هل سحب بوتين القوات الروسية من سوريا حقا؟

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 08:22 م

في زيارة خاطفة للشرق الأوسط، سرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأضواء ليظهر أن لروسيا علاقات قوية مع مصر وتركيا وسوريا في وقت واحد، وأضاف لهذا البرنامج المزدحم إعلان سحب القوات الروسية من سوريا.

انسحاب جزئي

بحسب وكالة "رويترز"، فإن الرئيس الروسي على عكس ما يتم الترويج له أمر بانسحاب جزئي وليس كليا، ولكن بالفعل القوات التي أمر بانسحابها عددها كبير، ومع ذلك فروسيا تحتفظ بقاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، ومنهما يمكن شن ما يريد من هجمات، خاصة وأن القوات السورية لديها الآن مطارات دير الزور العسكرية لشن الغارات، منها على قطاع واسع من الأراضي تحت سيطرة المعارضة أو داعش أو جبهة النصرة.

الأسد مع القوات الروسية في قاعدة حميميم

لذا فإن هناك قوات روسية مستمرة في سوريا فعلا وكان بوتين نفسه أكد على أن القوات الروسية لن تتخلى عن مهمات دعم سوريا وقت الحاجة وعند أي ظهور جديد لداعش.

لماذا أعلن بوتين الانسحاب؟

فتش عن الدعاية السياسية، الانتخابات الروسية الرئاسية ستعقد في الفترة بين مارس و أبريل 2018 وبوتين ضمن النجاح فيها تقريبا، ولكن همه الوحيد بحسب موقع Russia Insider هو نسبة المشاركة من الناخبين.

فمن وجهة نظر الرئيس الروسي، فإن حضورا كثيفا وتأييدا واسعا سيكون صفعة للولايات المتحدة وأوروبا التي تستمر في فرض العقوبات على المقربين منه.

ولذا يريد الرئيس الروسي أن يبدو مهتما أكثر بالشأن الداخلي في هذه الفترة بدلا من الاهتمام بالسياسة الخارجية علما بأن الرئيس الروسي كان أصدر أوامر لحملته الدعائية بإقامة حفلات موسيقية وطباعة منشورات دعائية بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.

معرض سوبر بوتين

وحتى صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن بوتين لا يبدو وكأنه يستمتع بلعب السياسة قدر استمتاعه بالسياسة الخارجية، ولكن هذا الموضوع سيضطر لتأجيله لما بعد الانتخابات.

أما في واشنطن فهناك ما يدعم هذه النظرية وهو أن أمريكا شككت في النجاح الروسي في الحرب على الإرهاب وأن موسكو قضت بالفعل على تنظيم داعش وقالت إن "الإعلان الروسي سابق لأوانه".

خريطة داعش في سوريا - ديسمبر 2017 باللون الأسود

وحتى موقع "لايف ماب" المختص بمتابعة خرائط الصراعات العالمية يشير لاستمرار تواجد داعش على الأرض في سوريا حتى ولو كانت المساحة التي يسيطر عليها أقل بكثير من الماضي.

وإن دل هذا على شيء فهو أن القوات الروسية غالبا ستعود وبأعداد كبيرة في 2018 وبالتحديد بعد أبريل.