التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:47 م , بتوقيت القاهرة

"إدلب".. قصة المدينة الأخيرة في حرب الوكالة بسوريا

هاجمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، في خطوة جريئة، وتستمر في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي معارك شرسة بين قوات الجيش السوري وحلفائه من جهة، ومسلحي تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي والفصائل المتحالفة معه من جهة أخرى، الأمر الذي يهدد الاتفاق الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران بشأن مناطق خفض التصعيد، وسط قلق تركي من سيطرة الأكراد على تلك المنطقة الاستراتيجية.


استراتيجات التوازن بعد الهجوم على القواعد الروسية


ما بين السطور، لن يجرؤ "الأسد" على اقتحام إدلب بمفرده دون حليفيه إيران وروسيا، وهذا الاقتحام تعلن فيه موسكو وطهران بشكل غير مباشر، موافقتهما على الهجوم الحكومي على إدلب، وعدم الالتزام باتفاق خفض التصعيد، الذي أعلن عنه في 15 سبتمبر الماضي، فلكل من الدول الثلاث، روسيا وتركيا وإيران، اهتمامات مغايرة في الحرب السورية.


 قوات روسية في قاعدة حميميم في اللاذقية


وقد دفع هجوم مجموعتين من الطائرات بلا طيار على قواعد روسية بسوريا في 6 يناير الماضي، موسكو إلى  الرد، وتدمير مخزون من الطائرات دون طيار في إدلب، الجمعة الماضي، وقد أعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف في ديسمبر الماضي، أن مهمتها الرئيسية في سوريا الآن"تدمير جبهة النصرة"، التي تستحوذ على الجزء الأكبر من إدلب.


أهمية إدلب الاستراتيجية للأطراف المتحاربة


يقطن إدلب نحو مليونين ونصف المليون نسمة، نحو نصفهم من النازحين، وتكمن أهميتها في أنها آخر أكبر معقل للفصائل المعارضة المسلحة، وتضم 40 فصيلا مسلحا، أقواها تأثيرا  تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، وهو فرع يقوده تحالف سابق لتنظيم القاعدة، ويحارب حاليا تحت لواء "تحالف هيئة تحرير الشام".


إيران وتركيا


تحاول إيران، وهي الحليف الرئيسي لبشار الأسد بجانب روسيا، إثبات تفوقها، حتى لا تنتهي كل تضحياتها بالفشل إسوة بما يحدث فى اليمن حاليا، بعد تكبد الحوثيين خسائر فادحة رغم دعمها المطلق لهم، أما تركيا فتنشر قواتها في إدلب على شكل نقاط مراقبة تنفيذا لاتفاق خفض التصعيد، بينما تسيطر روسيا، وهي الحليف الأكبر لدمشق، على المجال الجو، وقد طلبت من روسيا الضغط على الأسد لوقف الهجوم، لتخوفها من موجة نزوح جماعي للاجئين السوريين صوب أراضيها، بعدما استقبلت في السابق أكثر من 3 ملايين منهم.


ومن أهم مخاوف تركيا، هى استغلال الأكراد السوريين التطورات لبسط نفوذهم عند سقوط إدلب، لذا تعد تركيا داعما كبيرا لفصائل المعارضة التي تقاتل لإطاحة الأسد، وتحارب تركيا، منذ عقود الأكراد " داخل حدودها، كما قصفتهم خارج حدودها في العراق وسوريا.


اقرأ أيضًا..


خلال 48 ساعة.. الجيش السوري يستعيد مناطق في ريف إدلب من "النصرة"