التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 02:07 م , بتوقيت القاهرة

ويسألونك عن الإرهاب.. شعب متدين بطبعة "علّم على تجار الدين"

"الإرهاب والتطرف".. كلاهما نابع من أفكار متشددة يتم نشرها بطريقة بسيطة من خلال الأحزاب التي أُسست على مرجعية دينية، لم نسأل أنفسنا عن سبب إصرار دمج الدين في السياسة وخلط الأمور بعضها البعض.. وما الهدف من ذلك؟ وهل نجحت الأحزاب الدينية في العمل السياسي؟، وماذا قدمت نتيجة تواجدها على الساحة خلال 6 سنوات؟.


لم يكن في مصر أحزاب على مرجعية دينية إلا بعد ثورة 25 يناير، حيث إن القانون رقم 40 لسنة 1977 كان ينظم تأسيس الأحزاب السياسية في مصر ويمنع إقامة أحزاب ذات مرجعية دينية.


استغلت هذه الأحزاب النزعة الدينية داخل المصريين، ولعبت على الفطرة والبساطة لتتغلغل في العمل السياسي، ونشر أفكارها المتطرفة والمتشددة، تظاهرت بالحيادية ولكنها عملت عكس ما حاولت إظهاره للحصول على المكاسب التي تسعى إليها، أعطوا لأنفسهم حق الحكم على الدولة وإسلامها، مرددين شعارات إقامة دولة إسلامية، ومنحوا لأنفسهم الحق بالتحدث باسم الإسلام الذي يتبرأ منهم ومن أفعالهم، فمن الذي أفتى لهم أننا دولة غير إسلامية؟.


بدأت تلك الأحزاب العمل بأريحية على مرأى ومسمع من الجميع، وتحت مظلة قانونية دون وجود الحق لأي فرد منعها أو توقيفها، استندت إلى الأحزاب واتخذتها غطاء قانوني لنشر أفكارها الهدامة والمتشددة.


ومن أبرز الأحزاب التي تأسست بعد 2011 على مرجعية دينية، يمكن تقسيمها إلى 3 مجموعات، على النحو التالي:


الإخوان الإرهابية


تعد الجماعة الإرهابية هي الحركة الأقدم، والتي انخرطت في التدافع السياسي مبكرًا مع إعلان حسن البنا المؤسس، الانتقال من ساحة العمل الدعوى والتربوي إلى ساحة العمل السياسي، والسعي للوصول للحكم عندما أصدر رسالة المؤتمر الخامس في الثاني من فبراير من عام 1939.


وظلت "الإرهابية" ناشطة في فضاء التدافع السياسي، حتى أسست حزب الحرية والعدالة، الذي وصفته بأنه المعبر الوحيد عنها وعن مشروعها السياسي، ولم تسمح بالفصل بين الحزب والجماعة ليصبح نمطًا جديدًا في الأحزاب، وهو الحزب الذي تحركه الجماعة الأم، دون أن يكون له أي إرادة مستقلة في الحركة وبقى يعانى أثقال الميراث الفكري والحركي لها.


وقد خرج من رحم الإرهابية أحزاب أخرى، مثل الوسط، والنهضة، والريادة، والتيار المصري، ومصر القوية، بعضها أسس بالفعل، والآخر تحت التأسيس.


السلفيون


حسمت الدعوة السلفية بالإسكندرية أمر تأسيس حزب إسلامي لتخرج بحزب النور، الذي مثل الذراع السياسي للدعوة السلفية وتحمل - مثل حزب الحرية والعدالة - عبء الجماعة الأم وسطوة القيادات الدينية.


الجهاديون


يمثل الجهاديون حزبان، الأول "البناء والتنمية" المنبثق عن الجماعة الإسلامية، التي أطلقت العنف بعد مبادرتها الشهيرة في 1995.


وكذا جماعة الجهاد، التي أجرت أيضًا مراجعات حول اللجوء للعنف كطريق للتغيير، قبل أن تنخرط في المشهد السياسي مؤخرًا، وتسعى لتأسيس حزب "السلامة والتنمية" الذي لم يشارك بعد في أي انتخابات.


ماتت هذه الأحزاب فيما عدا حزب "النور" السلفي، الذي له نسبة من أعضاء مجلس النواب، والتي تعد قنبلة موقوتة، وبركانًا خاملاً في انتظار إنفجاره في أي لحظة.


لفظ المجتمع المصري هذه الجماعات بأحزابها، رافضين أفكارهم المتطرفة وتحريضهم على الدولة ومواطنيها، واستعانتهم بالدول الخارجية لمحاربة مصر والبحث عن مصالحهم الشخصية، فلن ينسى أحد منا تهديداتهم حينما تولوا الحكم بالقتل والحرق والتدمير، فعن أي إسلام تتحدثون؟، وعن أي شريعة تطبقون؟.


اقرأ أيضا..


ويسألونك عن الإرهاب.. ومن "اللعب" و"الملاعبة" و"التلاعب" بالعقول ما قتل