"جبال قنديل".. أرض عراقية استولى عليها حزب العمال الكردستاني
دخل إقليم كردستان العراق في مشكلة جديدة ربما تتحول لأزمة دولية، بسبب إعلان حزب العمال الكردستاني الاستيلاء على منطقة شمال العراق، وإعلان الحكم الذاتي فيها، وهي الخطوة التي لن يقبل بها العراق أو تركيا أو إيران أو حتى حكومة الإقليم الكردي نفسه.
تنظيم يريد دولة
أعلن حزب العمال الكردستاني تشكيل إدارة مستقلة في جبال قنديل شمال العراق على الحدود التركية الإيرانية.. وبحسب البيان الخاص بالحزب فإنه تم تشكيل "مجلس شعب" لإدارة مناطق بالييان وناودشت وقلاتوكا وماردوو في سفح الجبل.
وأضاف البيان بأن المجلس لديه لجان ثقافية وصحية وأمنية وتربوية وبيئية من أجل إدارة المنطقة التي قال عنها إنها لا علاقة لها بإدارة إقليم كردستان العراق.
ماذا يعني هذا؟
بالنسبة لتركيا لا فإن أنقرة أعلنت إنها لا تفرق بين العمال الكردستاني وبين تنظيم داعش فكلاهما تنظيم إرهابي يريد الاستيلاء على الأرض التركية ليهدد أمن أنقرة، بل إن الموقف الأخير يجعل الحزب "داعشيا" أكثر بالنسبة للحكومة التركية كونه "تنظيما إرهابيا يريد تأسيس دولة".
أما بالنسبة لإيران فإن الموقف الأن يعني أزمة جديدة فطهران بحسب موقع السومرية نيوز العراقي لا يمكن أن تسمح بأي تقدم كردي خشية من أن إلهام الأقلية الكردية في أراضيها والتي تسعى لحكم ذاتي هي الأخرى تمهيدا للانفصال وتأسيس دولة كردية.. "لاحظ أن حلم الدولة الكردية موجود لدى أكراد سوريا وإيران وتركيا وليس العراق فقط".
أزمة في كردستان
الوضع الأخطر حاليا سيكون مع الحكومة العراقية المركزية وإقليم كردستان فإعلان الحزب الذي يقاتل تركيا لا يمكن أن يكون متماشيا مع مصالح أربيل أو بغداد لأنه بالأساس يستولي على أرض عراقية كردية ويعلن حكومة فيها بلا أي اعتراف دولي أو حق
فالإعلان الذي نشره الحزب أمس يقول "المجلس ليس له علاقة بإدارة الاقليم، الا انه في نفس الوقت يحترم قوانين اقليم كردستان العراق" لكنه لم يوضح كيف يحترم قوانين كردستان وهو يستولي على أرضي كردية عراقية!
أما بالنسبة للحكومة العراقية فهي انتهت توا من الحرب ضد داعش وتحرير المناطق الحدودية مع سوريا من التنظيم الإرهابي، والأن تجد نفسها في وضع معقد وهو كيف تتعامل مع الحزب المتحصن في جبال قنديل وفي نفس الوقت كيف يتم تنسيق ذلك مع الحكومة الكردية التي على خلاف مع بغداد بسبب استفتاء الانفصال في سبتمبر الماضي وأيضا دخول القوات العراقية لكركوك بعدها.
حصن وعر للأكراد
المعروف أن حزب العمال الكردستاني يتبع الفكر الماركسي الشيوعي وهو مصنف كتنظيم إرهابي لدى تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.. وبالنسبة لتركيا هو كداعش أو أسوأ أيضا بحسب تصريحات سابقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورغم أن الأزمة الحالية تقع على أرض العراق إلا أنه بحسب قناة أورينت فإن تركيا على الأرجح هي من سيبادر بالتصرف إلا أن هذا التصرف لن يكون أكثر مما تفعله أنقرة حاليا وهو شن الغارات على جبال قنديل بينما يختبئ المقاتلين الأكراد فيها.
والسبب الذي يحجم العمليات العسكرية على الأرض هو بحسب قناة "سكاي نيوز" طبيعة الجبال الوعرة والتي تشبه المتاهة.
وعلى الرغم من أن الصور الخاصة بجبال قنديل على الانترنت تظهره كجنة للسياح ومحبي تسلق الجبال، فإنه سيكون كابوسا لأي جيش يحاول الدخول فيه لتمشيطه وطرد المقاتلين المتحصنين به.
وتقع الجبال على بعد 120 إلى 150 كم شمال مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وتمتد من الأطراف الجنوبية الشرقية من تركيا إلى الحدود مع إيران.
وتسبب الغارات التي شنتها المقاتلات التركية على معاقل حزب العمال الكردستاني في تشريد العشرات من سكان القرى وإحراق مساحات زراعية، إضافة إلى نفوق العشرات من رؤوس الماشية، لكن بالنسبة للمقاتلين الأكراد فالأمر لا يهم لأنه يمكنهم الخروج والدخول من ممرات الجبال وشن حرب عصابات ثم الاختباء مرة أخرى.
اقرأ أيضًا ..
المظاهرات ضد الفساد تستمر لليوم الخامس في كردستان العراق