بعد احتجاجات إيران.. هل يمتد الربيع الفارسي إلى تركيا وقطر؟
يبدو أن موجة الاحتجاجات التي تشهدها العديد من المدن الإيرانية في الوقت الحالي لن تقتصر على الدولة الفارسية، ولكنها ربما تمتد إلى حلفائها، الذين يمثلون محور الشر الجديد في منطقة الشرق الأوسط، وهم قطر وتركيا في ضوء توقعات بأن تشهد إمارة قطر وتركيا احتجاجات مماثلة في ضوء مقدمات شهدتها تلك البلدان في الأشهر الماضية.
لعل السبب الرئيسي في زيادة التوقعات بامتداد عدوى التظاهرات من إيران إلى حلفائها، يتمثل في أن السبب في حالة الغضب العام في تلك الدول يبدو واحدا، حيث يشهد الشارع السياسي في الدول الثلاث حالة من الغضب العام جراء السياسات التي تتبناها الأنظمة الحاكمة داخلها والتي تقوم على دعم الفوضى في دول الشرق الأوسط، بينما تهمل الأوضاع الاقتصادية المذرية في الداخل، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كان العالم على أعتاب ربيع جديد يطيح بأنظمة جديدة في الشرق الأوسط.
نظرية "الدومينو"
ربما كانت الموجة الأولى من الربيع الثوري في الشرق الأوسط، والتي اندلعت في عام 2011، هي بمثابة العدوى التي انطلقت شرارتها الأولى في تونس، ثم امتدت إلى العديد من الدول العربية، وهو ما يسمى بنظرية "الدومينو" والتي تقوم على سقوط قطعة الدومينو الأولى ليتساقط بعدها باقي القطع، وهو الأمر الذي قد يتكرر في الدول الثلاثة التي شكلت تحالفا من أجل دعم الإرهاب في المنطقة وإثارة الفوضى داخلها.
يقول الكاتب أدام جاري، في بحث منشور له بمركز "جلوبال ريسيرش"، أن التشابه بين إيران وتركيا يصل إلى مرحلة التطابق، فكلا منها قوتان توسعيتان، تسعيان إلى السيطرة والاستحواذ وربما تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط على حساب القوى الإقليمية الأخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي دائما ما يثير الشبهات حول الدور الذي تقوم به كلا البلدين في المنطقة.
وأضاف أن الطموح التوسعي لكلا البلدين دائما ما يأتي على حساب الأوضاع في الداخل، ففي الوقت الذي تحاول فيه كلا البلدين القيام بدور إقليمي أكبر، فإنهما في المقابل يتخليان عن دورهما في الداخل، وهو ما ترتب عليه مشاكل اقتصادية عميقة، موضحا أن هذا الأمر ربما يؤدي إلى انفجار في الداخل.
سياسات واحدة
امتداد الموجة الثورية إلى تركيا وقطر لا يبدو أمرا مستبعدا في ضوء مقدمات تشهدها كلا البلدين في الأشهر الماضية، خاصة وأن السياسات الداخلية التي تبناها النظام الحاكم في كلا البلدين خلال الأشهر الأخيرة تبدو متقاربة تماما
ففي تركيا، قام نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحملة اعتقالات واسعة شملت أعداد كبيرة من ضباط الجيش التركي، والصحفيين والمفكرين ورموز المعارضة في الداخل التركي منذ محاولة الانقلاب على النظام الحاكم في تركيا في يوليو 2016، والتي استغلها الرئيس التركي حتي يتمكن من الإطاحة بكل معارضيه ومنابرهم سواء السياسية والإعلامية للاستئثار بالسلطة.
أما في قطر، فتنظيم الحمدين لم يتخذ نهجا بعيدا عن أردوغان، منذ بداية الأزمة التي تعانيها قطر، على إثر قيام الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع علاقاتها تماما مع الدوحة في يونيو الماضي، حيث قام أمير قطر بسحب جنسية أعداد كبيرة من أبناء القبائل القطرية، واقتحام منازلهم، في خطوات اعتبرها قطاع كبير من المتابعين والمحللين أنها بمثابة بداية الثورة.
اقرأ أيضًا..
إعلامي سعودي يصف تظاهرات إيران بوقت العدل الإلهي ضد سياسات الدمار