التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 07:56 م , بتوقيت القاهرة

مستندات.. "قلوب الأطفال تدمي".. حقيقة الصفقة الحرام لإخفاء عقار البنسلين

"قلوب الأطفال تدمي".. لم يكن للرأفة مكان في قلوب العاملين بوزارة الصحة، وتحول ملائكة الرحمة إلى "مندوبي العذاب"، ولم يلتزموا بوصية نبينا في حديثه الشريف: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، اختفى دواء الأطفال "البنسلين" على الرغم من علم وزارة الصحة قبلها بـ3 أشهر عن وجود أزمة ستلحق بالعقار من خلال خطاب وردها من إدارة الصيدلة.


الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات، أهمها: لماذا لم تتحمل الوزارة مسؤوليتها تجاه المواطنين؟، من المستفيد من تكرار تلك الأزمات؟، هل تقتل وزارة الصحة أبناء الشعب؟.


"البنسلين".. عقار يتم توفيره من خلال 7 شركات أدوية، ما بين الإنتاج والتصنيع المحلي، من بينها 6 شركات تابعة لوزارة قطاع الأعمال تحت مظلة الشركة القابضة للأدوية، وهي عاملة في تصنيعه محليًا بعد استيراد المادة الخام، وهي شركة النيل وشركة مصر والنصر وسيد التابعين للشركة القابضة للأدوية، إضافة إلى شركة تصنيع أخرى، وهي شركة المهن الطبية التي تتبع شركة أكديما القابضة، فضلًا عن وجود شركتين أخيريين تتبع نفس الشركة قائمتين على الاستيراد من الخارج، وهما "اكديما إنترناشونال وأكتوبر فارما" التابعتين للشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الدوائية "أكاديما القابضة" التي ترأسها الدكتورة "ألفت غراب".



من وراء اختفاء البنسلين؟


في البداية.. يحتاج السوق المصري إلى 6 ملايين جرعة من البنسلين حسب الإحصائيات، وأكدت وزارة الصحة أن رئيس أكاديما انترناشيونال السابق، أودع مليون وحدة من البنسلين إلى الشركة المتحدة للصيادلة من أجل توزيعها، مؤكدة أن هذه الكمية تكفي السوق لمدة 3 أشهر، حسبما ذكرت التحقيقات التي حصلت عليها "دوت مصر".


"مدحت.ص".. ترك العمل في الشركة بنفس الشهر أي أن المخزون كان يكفي البلاد أكثر من 3 أشهر، وإذا كانت الشركة القابضة  كانت على علم بكل هذه التفاصيل، فلماذا لم يتم تدارك الأمر قبل انتهاء البنسلين من الأسواق، ولماذا لم تتخذ ألفت غراب، والتي تولت الإدارة في هذا التوقيت الاحتياطات اللازمة؟.


تعود أزمة البنسلين إلى الشهر الذي تولت فيه ألفت غراب، رئاسة الشركة العربية للصناعات والمستلزمات الدوائية في أبريل 2017، وقامت بتغيير "مدحت" رئيس مجلس إدارة شركة أكديما إنترناشيونال، وكانت هناك بعض المديونيات على شركة أكديما إنترناشيونال قبل أن يترك رئيس مجلس الإدارة السابق منصبه، في أبريل 2017، بسبب أزمة تدبير العملة، وأيضًا بسبب أن جزءًا كبيرًا من أموال الشركة، كان يتم توجيهها لبناء مصنع "الهرمون" الذي اُفتتح قريبًا، كون أول إنتاج له يُغطي معظم مديونيات الشركة، في حين أن المورد الأجنبي للبنسلين يُحول إليه جزءًا من قيمة الرسائل الاستيرادية المطلوبة وجزء آخر من المستحقات القديمة عن طريق شركة تكنوفارما، كونها الوكيل التجاري للشركة.


كشفت المستندات التي حصلت عليها "دوت مصر"، أن وزارة الصحة تورطت في أزمة نقص البنسلين في الشركات الحكومية والصيدليات، بسبب علم الوزارة بأزمة نقص البنسلين قبل حدوثها بـ3 أشهر، وخطاب من شركة "أكاديما إنترناشيونال" لإدارة الصيدلة للتحذير من الأزمة، وأن مليون ونصف وحدة بنسلين كانت في الأسواق أبريل الماضي.


يأتي ذلك بعد تحذير إدارة الصيدلة بوزارة الصحة، من وجود أزمة بنسلين بالأسواق، لتوقف المفاوضات مع المورد الصيني، وخاطب رئيس مجلس إدارة شركة "تكنوفارما"، رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيادلة في 19 نوفمبر 2017، ليحذره من حدوث أزمة في عقار البنسلين.


 وأوضح موافقته على استيراد شركة "أكديما إنترناشيونال" لـ900 ألف "فيال" بنسلين من المورد الأجنبي مباشرة دون أدنى مسؤولية من الإدارة المركزية للشئون الصيدلية، كون "تكنوفارما" الوكيل الحصري لهذا المُستحضر ولا يحق لغيرها الاستيراد.


"غراب" توقف المورد الأجنبي


الصاعقة الكبرى تأتي عندما أبلغت الدكتورة ألفت غراب، المورد الأجنبي في الصين،  بأن رئيس مجلس إدارة الشركة السابق تتم ملاحقته قضائيًا، وأن مُستحقاته السابقة لدى شركة تكنوفارما، التي يرأسها أيضًا "مدحت.ص"، رئيس مجلس إدارة اكديما انترناشيونال السابق، من خلال وفد أرسلته من شركة أكديما إنترناشيونال.


أدى ذلك في النهاية إلى إيقاف التعامل مع المورد الصيني وعدم توريد العقار، بسبب سوء إدارة اكديما القابضة للأزمة وتصفية حسابات شخصية على حساب المريض، والذي يؤكد ذلك نصوص العقد المبرم بين اكديما انترناشيونال وشركة تكنو فارما، ما يشير إلى أنه ليس من حق الأخيرة الاستيراد إلا بموافقة شركة اكاديما، وهو ما يؤكد عدم مسؤولية "تكنو فارما" عن الأزمة، بحسب تصريحات وزارة الصحة.


من وراء اختفاء البنسيلينأزمة البنسيلينحقيقة اختفاء دواء قلوب الأطفالالبنسيلينتكنو فارما



مجلس النواب


ومن جانبها، قررت لجنة الصحة بمجلس النواب مناقشة أزمة البنسلين، خلال اجتماعها الثلاثاء المقبل، برئاسة الدكتور محمد العماري، ومن المقرر أن تناقش اللجنة طلبات الإحاطة المقدمة من النائبة إلهام خميس ابراهيم حسن، بشأن نقص البنسلين، ونقص دواء "بنسيتارد" الخاص بالحمى الروماتيزمية على قلب الأطفال منذ 5 أشهر، والاستيلاء عليه، بضم 48 صنف دواء تستوردها الدولة.


ومن المقرر مناقشة طلب الإحاطة في وجود وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، والدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية لشؤون الصيدلة بوزارة الصحة، ورئيس مجلس إدارة شركة أكديما الحالي بشأن معرفة السبب الحقيقي في نقص البنسلين.


اقرأ أيضا..


وزير الصحة يجيب على البرلمان بشأن نقص "البنسيلين"