم للذهاب له.
ومع نجاح شباب "الإنفلونسرز" في السيطرة علي الرأي العام في مختلف أنحاء العالم، من خلال صفحاتهم وحساباتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ بعضهم يستغل ذلك في ابتزاز أصحاب الأماكن الشهيرة مثل الفنادق والمطاعم، أو أصحاب المنتجات التجارية في الترويج لهم مقابل منتجات أو قضاء أيام بالفنادق، وإذا رفضوا يروجون لهم سلبًا مؤكدين أن المنتج أو المكان سيء.
وهو ما حدث في واقعة فندق دبلن في أيرلندا، مع المدونة البريطانية الشهيرة "داربي"، والتي تصدرت عناوين الصحف والمواقع خلال الأيام الماضية، حيث راسلت "داربي" مدير الفندق وطلبت منه أن يستضيفها لمدة 5 ليال مجانًا في الفندق مقابل أن تروج له عبر قناتها على يوتيوب، ليقابل مدير الفندق طلبها بالرفض الساخر من خلال نشر رسالتها على الحساب الرسمي على فيس بوك، معلقًا "هل أخبر العمال الذين يتولون ترتيب غرفتك ويحضرون لك الطعام ويتولون خدمتك في الفندق أنهم لن يتقاضوا راتبًا عن خدمتك، وفي المقابل سيظهرون على قناتك على يوتيوب؟".
اعتبرت "داربي" هذا الرد مهينًا ومزعجًا، ليتبعها مدونون آخرون في الهجوم على الفندق عبر "السوشيال ميديا" والكثير من التقييمات السيئة للفندق، وكان قرار مدير الفندق ردًا علي هجوم مدوني مواقع التواصل هو "حظر دخول المدونين والشخصيات المؤثرة على السوشيال ميديا للفندق "، واصفًا ما يحدث منهم بأنه نوع من أنواع البلطجة.
ولم يكن رد مدير الفندق هو الوحيد من نوعه، فكثير من الدول بدأت تستوعب تأثير مشاهير السوشيال ميديا على الرأي العام، فكان رد المستشار والمشرف العام على الخدمات الإلكترونية في وزارة الثقافة والإعلام بالسعودية، والمتحدث الرسمي لها هاني الغفيلي، حسب ما أورد موقع "سيدتي"، قائلًا "إن الوزارة تعمل على تنفيذ آلية في التعامل مع الدعايات المضلِّلة التي برزت مؤخرًا بين مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنه في حال تم نشر إعلان فيه تضليل للمستهلك يعد مخالفة يُعاقب عليها المعلن".
ويتساءل الجميع الآن، "ماذا بعد؟"، هل سيتجه المنتجين لتسويق منتجتهم عن طريق "الإنفلونسزر" أم سيتحدون لمواجهة سيطرتهم على الرأي العام وتوجيه متابعيهم؟" ويبقى السؤال منتظرًا لإجابة شافية.
اقرأ أيضًا ..
"كله بالفلوس".. المواقع والتطبيقات طرق مختصرة للشهرة
"الهاكرز" و"النصب الإلكتروني" قصص واقعية جسدتها الأعمال الدرامية