التوقيت الجمعة، 15 نوفمبر 2024
التوقيت 11:32 م , بتوقيت القاهرة

بعد تفاقم عقبات ملف مونديال 2022.. كيف لجأت قطر إلى إيران؟

من الواضح أن إمارة قطر، أعلنت خضوعها تمامًا رهن مصالح إيران منذ اندلاع أزمتها مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مطلع يونيو الماضي، على خلفية تورط الدوحة في دعم وتمويل تنظيمات إرهابية بالمنطقة.


الخضوع القطري لمصالح طهران، كان قاصرًا في بداية الأزمة على شحنات البضائع الغذائية والحاصلات الزراعية، وسرعان ما توسعت محاوره ليصل إلى التعاون الرياضي مؤخرًا، لا سيما في ظل استمرار تعنت الإمارة الخليجية إزاء مطالب الرباعي العربي، وتفاقم العقبات اللوجيستية الخاصة بمنشئات بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع تنظيمها على أراضي الدوحة عام 2022.


كيش


آخر مظاهر اللجوء القطري صوب إيران؛ للحاق ملف المونديال الذي بات مهددًا، كان إعلان رئيس اتحاد كرة القدم الإيرانية مهدي تاج، أمس الثلاثاء، عن عزم بلاده إبرام اتفاقية تعاون مع قطر بهدف استخدام ملاعب إيرانية لإجراء بعض مباريات مونديال عام 2022، بجزيرة "كيش" الإيرانية.


وقال تاج، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الألباني في العاصمة طهران، إنه من المحتمل أن تقدم إيران قريبًا على إبرام اتفاقية تفاهم، مضيفًا أن المنتخب الإيراني قد يتوجه لإقامة بعض مبارياته الودية استعدادًا لكأس العالم في روسيا على الملاعب القطرية، حسبما نقلت وكالة أنباء "ايسنا" الإيرانية.


وقال المسؤول الإيراني أنه ناقش اتفاقية التعاون مع نظيره القطري، لافتًا إلى "ربما يستثمرون في ملاعب جزيرة كيش ويستخدمونها في كأس العالم 2022".


وتقع جزيرة "كيش"، التي لا تزيد مساحتها عن 90 كيلومترًا مربعًا، في وسط الخليج العربي بين إيران وسلطنة عمان والإمارات، وتتبع مدينة لنجة في محافظة هرمزكان جنوبي إيران.


دورة ودية


وفي إطار العلاقات الوطيدة التي تجمع النظامين القطري والإيراني ضد مصالح الجوار الخليجي والعربي، والتي انعكست بدورها على المجال الرياضي، كشف الاتحاد الإيراني لكرة القدم، السبت الماضي، عن مخاطبته نظيره القطري لإقامة بطولة ودية رباعية على ملاعب الدوحة.


وذكر مسؤول في الاتحاد الإيراني،- بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية-، إنهم خاطبوا المسؤولين القطريين لإقامة بطولة لأربعة منتخبات في الدوحة، مضيفًا أن "منتخب أوروجواي وافق على المشاركة في هذه البطولة".


وأشار عضو الاتحاد الإيراني، محمد شيعي، إلى أنه وفقًا للمحادثات والاتفاقات، من المقرر أن تقام البطولة من 23 وحتى 25 من مارس المقبل، منوهًا إلى أن " منتخبات قطر وإيران وأوروجواي ستشارك في هذه البطولة، في حين لم يحدد بعد مشاركة المنتخب الرابع".


لجوء قطري


اللجوء القطري صوب مستودعات البناء الإيرانية لاستكمال منشئات المونديال المتعثرة، لم يكن مستغربًا على الدوحة بعدما أعلنت عن تعنتها مرارًا وتكرارًا إزاء المطالب العربية الرامية إلي تغيير نهج سياستها المعادية لجيرانها، معلنة استقواءها بإيران وتركيا منذ اندلاع الأزمة، مطلع يونيو الماضي، وهو الأمر الذي أكده مراقبون بأن العلاقة بين الدوحة وطهران ستشمل جانبًا رياضيًا.


الأمر لم يستغرق وقتًا طويلًا، وسرعان ما أعلن وزير الاقتصاد والتجارة القطري، أحمد بن جاسم آل ثاني، خلال ترؤسه وفدًا تجاريًا واقتصاديًا  بطهران، نوفمبر الماضي، أن "التفاعلات الثنائية بين بلاده وإيران زادت بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن المواد الغذائية ومواد البناء كانت السلع الرئيسة المستوردة من هناك"، لافتًا إلى أنه "نظرًا لاستضافة قطر كأس العالم لكرة القدم 2022، فإن الخدمات التقنية والهندسية الإيرانية يمكن أن تلبي احتياجات السوق القطري".


الأمر الآخر الذي يؤكد حرص الدوحة على الجنوح صوب مستودعات مواد البناء الإيرانية، استقبال رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، في نوفمبر ذاته، السفير الإيراني لدى بلاده، محمد علي سبحاني، والوفد المرافق له في مكتبه في برج البدع.


وبحسب صحيفة "العرب" القطرية، تباحث الجانبان بشأن تعزيز العلاقات بين البلدين، وناقشا سويًا العديد من القضايا المشتركة التي تهم الدوحة وطهران، كما أشار آل ثاني إلى العلاقة المثمرة بين الاتحادات الرياضية القطرية والإيرانية في تبادل الخبرات والتواصل المستمر لصالح كرة القدم في كلا الدولتين.


وفي الوقت ذاته، تلقى السفير الإيراني الفرصة القطرية التي باتت تتهيأ لبلاده في مجال الرياضة، بمزيد من الشكر والترحيب، معربًا عن رغبته في إحراز الدوحة تقدم بمشاريعها الرياضية، مؤكدًا استعداده لتسهيل كل ما يلزم لتعميق العلاقة في كرة القدم بين إيران وقطر.


اقرأ أيضًا


بعد "الدورة الرباعية".. قطر تعتزم استغلال ملاعب إيران في مونديال 2022


إيران تخاطب قطر لإقامة بطولة ودية على أراضيها استعدادا للمونديال


كيف أصبح "مونديال 2022" عبئا على قطر ؟