تقرير مرصد الأزهر بشأن تداول أخبار مقتل "أمير داعش"
تابع مرصد الأزهر تصريحات وزارة الدفاع الروسية الصادرة في السادسَ عشر من يونيو الماضي، التي قالت إن هناك احتمالًا أن يكون أبو بكر البغدادي قد مات في غارة جوية روسية على مدينة الرقة في مايو الماضي.
وأكد المرصد، فى تقرير له االيوم الثلاثاء، أنه بحسب العديد من الصحف التركية، ومن بينها جريدة "يني شفق" على مدار يومي أمس وأول أمس، نقلًا عن مصادر سورية: "تم القبض على أمير تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي من قبَل القوات الأمريكية في العراق، حيث تم نقله إلى قاعدة أمريكية في مدينة رأس العين الواقعة شمال شرق سوريا، وبعد ذلك تم نقله إلى مركز شرطة في مدينة الحسكة، لكن حتى الآن لم تخرج تصريحات رسمية بهذا الشأن".
وفي الثالث والعشرين من يونيو قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش (رايان ديلون) إنه حتى الآن لا يوجد لدى الولايات المتحدة الأمريكية دليلا ملموسا على صحة هذه المعلومة، وبعد أسبوع أكد النائب البرلماني الروسي (ألكساي بوشقوف) أن وفاة البغدادي شيء مؤكد بنسبة مائة في المائة.
بينما أكدت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" نقلًا عن قناة "السومرية" العراقية، في الحاديَ عشرَ من يونيو، أن داعش أكد مقتل البغدادي، وأنهم يُجهِّزون مَن سيخلفه.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" استنادا على مصادر له في "دير الزور" إن البغدادي قد قتل بالفعل، حتى أن التنظيم الإرهابي في العراق أصدر عقوبة الجَلْد خمسين جَلْدَةً لمن يتحدث عن موت البغدادي.
وأرجع الخبراء عدم إقرار الولايات المتحدة بمقتل البغدادي إلى أنها لا تريد أن يُنسب مقتله إلى روسيا؛ لذلك فهي تقلل من قيمة مقتله وتقول: إنه لن يؤثّر في حربها على التنظيم. في الوقت ذاته، نشرت الصحافة الليبية أخبارًا عن تولّي شخص يُدعى "جلال الدين التونسي" الخلافةَ بدلًا عن البغدادي،
وفي السادسَ عشرَ من يوليو، ذكرت وكالة "رويترز" أن البغدادي حي بنسبة 99%، وأنه يعيش في مدينة الرَّقَّة السورية، وظل هذا اللغط مستمرًّا حتى يوم الخميس الموافق الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي، حيث انتشر تسجيل صوتي على صفحات التنظيم وادّعَوْا أنه للبغدادي. ولقد ذكر المرصد في تقرير سابق؛ أن تصفية البغدادي أو اعتقاله لن يحدثَا تأثيرًا لافتًا للنظر في ديناميكية الحرب عليه، ولكن لاشك أن التنظيم على المدى القصير سيواجه بعض التطورات السلبية وخصوصًا في القيام بعمليات إرهابية؛ لأنه سيستغرق بعض الجهد والوقت في اختيار زعيمه الجديد، وهذا سيؤدّي إلى تقليل العمليات الإرهابية التي سيقوم بها.
كذلك يمكن أن تظهر انشقاقات بين المليشيات بسبب عدم الانسجام مع الوضع الجديد وانخفاض الروح المعنوية، كما أن تنظيم داعش فقد الكثير من قياداته العليا والتاريخية في هجمات جوية قام بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة؛ من بين هؤلاء: "أبو محمد العدناني" الذي وصِفَ بأنه العقل الاستراتيجي للتنظيم وكان مسئولًا عن العمليات الخارجية والأنشطة الإعلامية، وكذلك "عمر الشيشاني" وزير دفاع التنظيم، والذي حارب في الشيشان ضد روسيا، وكان سببًا في انضمام الكثير من المقاتلين الأجانب من دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى التنظيم.
كذلك أيضا من بين من تمت تصفيتهم من قيادات التنظيم: "أبو مسلم التركماني" مساعد البغدادي في العراق، و"أبو علاء الأنباري" مساعد البغدادي في سوريا، و"سامي جاسم محمد الجُبيري" المسئول عن منابع البترول في الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم، و"حافظ سعيد خان" أمير التنظيم في أفغانستان. فهذه أسماء مهمة، ومن الناحية القتالية والعسكرية ربما يزيدون عن البغدادي، فمنهم مَن كان ضابطًا في الجيش العراقي إبّانَ حُكْم "صدام حسين" مثل: "الأنباري"، ومنهم من كانت له خلفية قتالية مثل: "الشيشاني".
لذلك يمكننا القول إن تصفية القادة واعتقالهم لن يكونَا سببًا في انكسارٍ حقيقي لتنظيم داعش يقضي على تأثيره بالكلية في غضون فترة قصيرة
وإنما سيستغرق القضاء عليه بالكلية بعض الوقت، ويستلزم تضافر الجهود العسكرية والفكرية، ولا شَكَّ أن الانحسار الذي شهدته هذه الجماعة الإرهابية في الآونة الأخيرة يبَشر بقرب نهايتها.
اقرأ أيضاً ..
"داعش مصر" و"قطاري الإسكندرية".. أبرز محاكمات اليوم