آسيا داغر.. امرأة هزت عرش السينما وأفلسها "صلاح الدين"
كسرت "تابوهات" هيمنة الذكور على الإنتاج السينمائي، لتتربع على عرش منتجي وممولي أكبر وأضخم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ومنذ نعومة أظافرها نشأت على حب السينما وأعمالها، لم تدع طموحها يقف عند حد نجوم الشباك الذين يتهافت عليهم الجمهور، ولكن ظل يعلو حتى لُقبت بـ"عميدة المنتجين"، متخطية كافة العقبات للوصول لغايتها، حتى قيل إنها "باعت أثاث منزلها لإنتاج الأعمال الفنية"، في مغامرة هي الأولى من نوعها في تاريخ السينما العالمية.. إنها آسيا داغر الممثلة والمنتجة اللبنانية المصرية.
في الثاني عشر من يناير 1986، رحلت عن عالمنا، ويستعرض "دوت مصر" أوراق من دفتر حياة آسيا داغر "سيدة الإنتاج الرفيع" في ذكرى رحيلها .
كانت البداية من قرية تنورين في لبنان، حيث بدأت حياتها كممثلة عندما قدمت فيلم "ظلال الأرز" عام 1922، لتشد رحالها إلى مصر عام 1923، بصحبة شقيقتها ماري وابنتها الصغيرة ماري كويني، لتظهر من جديد بعد أربعة أعوام في الفيلم المصري "ليلى".
لم ينحصر تفكيرها وجهدها في كيفية أخذ أحد الأدوار الهامة لأحد الأفلام أو بطولته، ولكن عملت على تأسيس أحد الشركات الرائدة في مجال الإنتاج السينمائي المصري والوطن العربي "لوتس للإنتاج الفني"، عام 1927، وكانت الشركة صاحبة الفضل في دخولها بوابة الفن.
واطلقت "داغر" - بعد سنتين من تأسيس الشركة - أول فيلم باسم "غادة الصحراء"، الذي لاقى نجاحا كبيرا شاركت فيه ابنة أختها، ثم فيلم "وخز الضمير".
ذاع سيط "داغر" بين المنتجين والفنانين، لكن أبت أن يكون ذلك سقفها، وفي عام 1954 أشعلت "داغر" ثورة ثقافية، حيث أطلقت أول فيلم خيال علمي في السينما المصرية "عيون ساحرة"، الأمر الذي رفضت نقابة الممثلين مناقشته، لما يحتوي عليه من فكرة مناقشة "إحياء الموتى"، حتى تدخل رئيس الوزراء آن ذاك وسمح بعرض الفيلم.
لقبت آسيا بـ"سيدة الإنتاج الرفيع"، حيث أنها كانت صاحبة الفضل في إبراز المواهبين، كان من بنيهم "هنري بركات، وحسن الإمام، وحمدي رفلة، وسيدة الشاشة فاتن حمامة".
استطاعت أن تسطر اسمها بين عمالقة السينما المصرية بماء الذهب، حيث حازت على نجاحات عديدة في مجال الإنتاج، ليصل رصيد أعمالها الفنية لأكثر من 70 فيلمًا، أبرزهم "شجرة الدر- أمير الانتقام - الشريد - القلب له واحد - فتاة متمردة - هذا جناة أبي- رد قلبي- الناصر صلاح الدين".
وكان لـ"الناصر صلاح الدين" شاهد على إيمان "داغر" وحبها لعملها، حيث بلغت تكلفة الفيلم 200 ألف جنيه، وهو صاحب أكبر ميزانية في ذلك الوقت، الأمر الذي جعلها تتعرض للاقتراض، حتى وصل الأمر لرهن سكنها وسيارتها، وبيع أثاث منزلها؛ ولكن "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" فالفيلم لم يحقق الأرباح المرجوة منه، وتسبب ذلك في إفلاس "عملاقة المنتجين"، الأمر الذي دفعها للعمل مع "المؤسسة العامة للسينما"، حتى رحيلها عن عمر ناهز 78 عامًا.
اقرأ أيضًا ..
بعد حادث كنيسة "مارمينا".. نجوم الفن يتحدون الإرهاب: "اقتلوا وفجروا" لن نستسلم