رغم الضغوط الدولية.. لماذا ترفض قطر إغلاق مكتب طالبان؟
على الرغم من المطالبات الدولية لمسئولي إمارة قطر لإغلاق مكتب حركة طالبان الأفغانية في الدوحة، إلا أن الإمارة الخليجية تمارس هوايتها في التعنت تجاه المطالب التي يتبناها المجتمع الدولي، ولو على سبيل إظهار حسن النية.
نقلت صحيفة "ديلي" الباكستانية عن مسئولين أفغان، لم تذكر أسماءهم، قولهم "إن الحكومة الأفغانية طلبت مرات عديدة من قطر إغلاق مكتب طالبان في قطر، إلا أنهم رفضوا تماما الاستجابة لهذا المطلب، معتبرين أن المكتب يمثل ورقة تحاول بها الإمارة الخليجية ابتزاز المسئولين الأفغان وليس من أجل الوساطة بين الحركة والحكومة.
اعتراف سياسي
ولعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أول الداعمين لفكرة إغلاق مكتب طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، إذ أنه أكد على دعمه الكامل للطلب الذي تقدمت به كابول، خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي بنظيره الأفغاني في سبتمبر الماضي، خاصة وأن وجود مثل هذا المكتب يمثل اعترافا سياسيا من قطر بالحركة المصنفة كتنظيم إرهابي داخل العديد من دول العالم.
يقول الكاتب الأمريكي كرستيان زيكوريتوس، في مقال منشور بموقع "ذي هيل" الأمريكي أنه لا يوجد داع لوجود المكتب في المرحلة الراهنة، خاصة وأن الولايات المتحدة قررت زيادة قواتها العسكرية في أفغانستان للقضاء على الحركة الإرهابية، وبالتالي فأصبح لا يوجد هناك مفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية.
كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد وافق على تأسيس مكتب لحركة طالبان في الدوحة، من أجل دعم المفاوضات بين الحركة الإرهابية والحكومة الأفغانية؛ لتكون تلك المفاوضات وسيلة لإنهاء الأزمة وإحلال السلام في أفغانستان، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.
ورقة ضغط
وهنا يثار التساؤل حول السبب في إصرار الدوحة على الاحتفاظ بوجود مكتب الجماعة الإرهابية في الدوحة، بالرغم من فقدان الهدف من تأسيسه، خاصة وأن قطر ربما تحتاج لاتخاذ أي خطوة تثبت بها حسن نواياها في ضوء الاتهامات التي تلاحقها بدعم الإرهاب.
يرى زيكوريتوس أن إصرار الدوحة على الاحتفاظ بمكتب طالبان ربما يمثل ورقة ضغط وحماية لها في المرحلة الحالية، إذ أنها كانت تعتمد على تلك المليشيات في الماضي لتحقيق أهدافها في الدول الأخرى، بينما ربما تحتاجها في المستقبل لتأمين نفسها في الداخل القطري، في ضوء حالة الغضب التي تنتاب القبائل جراء السياسات التي يتبناها أمير قطر ونظامه سواء بالتعنت مع القيادات القبلية من جانب، أو الارتماء في أحضان إيران من جانب آخر.
اقرأ أيضا
خليجيون يسخرون من تنظيم الحمدين: الدوحة تنتفض علي أسوار العديد