بعد تصريحات علوي.. هل تناور إيران لعدم كشف أسرار علاقتها مع قطر؟
على الرغم من متانة العلاقات بين الدوحة وطهران، منذ مطلع يونيو الماضي، على خلفية الأزمة الخليجية مع قطر بعد تورطها في دعم التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، لكن على ما يبدو أن المسؤوليين الإيرانيين عادة ما يعتمدون على المناورة في تصريحاتهم ربما بهدف عدم الكشف عن كافة أوراق اللعب المشتركة بين الطرفين، لا سيما في ضوء وجود تقارير عدة تشير لاعتماد الإمارة الخليجية على عناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب توطيد كافة أوجه التعاون بين البلدين.
المناورة الجديدة جاءت على لسان وزير الأمن الإيراني "الاستخبارات"، محمود علوي، أمس الثلاثاء، أن قطر أحد داعمي الإرهاب في المنطقة؛ نظرًا لعلاقتها مع تنظيم الإخوان الإرهابي، بحسب وكالة أنباء مهر الإيرانية.
ودعا "علوي"، الذي يشغل منصب وزير الاستخبارات الإيرانية حاليًا، في كلمته، ضمن مشاركته في ملتقى "الإرهاب والتطرف والأمن الاقليمي غرب آسيا"، الذي أقيم في مكتب الدراسات السياسية والدولية في مقر وزارة الخارجية الايرانية بطهران، النخبة الفكرية للمشاركة في مجالات الأمن القومي، والتعاون في تطوير البرامج لتقديم مستوى أفضل في العمل.
وقال الوزير الإيراني، إن "جذور الإرهاب في الإسلام، أصلها يعود إلى جماعة الإخوان المسلمين"، المدعومة من قطر، لافتًا أن "اضمحلال الخلافة العثمانية، أدى إلى الدفع بظهور تنظيمات إرهابية"، معتبرًا أن تحقير الشعوب أحد أسباب ظهور الإرهاب، ما أدى إلى اتجاه البعض نحو التطرف، على حد قوله.
لكن تلك التصريحات الإيرانية الجديدة، يقابلها حديث دائر منذ اندلاع أزمة قطر مع محيطها الخليجي والعربي، عن لجوء الدوحة للحرس الثوري الإيراني للاستقواء بهم حال تزايد الضغوط عليها، وهو الأمر الذي أكد عليه خبير بالشأن الإيراني في تصريحات سابقة لـ "دوت خليج"، بالتواجد القوي لعناصر الحري الإيراني في المؤسسات القطرية.
وقال أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، الدكتور أحمد لاشين في تصريحاته لـ "دوت خليج"، نهاية أغسطس الماضي، إن "الحرس الثوري موجود حاليًا بشكل دائم داخل المؤسسات القطرية"، لافتًا إلى عدم استبعاده وجود قاعدة عسكرية إيرانية بالفعل داخل الإمارة، على الرغم من عدم إعلان ذلك رسميًا حتى الآن، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، ذكر موقع "قطريليكس"، - المهتم برصد وتحليل كافة الأخبار المتعلقة بفضائح النظام القطري-، أن رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني، حسين طائب قد سبق له زيارة الدوحة في وقت سابق، لافتًا أن "المرشد الإيراني كلفه بإدارة الملف القطري بعد المقاطعة العربية للدوحة"، بحسب الموقع.
وأشار "قطريليكس"، إلى أن "طائب عمل على تنسيق تسلل عناصر الحرس الثوري إلى الإمارة الخليجية، بهدف حماية عرش الأمير الشاب تميم بن حمد، وذلك باستخدام جوازات سفر باكستانية، والسفر على متن طائرات مدنية".
يذكر أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب "مصر، السعودية، الإمارات، البحرين"، قطعت كافة علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والتجارية مع الدوحة، مطلع يونيو الماضي، بعد ضلوعها في عمليات تمويل ودعم لتنظيمات إرهابية، ومتطرفة بالمنطقة.
اقرأ أيضًا
وزير الأمن الإيراني: قطر تدعم التطرف.. وجذور الإرهاب أصلها يعود للإخوان
لقاء "آراكي" و"منير" ليس الأول.. علاقات متينة بين الإخوان وإيران
بعد "رضا ضراب وأردوغان".. هل تتورط قطر في الالتفاف على عقوبات إيران؟
بسبب القدس.. نائب إيراني يهاجم سياسات بلاده ويدافع عن السعودية
خاص| خبير بالشأن الإيراني: الحرس الثوري متواجد بقوة حاليا في قطر