"الدنيا ليل من غيرك يا فؤادة".. من فاطمة إلى شادية "احزن يا قلبي"!
رحلت عن عالمنا مساء اليوم الثلاثاء واحدة من أبرز نجوم الفن المصري بالرغم من اعتزالها منذ أكثر من 33 عاما، إلا أنها استطاعت أن تظل راسخة في أذهاننا طيلة تلك السنوات من خلال أعمالها الفنية والغنائية، وهي دلوعة السينما المصرية "شادية"، أو فؤادة السينما المصرية، على اسم بطلة أحد روائع السينما العربية فيلم "شيء من الخوف".
ولدت شادية بمحافظة الشرقية في الثامن من فبراير عام 1931 بمحافظة الشرقية لأب يعمل مهندسا زراعيا، يدعى أحمد كمال شاكر، والذي أسماها فاطمة، ولديها شقيقة واحدة تدعى "عفاف"، عملت ممثلة لفترة ولكنها لم تستمر طويلا.
وعلى عكس حياتها الفنية المليئة بالنجاح، لم تكن الراحلة شادية موفقة في حياتها العائلية، بالرغم من تزوجها ثلاث مرات، إلا أن جميعها انتهت بالانفصال، كان أولها الفنان عماد حمدى والذي استمر زواجهما منه ثلاث سنوات فقط، ثم تزوجت بعد عامين من مهندس من خارج الوسط الفني، يدعى عزيز فتحي، قبل أن تنفصل في نفس العام، ثم جاء زواجها الثالث من الفنان صلاح ذو الفقار عام 1967، ولكن زواجهما لم يستمر سوى عامين، وبالرغم من تزوجها ثلاث مرات إلا أن شادية لم يقدر لها الإنجاب طيلة حياتها.
وعلى صعيد حياتها الفنية، بدأت شادية مشوارها الفني من خلال الغناء بفيلم "أزهار وأشواك" حيث كان عمرها آنذاك 16 عاما، لتأتي أولى فرصها الحقيقية مع المخرج حلمي رفلة الذي اختار لها اسم شادية، كي يكون اسمها الفني بفيلم "العقل في إجازة" الذي يعد انطلاقتها الفنية الحقيقية.
وبعد عام واحد من نجاح الفيلم، اختارها المخرج حلمي رفلة للقيام بأولى بطولاتها السينمائية في فيلم "حمامة السلام" مع الفنان كمال الشناوي.
وقدمت شادية خلال مسيرتها الفنية 112 فيلما و10 مسلسلات وإذاعية وواحدة من أبرز الأعمال المسرحية فى تاريخ المسرح المصري من خلال مسرحية "ريا وسكينة" التي قدمتها قبل عام واحد من اعتزالها.
وكان آخر أعمال الفنانة الراحلة شادية من خلال شيامها ببطولة فيلم "لا تسألني من أنا"، الذى تم عرضه عام 1984، لتقرر بعده اعتزال الفن نهائيا وارتداء الحجاب وجاءت كلماتها: "لأننى في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعوّد الناس أن يرونني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنوا بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى في خيال الناس" .
وقررت شادية اختتام مشوارها الفنية بالأغنية الدينية "خد بأيدي" في حفل الليلة المحمدية عام 1986.
وبعدما ابتعدت عن عالم الشهرة والأضواء عملت شادية فى رعاية الأطفال الأيتام، حيث ظلت حياتها مقتصرة على العبادة والأعمال الخيرية لأكثر من 30 عاما.
اقرأ أيضا..
وفاة الفنانة الكبيرة شادية عن عمر ناهز 86 عاما