"حوائط مائلة.. أساسات متهالكة.. إضاءة تشبه مخيمات اللاجئين.. ودورات مياه غير آدمية.. مقاعد هشة.. ورائحة تزكم الأنوف.. ومعالم مطموسة كأنك في دولة تعاني ويلات الحروب".. هنا مدرسة "نجوع بني حسين" المشتركة بأسيوط.

تعاني مدارس محافظة أسيوط، كغيرها من العديد من محافظات مصر، خاصة الريفية، وقرى الصعيد، من إهمال قيادات وزارة التربية والتعليم، لأسباب عديدة أهمها الموقع الجغرافي البعيد عن أعين مسؤولي الوزارة، الذين اعتادوا الزيارات والمتابعة والتقاط الصور داخل المدارس القريبة من مقر مكاتبهم بالعاصمة.

خريطة اهتمام الوزارة بمدارس وطلاب الصعيد مجرد حبر على ورق، وهو ما كشفت عنه مجموعة من المدارس بتلك القرى، والتي لا تخفى على قيادات الوزارة المتعاقبة منذ عشرات السنين، كانت واحدة منها هي مدرسة "نجوع بني حسين المشتركة"، والتابعة لإدارة أسيوط التعليمية، والتي فضحت تقصير وزارة التربية والتعليم في حق المئات من طلاب المحافظة.

وعلى الرغم من التصريحات المتعاقبة عن تطوير التعليم، ورصد الميزانيات الضخمة لإعادة تأهيل وتطوير المدارس، وإنشاء أخرى، إلا أن تلك المدرسة تعاني تصدعات واضحة بالمباني والأساسات أدت إلى ظهور شروخ وميول بالحوائط، بالإضافة إلى تهالك شبكات الصرف الصحي، وانعدام وجود دورات المياه والموجودة "شكلا" فقط بسبب تردي حالتها.

واشتكى أولياء أمور طلاب القرية من تردي حالة المقاعد ومستوى النظافة والإضاءة بالمدرسة، وتكدس الطلاب في الفصول، الأمر الذي أدى إلى استغلالهم للشبابيك كبديل للمقاعد غير المتوافرة، إلى غير ذلك من مظاهر الإهمال التي تعرض حياة الطلاب للخطر.

وطالب أولياء الأمور القيادات المسؤولة بوزارة التربية والتعليم، وهيئة الأبنية التعليمية، بالتدخل لحل مشكلات المدرسة، ورفع كفائتها وصيانة مابها من ميول وشروخ قبل أن تصبح أنقاضا فوق جثامين أبنائهم.

اقرأ أيضا:

"المعلمين المستقلة" لوزير التعليم: "إحنا مش بلطجية"

بعد وفاة معلمة الإسكندرية.. التعليم تحيل مدير المدرسة للتحقيق

طارق شوقي: التعليم الحالي يتفنن في إفساد عقلية الطفل

وزير التعليم عن زيادة الرواتب: "مش حق مكتسب.. وحافز الأداء فردة على الوزارة"