مؤسسة "جلوبسيك": الناتو قد لا يكون مستعدا لصراع عسكري ضد روسيا
نشرت مؤسسة جلوبسيك، البحثية التابعة لحلف شمال الأطلسى "ناتو" وهى منظمة غير حكومية مقرها فى سلوفاكيا، أحدث تقييم لها لمسؤوليات التحالف العسكرى الغربى فى جميع أنحاء أوروبا، فى الوقت الذى يتنافس فيه كل من ناتو وروسيا فى سباق تسلح ضخم لم يشهد مثله منذ الحرب الباردة، وحث التقرير "ناتو" بقيادة الولايات المتحدة على "الشروع فى عملية تكيف بعيدة المدى من أجل الدفاع عما وصفته بـ"روسيا المتقدمة عسكريًا".
وذكر تقرير جلوبسيك، وفقًا لمجلة نيوزويك الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن حلف شمال الأطلسى يخاطر بالتخلف وراء التغيير السياسى، والتطورات التكنولوجية التى يمكن أن تغير طابع الحرب، وهيكل العلاقات الدولية ودور التحالف نفسه.. فيجب على الحلف أن يضمن أن لديه القدرة على القتال فى حرب مستقبلية، ويجب أن يكون لديه الأدوات والشراكات السياسية لتعزيز قدراتها العسكرية، وأوصى التقرير بالشراكة والوصول إلى دول غير حليفة مثل أستراليا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
يأتى التقرير بعد انسحاب "ناتو" من إنشاء علاقة عمل أفضل مع روسيا قبل ضم موسكو شبه جزيرة القرم فى عام 2014، مما أجبر ناتو على كسر العلاقات مع موسكو واتخاذ موقف أكثر تشددًا .. ومنذ ذلك الحين حشد الجانبان قواتهما وعززا حدودهما، لاسيما فى منطقة بحر البلطيق فى أوروبا الشرقية.
وحافظ الجانبان على وضع عسكرى قائم فى أوروبا، بيد أن روسيا أخلت بتوازن القوى التقليدية الذى كان يهيمن فيه الغرب على أماكن أخرى وخاصة فى الشرق الأوسط، وأعطت انتصارات موسكو العسكرية والدبلوماسية الكاسحة فى سوريا لها معقلا قويا فى المنطقة، وسعت إلى الاستفادة من هذا الزخم فى أماكن أخرى، واتفقت مع حلفاء تاريخيين وغيرها من الدول المناهضة للولايات المتحدة مثل كوبا وإيران وكوريا الشمالية.
وحث التقرير، ناتو على الوصول إلى القوة العسكرية الرئيسية القادمة بعد الولايات المتحدة وروسيا وهى الصين .. فلم تنشئ بكين أكبر جيش دائم فى العالم فحسب، بل بدأ الرئيس الصينى شى جين بينغ بتطوير قواته المسلحة إلى جيش عالمى "أسس للقتال"، وتنفيذ حملة عالمية لتوسيع النفوذ الاقتصادى الكبير.
وقال الجنرال المتقاعد جون ألين الذى قاد اللجنة التى نشرت تقرير جلوبسيك، وهو الذى كان يشغل فى السابق منصب قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة لناتو ورئيس القوات الأمريكية فى أفغانستان "إن ناتو يحتاج إلى أن يضع فى الإعتبار ضخامة نفوذ الصين".
بيد أن وصول الناتو إلى الصين قد يكون صعبا .. حيث أن روسيا توددت بعناية إلى جارتها فى السنوات الأخيرة وكثيرا ما يتعاون الجانبان ضد الغرب كعضوين دائمين فى مجلس الأمن الدولى.
ومن جانبها، أكدت الصين بشكل روتينى للمراقبين أن ارتقاءها العسكرى والاقتصادى كان سلميا تماما، ولكنها أجرت تدريبات مشتركة مع روسيا حتى فى بؤر التوتر مثل بحر البلطيق.
وكان تقرير داخلى مسرب نشر الشهر الماضى قد أكد أن قدرات ناتو انخفضت منذ نهاية الحرب الباردة وأن هيكل قيادتها الحالى سينهار سريعا إذا ما واجهت حربا شاملة مع روسيا.
اقرأ أيضًا
تيلرسون: نعمل مع روسيا على تجنب الحرب الأهلية في سوريا