في مقال له.. وزير الأوقاف يفسر ظاهرة "الإلحاد الممول"
بيّن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في مقال له اليوم الجمعة، تحت عنوان "الإلحاد الممول" أسباب انتشار هذه الظاهرة، مؤكدًا أن هناك فرق كبير بين حرية المعتقد وبين الاستهداف السياسي تحت مسمى حرية المعتقد، فحرية المعتقد مكفولة، ولكن الاستهداف الموجه والفوضى لا يمكن أن يقبله أحد.
وقال جمعة في مقاله، نؤكد أن الإسلام قائم على حرية الاختيار، حيث يقول الحق سبحانه: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، ويقول الحق سبحانه: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، ويقول سبحانه: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ».
وتابع وزير الأوقاف، أما فى ضوء ما تمر به منطقتنا من استهداف متعدد الجوانب فى ضوء حروب الجيل الرابع التى تهدف إلى تمزيق المجتمعات وتحللها فى جميع الجوانب قيمًا وأخلاقًا بشتى السُّبل: بالإرهاب المصنوع، والإلحاد الموجه أو الممول، وإثارة النعرات العرقية أو القبلية أو الطائفية، فصار الإلحاد موجهًا ومسيسًا وممولاً، قصد الإسهام فى إحداث حالات الفوضى والإرباك، إذ لم تعد كثير من الأمور فى مجتمعاتنا عفوية أو طبيعية، فقد صارت مخططات الأعداء تنال كل جوانب حياتنا ومقوماتها، مما يتطلب التوعية بمخاطر كل الظواهر السلبية، إذ إن هذه المخططات تهدف من خلال الإلحاد المسيس أو الموجه الممول إلى نزع القيم الإيجابية من نفس الملحد، وبما يفرغه من الرقابة الذاتية الأصيلة، رقابة الضمير، ومراقبة خالق الكون والحياة، فلم يعد أمامه سوى القانون الذى يسعى إلى التفلت منه ما وسعه ذلك.
وأضاف الوزير، ومع أن بناء الدول لا يقوم على الضمائر وحدها، إذ لا بد من قانون منظم نعمل على إقراره وإعلاء شأنه، مؤمنين وموقنين بأن الله عزّ وجلّ يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأنه لا يجوز أن يُترك الناسُ فوضى بلا نظام ولا قانون حاكم ، فإننا نؤكد أنه مع كل احترامنا لسيادة القانون وتأكيدنا على إعلاء رايته، وتعزيز مكانته، وترسيخ حكم القانون ودولة القانون، فإننا نؤكد أن العمل على إيقاظ الضمائر وتعميق الحس الإيمانى والخوف من الله عزّ وجلّ أمر لا غنى عنه لصلاح الفرد والمجتمع، إذ من الصعب أن نجعل لكل إنسان جنديًا أو حارسًا يحرسه، ولكن من السهل أن نربى فى كل إنسان ضميرًا حيًا ينبض بالحق ويدفعه إليه، لأنه يراقبه من لا تأخذه سنة ولا نوم حيث يقول الحق سبحانه: على لسان لقمان عليه السلام فى وصيته لابنه: «يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ»، ويقول سبحانه: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»، ويقول سبحانه: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»، ويقول سبحانه : «وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا»، ويقول سبحانه: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ».
واختتم الوزير مقاله بقوله: ويقول تعالى: «يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ»، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم عندما سأله سيدنا جبريل عليه السلام: عن الإحسان، فقال صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك) ويقول صلى الله عليه وسلم: «ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، فأما المنجيات: فتقوى الله فى السر والعلانية، والقول بالحق فى الرضا والسخط، والقصد فى الغنى والفقر، وأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه».
اقرأ أيضًا ..
وزير الأوقاف: لا يوجد "إلحاد" في مصر