"دعوهم يصوتون ضدنا وسنوفر الكثير من الأموال".. كانت تلك عبارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي هدد بها الدول التي تأخذ مساعدات من أمريكا في حال جاء تصويتها في الأمم المتحدة لصالح إدانة قرار واشنطن حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وبالنظر لقيمة المساعدات الأمريكية التي قدمتها واشنطن لدول العالم كلها في 2017 سنجد أنها بلغت حتى ديسمبر الجاري نحو 22 مليار مقارنة بالالتزامات التي يفترض أن تقدمها وهي 49 مليار دولار في العام.

هذا مع العلم أن أمريكا قدمت في 2016 مساعدات بلغت 49 مليار ونصف وفي 2017 هناك دول لم تحصل على مساعدات أصلا مثل أوروجواي وسورينامي وأستراليا وتايوان والسويد والدنمارك وإسبانيا والبرتغال.

ويمكن النظر للفارق بين الصورتين لمعرفة كيف انخفض حجم المساعدات الأمريكية عالميا في العام الأول من حكم ترامب.

إذن في كل الأحوال فإن واشنطن قللت المساعدات بشكل كبيرا جدا في العام الحالي حتى لإسرائيل الحليفة وذلك لأن سياسة ترامب تعمل أولا على وضع المصالح الأمريكية أولا.

هل يمكن لأمريكا أن تقطع المساعدات عن كل الدول التي تعارضها؟

بحسب تصريحات الدكتور سعيد اللاوندي لموقع "دوت مصر" فإنه لا يوجد في القانون الدولي ما يلزم أمريكا بدفع أي مساعدات لأي دولة في العالم.

وكل المساعدات التي تقدمها أمريكا للدول هي في النهاية اتفاقات فردية بين واشنطن وكل واحدة من هذه الدول وإذا أرادت منع هذه المساعدات فلا يوجد ما يمنع ذلك خاصة أنها في النهاية ليست تبرعات خيرية بقدر ما هي توطيد للعلاقات الدبلوماسية وتحقيق مصالح مشتركة وواشنطن تعمل على تحقيق الكثير من مصالحها عبر هذه المساعدات المسيسة ولذا ترغب الكثير من الدول في التخلص منها بالتدريج.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تعقد فيه الأمم المتحدة اجتماعا طارئا اليوم الخميس لإدانة قرار الرئيس الأمريكي حول القدس والذي يأتي مخالفا للقوانين الدولية والقرارات الأممية كلها والتي تنص على أن القدس الشرقية من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كذلك كانت الأمم المتحدة أكدت أمس الأربعاء على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنشاء دولة فلسطين المستقلة وحثت كافة دول العالم والمؤسسات الدولية على المساعدة في تحقيق ذلك.

اقرأ أيضا..

نيكي هيلي: سنسجل أسماء من يعارضونا في الأمم المتحدة حول القدس

وكيل "الخارجية الفلسطينية": الانتفاضة لن تمنعنا من اتخاذ إجراءات رفض قرار ترامب