منازل ملونة، وجزر من الورد الطبيعي تحيطها مياه النيل من كل اتجاه، وصوت الكينج "محمد مُنير" يملأ أركان المدينة، هكذا يعيش سكان النوبة "المتحامين بالذهب" كما يُقال عنهم، لهم عاداتهم، وطقوسهم، ولغتهم الخاصة، هذه هي النوبة، كما قُيل عنها "حدوتة مصرية".

"نعيش هُنا قبيلتين، الكنزية، والفاجيكية ولكل قبيلة منا لهجتها الخاصة، نتحدث اللغات الأجنبية المتعددة وفقًا لتعاملنا مع السُياح، ولكن أغلبنا لا يستطيع القراءة والكتابة، فالتعليم لم ينتشر ببلادنا إلا منذ 30 عامًا، يعمل رجال البلد بالسياحة خلال موسم الشتاء، وبالصيد وقيادة المراكب طوال العام"، هكذا تحدث "عادل النوبي" أحد سكان النوبة، والذي يعمل بالإرشاد السياحي.

يبلغ "النوبي" من العُمر 61 عامًا، ارتسمت معالم البلاد على وجهه، فترى بملامحه سمار النيل، وآثار شمس البلاد، ويترسخ التاريخ بذهنه وكأنه يحمل رسالة للأجيال القادمة، لم يعوقه تقدم العمر عن العمل حتى وإن كان بلا مُقابل مادي، ليجلس ويتحدث عن عادت النوبة في أمور الزواج.

البنات يعتمدن على أنفسهن ويختلطن بالجنس الآخر

دائمًا ما يتصدر لنا الحديث بأن فتيات النوبة منغلقات، لا يعرفن طريق "الشارع" ولا يختلطن بالجنس الآخر، إلا إن الحقيقة دائمًا ما تكون عكس المسموع، ففي الأغلب تبدأ الفتيات بالعمل منذ الصغر تمهيدًا لشراء جهاز العروس "شوارها"، فتبدأ بعزل المنسوجات، وصناعة الملابس المنقوشة، والأكسسوارات وتلوينها، ومن ثم إعطائها للبائعين حتى يحصلون على 50% من ربحها.

الزواج سبع ليالِ وليلة الدُخلة عند العروس

استكمل الحاج عادل حديثه مؤكدًا أن الزواج لدى النوبيين يحتفلون به سبع ليالِ "بيرجار" وهو يوم طلب يد العروس، و"اديسمار" ليبدأن بإعداد الزواج، ومن ثم ليلة وضع الحنة والتي تُسمى بـ"كوفريه"، ثم ليلة الزواج، والصباحية، وليالِ مباركات العروس.

وأشار "النوبي" إلى أن واحدة من أغرب العادات هي معاشرة الزوج لزوجته بمنزل عائلتها لمدة عام على الأقل، ومن ثم ينتقلون لمنزل عائلة زوجها، مؤكدًا أن جميع المنازل عائلات بُنيت جنبًا إلى جنب.

 فستان العروس أسود

أوضح لنا الحاج عادل إن فستان زفاف العروس لم يكُن لونه أسود من البداية، ولكنها تبدأ بصبغته باللون الأسود عقب انتهاء العُرس، قائلًا: "لم تعد بحاجته مرة أخرى فهي صممته على يديها حتى تلك اللحظة فقط".

اقرأ أيضًا..

"نحن غراب عك".. الجعران والبحيرة المقدسة يجذبان السياح لجلب البركات

صور.. الأفواج السياحية تغزو الأقصر.. ومواطنون: "هيمشوا بعد الكريسماس"