التوقيت الجمعة، 15 نوفمبر 2024
التوقيت 09:05 ص , بتوقيت القاهرة

وانقلب السحر.. هل تؤثر الاحتجاجات الإيرانية على المليشيات الإرهابية؟

شاهدنا على مدار الأسبوع الماضي احتجاجات وتظاهرات ضخمة قادها الشعب الإيراني ضد سياسات خامنئي والحكومة الإيرانية، منددة بمساعي إيران نحو التوسع في نفوذها داخل منطقة الشرق الأوسط، من خلال دعم جماعات إرهابية ومليشيات مسلحة بأموال طائلة على حساب الشعب الإيراني الذي يعاني الفقر وتدهور الحالة الاقتصادية.


يمثل الدعم الإيراني للـجماعات الإرهابية سواء كان ماليًا أو أيديولوجيًا، الاستراتيجية الأبرز والتي تحتمي بها المليشيات، فتقوم بتنفيذ المخطط الإيراني العدواني القائم على تفتيت الدول وتوسيع النفوذ في الإقليم.


خامئني


حلول عاجلة للأزمة


رأى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه من الوارد التوصل إلى حلول عاجلة ومؤقتة للأزمة، كما حدث في عام 2009 خاصة أن روحاني كان أحد الوجوه الإصلاحية، ولديه خبرات عميقة في هذا الصدد، مشيرًا إلى أن رجال الدين في إيران طوال الـ 5 أيام الماضية يتحدثون عن تحميل الحكومة نتائج السياسات السلبية إلى جانب المطالبة بتغيير رأس الحكومة وليس النظام نفسه، في ظل ضغوط على روحاني بأن يقوم بتلك الإصلاحات قريبًا.


وأضاف "فهمي" لـ"دوت مصر" أن الاحتجاجات في إيران مشروعة وتختلف فيما بينها في المدن، أي أن ما يجرى في مدينة مشهد يختلف عنه في طهران، ولكن تندرج المطالب تحت شعارات اقتصادية أكثر منها سياسية، إذ يطالب الجميع بأن تتوقف إيران عن دعم الجماعات الإسلامية في دول الجوار.


تظاهرات إيرانية


إيران لن تتوقف عن دعم الميليشيات بأي حال


أكد "فهمي" أن إيران أمامها خيارين أولهما؛ الاستجابة لطلبات الشعب الإيراني، وتخفيف سقف التدخلات في الإقليم بأكمله، وتحجيم لدورها في دعم حزب الله والحوثيين وفي العراق، وهذا هو التوقع المنطقي، إلا أنهم سيظلون في التدخل بدعم الحرس الثوري، لأن ميزانيته مختلفة وتدخلاته في النظام كبيرة ولا أعتقد أن يخفضوا صلاحياته.


أما الخيار الثاني، في رأي أستاذ العلوم السياسية، لدى إيران هو إنهاء التظاهرات من خلال الاستجابة للمتطلبات الاقتصادية، والتحقيق في قضايا الفساد المتعلقة بالمصارف والبنوك والشركات، وإعادة تدوير الاتفاق النووي، وأن ترتبط إيران بعدم المزيد من التدخل في الإقليم، مشيرًا إلى أن الصلاحيات الممنوحة لحزب الله في التعامل مع المشهد هو الذي يضبط الإيقاع في التدخل الإيراني في الإقليم.


وتابع فهمي، أن إيران لا يمكن أن تتوقف عن تمويل حركة الجهاد الفلسطيني أو حزب الله أو حماس أو التيار الحوثي، لأن كل دعم يختلف عن الأخر، إذ تدعم حماس ماليًا، وحزب الله أيديولوجيًا، وتدعم الحوثيين من خلال خبراء ومستشارين ولا تكلفهم كثيرًا، متابعًا أن إيران داعم قوي في الأقليم وستستمر، وليس من السهل أن ترفع أيديها عن دعم تلك التنظيمات وترفع أيديها مناطق نفوذها بسبب التظاهرات.


المرشد الإيراني علي خامنئي


الثورة الإيرانية لن تزيح خامنئي


وفي السياق ذاته أكد سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أنه لو نجح الشعب الإيراني في تحقيق مطالبه التي يتظاهر من أجلها ضد النظام الإيراني، فإن هذا سيؤثر بشكل كبير على التنظيمات والجماعات الإرهابية التي تموهلها إيران، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله.


وأشار "عيد" إلى أن أقل مستوى لنجاح الثورة في إيران هو إزاحة روحاني، ولكنها لن تستطيع في الوقت الراهن إزالة خامنئي المرشد الأعلى لإيران، وتحويل إيران من دولة دينية إلى دولة علمانية لأنه أمر بعيد المنال، لافتًا إلى أنه ما دامت الدولة تحت حكم خامنئي فسيظل الدعم مستمر لتلك التنظيمات وتوسع النفوذ الإيراني في الإقليم.


وأكمل الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أنه حتى لو قرر النظام الإيراني إجراء تعديلات اقتصادية لتهدئة الوضع فسيؤثر على مستويات الدعم للدول والتنظميات الخارجية، منوهًا بأنه لا يمكن أن يتوقف الدعم الإيراني لهذه التنظيمات بأي حال من الأحوال، إلا أنه من الموقع أن يتراجع حجم ذلك الدعم.


 


اقرأ أيضًا


"عملت نفسها من بنها".. سر صمت الإخوان تجاه الاحتجاجات في إيران


إيران: أمريكا تغطي على هزائمها السياسية بتصريحاتها حول طهران


مظاهرات إيران تؤثر على أسعار النفط