التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:22 م , بتوقيت القاهرة

هل تدخل قطر جزيرة سواكن السودانية بـ"جسر أردوغاني"؟

منح السودان جزيرة سواكن لتركيا بعد طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبحسب صحيفة "سودان تريبيون" قال الرئيس التركي: "طلبنا جزيرة سواكن من السودان لوقت معين والبشير وافق".


وأضاف الرئيس التركي أن تركيا ستعمل على إعادة بناء وتأهيل الجزيرة مع إدارتها الكاملة لفترة زمنية لم يحددها قائلا "هناك ملحق لن أتحدث عنه الآن".


 





 


وصرح أردوغان بأن تركيا ستعمل على إنشاء مشروعات لتطوير الجزيرة، بحيث تكون نقطة لسفر الحجاج والمعتمرين الأتراك للسعودية من خلالها.


وذكرت السلطة المحلية بالجزيرة أن "إعادة بناء المدينة التاريخية ينشط السياحة والاستثمارات".


ولكن أي نوع من الاستثمارات هذا؟


جزيرة الحلم العثماني


من خلال تصريحات الرئيس التركي والتي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية فإن أردوغان يريد إحياء السلطنة العثمانية من سواكن، حيث إن الجزيرة كانت مقرا للحكم العثماني من عام 1517 باعتبارها مقر حاكم ولاية الحبشة العثمانية، والتي تشمل مدن حرقيقو ومصوع بإريتريا حاليًا.


وفي عهد محمد علي باشا، رفضت تركيا ضم الجزيرة لمصر لكنها أجرتها له مقابل مبلغ سنوي وبعدها تنازلت عنها في 1865 ليتم ضمها للسودان الخاضع للحكم المصري.


سواكن


تمويل قطري


خطط تطوير الجزيرة الرملية ليس مخططا تركيا جاء فجأة، بل هو في الأساس نتاج اتفاقات قديمة مصدرها الدوحة ففي نوفمبر الماضي صرح وزير النقل السوداني مكاوي محمد عوض، أن العمل بين السودان وقطر بدأ في 2016 من أجل إنشاء ميناء في جزيرة سواكن وتطوير ميناء بورتسودان، وقال وقتها إن الميناء سيكون الأكبر في البحر المتوسط بحسب صحيفة "الشرق" القطرية نفسها.


ولكن كان هذا قبل قطع العلاقات مع الدوحة بقيادة "مصر والسعودية والإمارات" فكان التحول لاستخدام الحكومة الأردوغانية لإتمام الصفقات القطرية.


وكانت الاتفاقات السودانية القطرية بدأت في نوفمبر 2016، لكنها لم تلق صدى إعلامي كبير وقتها، إلا أن الأمر توقف مع القرار العربي بقطع العلاقات مع قطر، ما دعا الدوحة لاستخدام تركيا كجسر لإتمام الصفقات، لأنه في الوقت الحالي لا يمكن اعتبار أن تركيا ستستولي على الصفقات التجارية من حليفتها قطر، بل هي مجرد واجهة لتسيير أعمال الدوحة.


أما ما ستحصل عليه تركيا، سيكون الواجهة الإعلامية وتسهيلات لرجال أعمال أتراك للمشاركة في الصفقات أيضًا، لذا كان التصريح الأردوغاني بأن الجزيرة ستكون نقطة انطلاق الحجاج والمعتمرين الأتراك كنوع من الصبغة الدينية للصفقات التجارية.
 


اقرأ أيضا


أردوغان يعفو عن "قتلة المعارضين" في أثناء انقلاب تركيا


الأكراد كلمة السر في الصفقة الحرام بين "أردوغان" و"داعش"