في ذكرى مولده.. "سوسير" مؤسس لغوي طوّر عِلم الإشارات الصوتية
كتب– أحمد حمدي
"فرديناند دي سوسير" يعد من مؤسسي منهج البنيوي الذي انطلق منه علم اللغة المعاصر، في بدايات القرن العشرين الميلادي.
"البنيوية" تتلخص في نظرته إلى اللغة بوصفها نظامًا مستقلاً عن صانعه أو الظروف الخارجية المحيطة ويُنظر إلى هذا الهيكل من داخله من خلال مجموعة وحداته المكونة له بوصفها تمثل كلاً قائمًا بذاته
"دوت مصر" يرصد فى ذكرى ميلاده، أبرز ملامح شخصية "سوسير" وكفاحه مع العِلم خلال هذا التقرير.
نشأته واهتماماته
فرديناند دي سوسير، عالم لغوي سويسري ولد في 26 نوفمبر 1857، يعتبر بمثابة الأب للمدرسة البنيوية في علم اللسانيات، ووضعه الكثيرون ضمن أحد مؤسسي علم اللغة الحديث.
ولد العالم اللغوي في جنيف، وكان مساهما كبيرا في تطوير العديد من نواحي اللسانيات في القرن العشرين، ويعد أول من أعتبر اللسانيات كفرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية، ويعرف حاليا بالسيميوتيك أو علم الإشارات.
اهتم منذ صغره بدراسة اللغة الهندية، الأوروبية، وقال إن اللغة يجب أن تعتبر ظاهرة اجتماعية.
من أشهر آثاره "بحث في الألسُنيّة العامة"، كتبه بـاللغة الفرنسية ونُشر عام 1916، بعد وفاته، وقد نُقل إلى الـعربية بترجمات متعددة ومتباينة.
"فردينان" من أشهر علماء اللغة في العصر الحديث، واتجه لدراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية، وقرر أن يتم دراسة اللغة دراسة تاريخية، وكان السبب في هذا التحول الخطير في دراسة اللغة هو اكتشاف اللغة السنسكريتية.
اجتهاده العلمي
التحق بجامعة جنيف لدراسة الطبيعة والكيمياء، لكنه لم يمتنع عن دراسة نحو اللغة اليونانية واللاتينية، وبعد قضاء سنة في هذه الدراسة، تيقن أن مجاله العملي الصحيح هو دراسة اللغة فقط.
قرر الذهاب لجامعة لايبزج ودرس بها لمدة 4 سنوات تقريباً، وانضم لحركة "مدرسة فقهاء اللغة الجدد" وهي حركة ذات نزعة تاريخية مقارنة استفاد منها وكانت سببًا فى تطوين أفكاره ومؤلفاته فيما بعد
نشر في برلين مذكرة عام 1878م تتضمن معلومات عن "النظام البدائي لحروف اللين في اللغات الأوروبية والهندية"يصل حجمها إلي 300 صفحة، لكن أكثر ما يعنينا فيها تأكيده علي أهمية البحث في المشكلات المنهجية التي تعوق مجال الدراسات اللغوية، والتي تتسبب في اضطراب وعدم استقرار نتائج البحث في الحقل اللغوي.
حصوله على الدكتوراه
قدم مذكرة من أجل الحصول على دكتوراه في "استخدام حالة الإضافة في اللغة السنسكريتية "وقد حصل عليها بتقدير عام امتياز.
رحل "سوسير" لباريس لتدريس اللغة السنسكريتية والقوطية، والألمانية الراقية القديمة، وغيرها من اللغات في "المدرسة العملية للدراسات العليا، بالإضافة إلى نشاطه في "جمعية باريس اللغوية"، مما كان له السبق فى تربية جيل جديد من علماء اللسان الفرنسيين لم يكن موجودا قبل مجيئه، وحقق من خلال تواجده نجاجًا كبيرًا شهد له الجميع.
حب طلابه وانتشار علمه
لم يقم "سوسور" بتأليف أي كتاب ضمّنه نظريته في اللسانيات، فقرر طلابه بعد وفاته تجميع المحاضرات التي ألقاها في جامعة جنيف بين عامي 1907 و1910 ونشروها بعنوان «محاضرات في اللسانيات العامة»، وهذا الكتاب هو الوحيد الذى خلد ذكراه حيث يحتوي على محاضرات فى النقد بالإضافة لعلم اللغة التاريخي المقارن.
اقرأ أيضًا..
شاهد: بعد ارتفاع أسعار الحلوى.. "المولد بلا حمص"
خاص بالفيديو.. قصص الموت والألم لضحايا مسجد الروضة في "معهد ناصر"