ويسألونك عن الإرهاب.. سيارات الدفع الرباعي "فاكهة الجماعات" لشن الهجمات
تحولت سيارات الدفع الرباعي إلى فاكهة عند الجماعات والتنظيمات الإرهابية، لتنفيذ عملياتها الإجرامية، وهو ما عكسه الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة ببئر العبد والعريش، وقبل العملية الإرهابية الآخيرة، ساهمت سيارات الدفع الرباعي في تنفيذ أكثر من عمليه إرهابية كان أبرزها تلك العملية التي تم تنفيذها في 12 يوليو 2017، وكذلك في الهجوم الذي شنته الجماعات الإرهابية في ذات الشهر على حاجز أمني بقرية البرث برفح، ما أدى إلى مقتل 10 عسكريين، وهي ذات العربات التي استخدمها الإرهابيون في شن هجوم من قبل عام 2013 باستهداف أتوبيس في سيناء كان مخصصًا لأفراد القوات المسلحة، وفي 29 يوليو من عام 2015.
قدرات مهارية على حمل الأسلحة
وعلى مدار السنوات التي أعقبت سقوط حكم الإخوان، بدأت الجماعات الإرهابية تهريب سيارات الدفع الرباعي إلى صحراء سيناء عبر ليبيا، لتسهيل تنفيذ عملياتها الإرهابية، بعد الثورة الليبية، التي ساهمت في سيطرة العناصر التكفيرية على كل من "سرت ودرنة"، والتي ساهمت في تسهيل مرور تلك السيارات إلى الحدود الليبية المصرية عبر سيناء.
ولجأت الجامعات الإرهابية إلى تلك السيارات لقدرتها على حمل الأسلحة الثقيلة من «جرينوف» و«آري بي جي»، وهو ذات السلاح الذي اتبعه الحوثيون في تنفيذ عملياتهم الإرهابية لإسقاط شريعة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، حيث قاموا بتوزيع سياراتهم الدفع الرباعي، ليسيطروا على مقاليد الحكم.
وعلى الرغم من القرار الذي أصدره إبراهيم محلب رئيس الوزراء، بمنع استيراد سيارات الدفع الرباعي، إلا أن القرار لم يسر إلا 3 أشهر فقط، حيث تم العدول عنه، رغم ترحيب قبائل سيناء بهذا القرار، الذي رأت فيه فرصة طيبة لمنع تنفيذ عمليات إرهابية من قبل الجماعات التكفيرية.
مميزات سيارات الدفع الرباعي
وتتوافر عدة مزايا في سيارات الدفع الرباعي، تجعل منها آداة سهلة لتنفيذ العمليات الإرهابية، حيث تتميز بقدرتها على اختراق النقاط الحصينة، والهجمات الإرهابية المتزامنة، وتنفيذ الأكمنة في المناطق الصحراوية، وعمليات الاستطلاع، ونقل المقاتلين، وهو ما يرجع إلى ما تتسم به هذه السيارات من خصائص يتمثل أهمها في قوة التحمل والسرعة والمناورة خاصة في المناطق الصحراوية، والقدرة على التخفي وصعوبة التتبع وتعدد المصادر.
وتشير تقارير عالمية إلى نجاح تلك السيارات في تعزيز قدرة الإرهابيين الميدانية لمواجهة الجيوش النظامية، حيث يساهم عنصر المفاجأة التي تتمتع به السيارات التي لديها قدرة عالية على الحركة وسط الرمال في الصحراء على إلحاق الخسائر الكبيرة في صفوف أعداء التنظيمات التكفيرية، ما يجعل سيارات الدفع الرباعي أبرز الأدوات المدنية التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية والميلشيات المسلحة.
هذا السلاح اعتمد عليه تنظيم "داعش" وحركة" طالبان" في أفغانستان منذ بداية التسعينات، لتكون آداة للتخويف والترهيب لدى "طالبان"، وهي ذات الشعبية التي هيمنت على تلك السيارات في تنظيم "القاعدة"
اختراق التحصينات العسكرية
ووفقا لمركز المستقبل للدراسات السياسية في رصده لظاهرة سيارات الدفع الرباعى وشعبيتها بين التنظيمات الإرهابية، فإن مناطق الساحل الإفريقي حتى الصومال، تعد من أهم المناطق التي تمر منها سيارات الدفع الرباعي، لبيعها إلى التنظيمات الإرهابية، التي تستخدمها في نقل المقاتلين، و تثبيت أسلحة، بالإضافة إلى ملئها بالمتفجرات والدفع بها في الصفوف الأمامية قبيل اختراق التحصينات العسكرية، وكذلك إطلاق الصواريخ من عليها، ونقل بطاريات الصواريخ محدودة المدى وقذائف المورتر إلى أماكن قريبة من أهدافها ليتم إطلاقها بسرعة، ثم مغادرة هذه المواقع قبل اكتشافها من جانب القوات الأمنية والعسكرية.
الإفلات من القيود
ويوضح المركز أن هناك عدة عوامل تسهل لجوء التنظيمات الإرهابية إلى استخدام تلك السيارات، أبرزها الإفلات من قيود التصدير وسهولة الحصول على قطع الغيار دون إثارة شكوك، بالإضافة للمزايا الميدانية التي تتمتع بها هذه السيارات مثل قوة التحمل وسرعة المناورة والقدرة على التخفي وصعوبة التتبع.
وعلى الرغم منع عدد كبير من الدول استيراد هذا النوع من السيارات، إلا أنها لم تنجح حتى الآن في وقف تهريبها عبر الحدود، من خلال البحث عن سبل للتهريب، أو دخولها بشرعية عبر مساعدة فصائل المعارضة المُسلحة والتنظيمات الإغاثية والدول الداعمة للإرهاب.
اقرأ أيضًا
ويسألونك عن الإرهاب.. أسانيد داعش للاعتداء على المساجد "مجرد نصّ يراد به باطل"
ويسألونك عن الإرهاب.. "باء: بندقية.. راء: رصاصة".. مناهج داعش لاغتيال الطفولة