التوقيت السبت، 16 نوفمبر 2024
التوقيت 04:37 ص , بتوقيت القاهرة

"عزلة ترامب".. هل "تطفش" أمريكا من الشرق الأوسط "مجبرة"؟

يزور اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر ثم تركيا في جولة تهدف لتدعيم العلاقات الروسية بدول المنطقة وتقليل التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط.


وبحسب الإعلان في وسائل الإعلام الرسمية في روسيا فإن الرئيس الروسي سيناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد بناء محطة الضبعة النووية وعدد من القضايا والملفات المشتركة، كذلك سيناقش بوتين قضية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال زيارته لمصر وتركيا.


الدور الأمريكي في تراجع


ليست روسيا هي الوحيدة التي ترى أن الدور الأمريكي في المنطقة لا يلقى ثقة أو ترحيبا في السنوات الأخيرة.. فقبل حتى إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل كانت أغلب الدول في الشرق الأوسط تعرف أن واشنطن تواجه عزلة دولية ولكن ليس بشكل تام.


ففي السنوات الأخيرة منيت سياسات أوباما بالفشل في الشرق الأوسط سواء في ملف ليبيا أو سوريا أو العراق، والطامة الكبرى كانت إثارته لغضب الدول العربية بتوقيع الاتفاق النووي الإيراني، وهذا يعني أن واشنطن أثارت غضب حلفائها في المنطقة مقابل إرضاء إيران العدوة.


ترامب لا حليف له سوى نتنياهو


وبعد وصول ترامب لم يتحسن الحال كثيرا فهو لم يلقي بالا لاهتمامات ومخاوف الفلسطينيين والعرب في الصراع مع إسرائيل وكل ما قاله هو أنه يجهز لـ"صفقة القرن"، وما حدث منه مؤخرا كان الانسحاب من اليونيسكو تعاطفا مع إسرائيل وتقديم مدينة القدس لها بدون حتى مقابل لأمريكا نفسها.


روسيا تزداد نفوذا


في 2016 انفردت موسكو بشكل شبه كامل في عمليات التفاوض الخاصة بالملف السوري وحتى واشنطن لم تبدي تحمسا للانخراط في المسألة كثيرا، فظهرت عمليات التنسيق بين تركيا وإيران مع روسيا.


حفتر في موسكو


وفي الملف الليبي، زار المشير خليفة حفتر موسكو وألتقى بعدد من المسؤولين الروس، وكانت موسكو أرسلت أيضا حاملة طائرات لسواحل ليبيا لإظهار دعمها لجهود الجيش الليبي الوطني في الحرب على داعش، وكل هذا بدون أي تعليق من واشنطن


والآن يأتي بوتين لتقوية العلاقات الروسية مع مصر ومع تركيا، وعقد صفقات استثمارية كبرى.


روسيا ليست وحدها


خطوة بوتين ليست الوحيدة، فهناك دول أخرى تسعى لاستغلال التراجع الأمريكي في الشرق الأوسط خاصة وسط سياسة ترامب الإنعزالية فهناك فرنسا، حيث إيمانويل ماكرون كان دعا رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في أعقاب أزمة استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية وكان ذلك سببا في عودة فرنسا للمشهد في الشرق الأوسط، حيث قام ماكرون أيضا بتنظيم مؤتمر دعم لبنان.


إيمانويل ماكرون يستقبل الحريري


كذلك قام ماكرون باللعب على عدة أوتار عربية في وقت واحد فهو من جهة يفتتح متحف اللوفر أبو ظبي، ومن جهة يبيع طائرات الرافل لقطر التي اتفق عليها سلفه أولاند مع الدوحة، وكذلك سعى ماكرون في زيارة للجزائر لتقوية التعاون الأمني مع الجزائر وتشكيل قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب بقيادة فرنسا، ولكن رفضت الجزائر هذا العرض.


أما بريطانيا فهناك رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي كانت في جولة شرق أوسطية قبل أسبوعين وقامت فيها بزيارة السعودية والأردن والعراق.


تيريزا ماي في السعودية


وبالصدفة جاءت زيارة ماي مع شن دونالد ترامب هجوما حادا عليها وألمح فيه إلى فشل بريطانيا في مكافحة الإرهاب والمتطرفين الإسلاميين.. فكان الهجوم فرصة لتيريزا ماي في استمرارها في تصوير ترامب بمظهر السياسي المعادي للمسلمين بينما هي تقوي علاقاتها بدول إسلامية.  


اقرأ أيضا..


مع زيارة بوتين.. العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا في 7 نقاط


فيديو.. إيمانويل ماكرون يستقبل الحريري بالعربية "أهلًا وسهلًا"


تيريزا ماي ترد على تغريدات "ترامب" حول الإرهاب في بريطانيا