التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:13 م , بتوقيت القاهرة

كيف أصبح "مونديال 2022" عبئا على قطر ؟

وضعت قطر نفسها في خضم أزمة قد تصبح طاحنة ومُهدِدة لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم على أراضيها في موعدها المقرر عام 2022، وذلك إثر تعنتها إزاء مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والرامية بالأساس إلى تغيير نهج سياستها الداعم للإرهاب، والمعادي للجوار الخليجي والعربي.


تعنت الدوحة المتواصل، منذ اندلاع الأزمة الخليجية مطلع يونيو الماضي، إلى جانب عامل الوقت دفعها للبحث عن بدائل جديدة للاعتماد عليها حتي لو كلفها ذلك عناء الارتماء في أحضان النظام الإيراني على حساب مصالح الجوار الخليجي والعربي.


إيران


في سبيل لهث الجانب القطري لإنجاز منشآت مونديال 2022، قدم وزير الاقتصاد والتجارة القطري، أحمد بن جاسم آل ثاني، خلال زيارة إلى طهران، مقترحاً إلي نظيره الإيراني، محمد شريعتمداري لرفع معدل التبادل التجاري بين البلدين، بهدف توسيع أطر التعاون بين الدوحة وطهران.


وكشف شريع تمداري، بحسب موقع "الإذاعة والتلفزيون" الإيراني، أن "بلاده صدّرت بضائع بنحو 97 مليون دولار إلى قطر خلال الأشهر السبعة الماضية، وأن الحكومة القطرية تقترح أن يتم رفع معدل التبادل التجاري بين البلدين ليصبح 5 مليارات دولار".


من جانبه، قال الوزير القطري، الذي يرأس وفدًا تجاريًا واقتصاديًا يزور طهران، إن "الأخيرة تلعب دورًا مهمًا في نقل البضائع من تركيا وأذربيجان إلى بلاده، وإن الدوحة تسعى إلى زيادة التجارة الثنائية معها".


وأوضح بن جاسم أن "التفاعلات الثنائية بين الجانبين زادت بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية، وأن المواد الغذائية ومواد البناء كانت السلع الرئيسة المستوردة من إيران"، مشيرًا إلى أنه "نظرًا لاستضافة قطر كأس العالم لكرة القدم 2022، فإن الخدمات التقنية والهندسية الإيرانية يمكن أن تلبي احتياجات السوق القطري".


الأمر الآخر الذي يؤكد حرص الدوحة على الجنوح صوب مستودعات مواد البناء الإيرانية، استقبال رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، الأربعاء الماضي، السفير الإيراني لدى بلاده، محمد علي سبحاني، والوفد المرافق له في مكتبه في برج البدع.


وبحسب صحيفة "العرب" القطرية، تباحث الجانبين بشأن تعزيز العلاقات بين البلدين، وناقشا سويًا العديد من القضايا المشتركة التى تهم  الدوحة وطهران، كما أشار آل ثاني إلى العلاقة المثمرة بين الاتحادات الرياضية القطرية والإيرانية في تبادل الخبرات والتواصل المستمر لصالح كرة القدم في كلا الدولتين.


وبدوره، أكد سبحاني عمق العلاقات بين الاتحاد القطري لكرة القدم ونظيره الإيراني، لافتًا في الوقت ذاته إلى دور كرة القدم في تعزيز العلاقات بين الجميع إلى آفاق واسعة من التعاون المثمر والبناء، متطرقين خلال اللقاء إلي القضايا ذات الاهتمام المشترك ووسائل تفعيلها بين الجانبين، لاسيما تلك المتعلقة بكرة القدم والعمل على تقوية روابط الصداقة بينهما، وطرق تطويرها لخدمة الرياضة في قطر وإيران.


وفي الوقت ذاته، تلقي السفير الإيراني الفرصة القطرية التي باتت تتهيأ لبلاده في مجال الرياضة، بمزيد من الشكر والترحيب، معرباً عن رغبته  في إحراز الدوحة تقدم بمشاريعها الرياضية، مؤكدًا استعداده لتسهيل كل ما يلزم لتعميق العلاقة بين كرة القدم بين إيران وقطر.


وبحسب آراء المتخصصين بالشأن الإيراني - في تصريحات سابقة لـ"دوت خليج" - أوضح أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس الدكتور فتحي المراغي، أن "العلاقة بين قطر وإيران مؤخرًا تمر بعدة متغيرات، يمثل المتغير الأول مقاطعة الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، مشيرًا إلى "ارتباط الإمارة الخليجية بالواردات الإيرانية من مواد غذائية ومواد بناء تحتاجها لاستكمال المنشآت الرياضية والخدمية الخاصة باستضافة كأس العالم".


الكويت


الكويت هى الأخرى كانت على رادار الدوحة في ملف المونديال، في محاولة للاستنجاد بالجارة الخليجية، رغم خذلان تنظيم الحمدين - حكومة قطر - لها وتآمره على وساطتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لاحتواء الورطة القطرية، ومنع احتمالية التصاعد الناجم عن التعنت القطري المتواصل.


‏‎وأقدمت قطر على الاستنجاد بالكويت بعد الخسائر الاقتصادية التي تعرضت لها جراء المقاطعة، وهروب الشركات،  إلى جانب عدم مقدرة  الدوحة على الالتزام بتنفيذ مشاريعها لاستضافة كأس العالم 2022، لتعلن تفاوضها مع الكويت على منحها عدد من المجموعات المستضافة خلال البطولة.


وذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية - نقلا عن مصادر لها - الجمعة الماضية، إن لقاءات ضمت مسؤولين من البلدين خلال الأشهر الأخيرة، بحثت إمكانية مشاركة الكويت في استضافة جزئية للبطولة الكروية العالمية، بالإضافة إلى سلطنة عمان، لافتة إلى أن القرار يتطلب موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"؛ لأن الملف لم يتضمن من البداية تقسيم المجموعات على أكثر من دولة.


اقرأ أيضًا ..


"اتفاق ثلاثي والبورصة".. قطر تبحث عن مخرج طوارئ عبر إيران وتركيا


بعد فضيحة "البضائع الفاسدة"... قطر تهين نفسها أمام إيران من جديد


خاص.. تفاصيل مفاجأة مرتقبة ضد فضائيات إيران بعد قرارات الجامعة العربية