ويسألونك عن الإرهاب.. هل الإعلام سبب نشر الأفكار المتطرفة؟
"منابر الإعلام هي السبب".. جملة ترددت كثيرًا بين أفواه المواطنين والسياسين حملت الإعلام مسؤولية الترويج للجماعات الإرهابية، وإفساح الطريق لظهور قادتها ونشر أفكارها وهو ما جعل الشارع يطرح أسئلة مشروعة حول دور الإعلام.
يلقي كل منا اللوم على الآخر دائمًا داعين إلى التغيير والتحكم فى زمام الأمور، نطرح على أنفسنا العديد من الأسئلة لم نجد لها ردًا، هل يقوم الإعلام بدوره فى تناول الأحداث؟، هل يطرح القضايا بطرق موضوعية؟، هل مصطلحات ومرادفات الإعلاميين مهنية أم من الممكن تكون سبب فى كوارث يتعرض لها المجتمع؟.
ولكن فى حقيقة الأمر.. تحولت منابر الإعلام إلى منصات استغلها عدد كبير من الجماعات الإرهابية للترويج إلى أفكارها الهدامة، ليتورط الإعلام ويصبح السبب الرئيسي وواجهة هؤلاء وراء الدعاية التي انتشرت للجماعات الإرهابية، والتي كانت تطلق على نفسها "الجماعات الإسلامية.. الإخوان المسلمين.. جهاد الإسلام" وغيرها.
"الإسلام.. المسلمين" مصطلحات لم يدرك مرادفها سوى القليلين، ولم يجب استخدامها من قبل أشخاص يستخدمونها لمجرد المتجارة والحصول على أغراض وأهداف شخصية، فلم نر أن أحد الشيوخ الذين لمعت أسماؤهم قديمًا مثل "الشعراوى"، أن أطلق على نفسه أو ألصق إلى اسمه "المسلم"، وذلك لأن الأفعال هي التى تحكم على المسميات وليس العكس.
استسلمت المنابر الإعلامية، إلى قادة الجماعة الإرهابية، وسلمتهم الساحة لكي ينشرون أفكارهم المتشددة والمتطرفة، لم يعرض الإعلاميين تاريخ الجماعة الإرهابية إلا بعد أن سقطت وفجرت وقتلت ودمرت منشآتنا وشبابنا، واعترض المصريون على سياستهم الإرهابية مقررين عزلهم من الحكم، ليس من الحكم فقط بل من الحياة السياسية والإجتماعية كاملة.
قام المواطن البسيط بدور كان يجب على الإعلام تناولة وتبنيه، وهي عرض حقيقة كلاً منهم، نزل الشباب إلى الشوارع رافضين حكم الاستبداد وباحثين عن الحرية والعدالة، وليس الإرهاب والدمار، فإذا أخطأوا في الاختيار فالمسؤول عن ذلك هو المنبر الذي لم يصر على إيصال حقيقة الأمور إليهم.
تلجأ الجماعات الإرهابية حاليا إلى المنصات الأجنبية لنشر أفكارها المتطرفة والمتشددة والتحريض على القتل والعنف واستباحة إراقة الدماء، فهل يقوم الإعلام المصري بالرد على فتاويهم بتحليلات منطقية؟، وهل يقوم الأزهر بتفسير هذه الدعوات التحريضية وعرض الأسانيد المنطقية لغلق الطريق عليهم فى استقطاب وتجنيد وغسل عقول أبنائنا؟.
اقرأ أيضا..
ويسألونك عن الإرهاب.. ومن "اللعب" و"الملاعبة" و"التلاعب" بالعقول ما قتل