بعد دعمها للحوثيين باليمن.. إيران تخشى فرض عقوبات دولية جديدة عليها
بات من المؤكد أن الإدارة الأمريكية، وكذلك بعض القوي الغربية تتجه نحو مزيد من التشدد تجاه نشاطات إيران العدائية بالمنطقة، ولا سيما ضد عدد من العواصم الخليجية والعربية، بعدما كشفت واشنطن عن دعم وتسليح طهران لميلشيا الحوثيين في اليمن، بغية استهداف المملكة العربية السعودية.
ويرى مراقبون، أن الضغوط على النظام الإيراني في طريقها للتصاعد من جانب الولايات المتحدة، بعدما أصبحت طهران تهديدا مباشرا لمصالحها الاستراتيجية، وهو ما انعكس على تصريحات المسؤولين الإيرانيين، حيث قارن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بين الأدلة التي قدمتها مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، وتقرير وزير الخارجية الأسبق كولن باول، في مجلس الأمن عن امتلاك نظام الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، أسلحة دمار شامل، والذي تم على إثره تدخل عدد من القوى الدولية لإسقاطه.
أدلة
وكانت المندوبة الأمريكية لدى منظمة الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قد عرضت في مؤتمر صحفي، الخميس الماضي، بقايا صاروخ باليستي أطلقته ميلشيا الحوثيين من اليمن باتجاه السعودية، واقترب من ضرب مطار العاصمة الرياض، نوفمبر الماضي.
وقالت هايلي: "إن بقايا الصاروخ ربما كان عليها ملصق صنع في إيران أيضاً"، مشددة على أن إيران تنتهك قرارات الأمم المتحدة، مشيرةً إلى إن "التفاصيل التقنية الخاصة بالصاروخ، غياب زعانف التثبيت وسلسلة من الصمامات على الجانب، تشير إلى أن الصواريخ صناعة إيرانية".
وذكرت أن تلك الصواريخ لديها القدرة على قتل مئات المدنيين، ما يسلط الضوء على حقيقة لا يمكن إنكارها أن سلوك النظام الإيراني يزداد سوءاً، مضيفةً "يجب أن نتحدث جميعاً عن كشف ما يشكله النظام الإيراني، وهو تهديد السلام والأمن في العالم بأسره"، وقالت هايلي إنها اتخذت خطوة غير معتادة في رفع السرية عن المعلومات "عملاً بروح الشفافية والتعاون الدولي".
When I was based at the UN, I saw this show and what it begat... pic.twitter.com/2sAsMB6o4m
— Javad Zarif (@JZarif) 14 ديسمبر، 2017
بدوره، علق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على موقع تويتر، بعد إعلان هايلي، قائلاً: "عندما كنت أعمل في الأمم المتحدة رأيت هذا الاستعراض والأوضاع التي أدى إليها"،-في إشارة إلي تقرير وزير الخارجية الأسبق كولن باول، في مجلس الأمن بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل-، وهو ما الأمر الذي ترجمه مراقبون أن مخاوف طهران تتزايد بسبب اتخاذ الإدارة الأمريكية الحالية إجراءات جديدة ضد نفوذها الواضح بعدد من دول المنطقة.
موقف خليجي
وفي أعقاب التقرير الأمريكي بشأن تورط إيران في تسليح ودعم الحوثيين باليمن، لاستهداف عواصم خليجية، رحبت دول السعودية، والإمارات، والبحرين بتلك الخطوة ضد عدائيات طهران بالمنطقة، ودعت المجتمع الدولي إلى التصدي بقوة أكبر لتهديدات إيران، والوقوف على أهبة الاستعداد للعمل مع حلفائها لاتخاذ إجراءات تكفل الامتثال لقرارات الأمم المتحدة.
وجددت الدول الثلاث إدانتها للنظام الإيراني لدعمه لميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة له في ممارستها العدوانية والإرهابية وانقلابهم على الشرعية، وتدميرهم لمؤسسات الدولة في اليمن، إلي جانب تدخله المستمر في شؤون دول الجوار، وهو ما يتنافى تمامًا مع مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية التي يؤكد عليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
المعارضة تتحدث
وفي السياق ذاته، كشف تقرير سري للأمم المتحدة أن قطعة من الصاروخ الذي أطلقه الحوثيين، مطلع نوفمبر الماضي، من اليمن نحو الرياض، تشير إلي تصنيعها في مجموعة "الشهيد باقري" الصناعية الإيرانية.
وصرح محمد محدثين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض من الخارج، بأن "المقاومة الإيرانية كشفت منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي عن تفاصيل البرنامج الصاروخي الإيراني، وإرسالهم الصواريخ إلى الميليشيات في المنطقة، بهدف التسلط على الدول العربية والإسلامية".
وأكد "محدثين" في بيان له،-تلقى "دوت خليج" نسخة منه-، أن "قوات الحرس الثوري الإيرني، قد أسّست شركات عديدة تعمل كواجهة لنقل الأسلحة والعتاد إلى الحوثيين"، مشددا إن "ممارسات نظام الملالي في اليمن تخرق قرارات مجلس الأمن بشكل خطير"، مشيراً إلي أن "الحل النهائي لهذه الأزمة التي أدخلت جميع أنحاء المنطقة في نيران الحروب، هو إسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران أي مركز التطرف الرئيسي"، على حد قوله.
اقرأ أيضًا
بعد تصريحات علوي.. هل تناور إيران لعدم كشف أسرار علاقتها مع قطر؟
خاص.. باحثة إيرانية: طهران قد تتخلى عن قطر لهذا السبب
بعد "رضا ضراب وأردوغان".. هل تتورط قطر في الالتفاف على عقوبات إيران؟