التوقيت الجمعة، 15 نوفمبر 2024
التوقيت 04:24 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى اغتياله.. كيف استعان الإنجليز بالإخوان للتخلص من "النقراشي"؟

مع شروق شمس الـ 28 من ديسمبر عام 1948، تفاجأ المصريون بخبر اغتيال محمود فهمي النقراشي، رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها، على يد أحد طلاب كلية الطب البيطري المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ويدعى عبد المجيد أحمد حسن، متخفيًا في زي ضباط شرطة، واستغل الأخير دخول "النقراشي" إلى مقر وزارة الداخلية وأطلق الرصاص عليه من الخلف أثناء توجه إلى المصعد.


عقب انتشار خبر اغتيال "النقراشي" سارعت جماعة الإخوان المسلمين في إصدار بيان يندد بالواقعة، علق حينها مؤسس الجماعة "حسن البنا" على مرتكبي الواقعة بأنهم ليسوا من الإخوان وليسوا من المسلمين، ليبقى تصريح "البنا" تخلٍ واضح عن عضو جماعته المنفذ للجريمة، وبالرغم من ذلك لم تفلح محاولات "البنا" في خداع الشعب، خاصة بعد اعتراف منفذ الواقعة بالقيام بذلك وفقًا لتعليمات قادة الإخوان.


النقراشي مع الملك فاروق


الاستعانة بالإخوان


فضح الجماعة ومؤسسها لم يتوقف فقط على حد اعتراف منفذ الواقعة، ففي حوار صحفي قال الدكتور هاني النقراشي، نجل محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر، إن والده كان يعارض الاحتلال الإنجليزي لمصر، وأن الإنجليز هم الذين استخدموا الإخوان في عملية اغتياله في مبنى وزارة الداخلية، مشيرًا إلى تعمد الإنجليز الخلاص من أبيه بعد رفضه الاحتلال الإنجليزي لمصر، ودعمه للتظاهرات المناهضة لإنجلترا في مصر.


النقراشي


حقيقة التنظيم الخاص


وفي كتاب "حقيقة التنظيم الخاص" لمؤلفه محمود الصبّاغ أحد قيادات التنظيم السرّي للجماعة قال مدافعًا عن قتل النُقراشي "لا يمكن أن يعتبر أن قتل النقراشي باشا من حوادث الاغتيالات السياسية، فهو عمل فدائي صرف، قام به أبطال الإخوان المسلمين، لما ظهرت خيانة النقراشي باشا صارخة في فلسطين، بأن أسهم في تسليمها لليهود، ثم أعلن الحرب على الطائفة المسلمة الوحيدة التي تنزل ضربات موجعة لليهود".


وأضاف "حل جماعتهم واعتقل قادتهم وصادر ممتلكاتهم وحرم أن تقوم دعوة في مصر تدعو إلى هذه المبادئ الفاضلة إلى الأبد، فكانت خيانة صارخة لا تستتر وراء أي عذر أو مبر، مما يوجب قتل هذا الخائن شرعًا، ويكون قتله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهذا ما حدث له من بعض شباب النظام الخاص للإخوان المسلمين دون أي توجيه من قيادتهم العليا، فقد كان المجرم الأثيم قد أودعهم جميعًا السجون والمعتقلات وحال بين الإخوان وبين مرشدهم، حيث وضعت كل تحركاته تحت رقابة بوليسية علنية من تاريخ إصدار قرار الحل حتى اغتياله".


محمود فهمي النقراشي


 


 


اقرا أيضًا


بعد انهيار التنظيم في سوريا والعراق.. حيل "داعش" لدخول سيناء


"طيارة" و"برج" و"نيل".. مواقف فنية أثارت مواقع التواصل في 2017