بعد «الجزيرة».. كيف تحول اليمن إلى مرآة للصراع في المنطقة ؟
خطوة جديدة أقدمت قناة "الجزيرة" القطرية على التخطيط لها، بافتتاح مكتب لها في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، لتعكس العلاقة القوية بين تنظيم الحمدين الحاكم في قطر من جانب والانقلابيين الموالين لإيران من جانب آخر، وهو الأمر الذي يقدم دليلا جديدا على مواصلة النظام الحاكم في قطر لسياساته التي تهدف إلى زعزعة استقرار دول الخليج.
ليست مجرد قناة
ولعل الحديث عن افتتاح مكتب الجزيرة في صنعاء بحسب "عكاظ" السعودية، هو مجرد خطوة أولى تهدف إلى توفير الدعم الإعلامي للمتمردين اليمنيين، والتي ربما يتبعها خطوات أخرى، تهدف جميعها في النهاية إلى محاولة تقديم الدعم السياسي للميليشيات الانقلابية، وفتح قنوات للحوار بينهم وبين المجتمع الدولي وبالتالي الاعتراف بهم كلاعب رئيسي في المشهد اليمني.
التواجد القطري داخل المشهد اليمني، عبر قناة الجزيرة، ربما يثير التساؤلات حول طبيعة الدور الذي سوف تقوم به قطر في المرحلة المقبلة داخل اليمن لخدمة المليشيات الموالية لطهران، خاصة وأن "الجزيرة" ليست مجرد قناة إعلامية في قطر، ولكنها تمثل أداة فاعلة في السياسة القطرية، تعتمد عليها بصورة كبيرة لتحقيق أهدافها السياسية.
إعادة الغطاء
في الداخل اليمني، سعت قطر منذ بداية الأزمة بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والمليشيات الحوثية للقيام بدور الوساطة لإعادة التحالف فيما بينهما، إلا أن صالح رفض تماما هذا الدور، وهو الموقف الذي دفع حياته ثمنا له، لينتهي فصلا مهما في تاريخ الصراع داخل اليمن، إلا أن الدور القطري مازال لم ينتهِ بعد، حيث تواصل الإمارة الخليجية القيام بالدور نفسه مع قيادات المؤتمر لإعادة التحالف مع الحوثيين ضد الحكومة الشرعية.
وقد رصد الكاتب السعودي خالد الزعتر خطورة الدور القطري في اليمن عبر تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، موضحا أن قطر تحاول جاهده إعادة الغطاء الذي كان يحظى به الحوثيين بتحالفهم مع صالح لإدراكها أن الحوثيين أصبحوا مكشوفين ونهايتهم باتت قريبة، موضحا في الوقت نفسه أن هناك ضرورة ملحة لتحرك عربي لوقف الممارسات القطرية التي تعبث بالأمن القومي العربي وتخدم المشاريع الإيرانية التخريبية.
اقرأ أيضًا: خالد الزعتر: قطر تخلت عن عروبتها وأصبحت مجرد مكتب لإيران
الإخوان بديل
إلا أن حزب المؤتمر ليس الخيار الوحيد أمام الحمدين لتقوية موقف الحوثيين، فهناك حزب الإصلاح اليمني التابع لجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، والذي يحظى بعلاقات قوية مع تنظيم الحمدين، فهناك من يرى أن إخوان اليمن ربما يقدمون بديلا جيدا للحوثيين في المرحلة المقبلة، إذا ما فشلت محاولات المصالحة بينهم وبين حزب المؤتمر.
ولعل دعوات إشراك جماعة الإخوان الإرهابية في العملية السياسية قد ثارت من عدة أشخاص معروفين بموالاتهم لتنظيم الحمدين الحاكم في قطر، وعلى رأسهم فيصل بن جاسم آل ثاني، والذي اعتبر أن وجود الإخوان ضرورة ملحة لدحض النفوذ الإيراني في اليمن، كما أن الناشطة اليمنية توكل كرمان تبنت دعوة للحوار بين كل الأطراف داخل اليمن، من بينهم الحوثيين، وهو ما يصب في خانة التحالف الجديد الذي تسعى قطر لتشكيله في المستقبل القريب.
اقرأ أيضًا: محلل سياسي: توكل كرمان رأس الحربة لجماعة الإخوان الإرهابية باليمن
مرآة المنطقة
يبدو أن الخطة القطرية تقوم في الأساس على تحويل اليمن إلى مرآة للتحالف الإقليمي القائم بينها وبين إيران ومعهم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث تبقى قطر ممثلة في عناصرها المتواجدة في الداخل اليمني سواء على المستوى الاستخباراتي أو من خلال مكتب الجزيرة، بينما الميليشيات الحوثية تمثل الدور الإيراني في اليمن، في حين يبقى حزب الإصلاح هو الممثل الشرعي لجماعة الإخوان.
ويبقى في النهاية الدور العربي محوريا لدحض الخطر الذي تمثله تلك الخطة التي تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في اليمن وتحويلها إلى ولاية فارسية، بإخراج إيراني وتنفيذ قطري، حيث يسعى التحالف العربي لمواجهة هذا التحدي ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضا على المستوى السياسي، من خلال السعي عبر كافة المنظمات الدولية إلى إيجاد حل سياسي يمكن من خلاله انقاذ الهوية العربية لليمن وإعادة الحكومة الشرعية.
اقرأ أيضًا: خاص.. «انتفاضة صنعاء» تشعل الأوضاع في اليمن وتحطم الآمال القطرية