"من الأف للياء".. تفاصيل مؤتمر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بالرياض
عقد التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اليوم الأحد، أول اجتماعاته بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة وزراء دفاع الدول الإسلامية، بهدف تنسيق جهود في مكافحة الإرهاب، وسبل مواجهة تشويه صورة الإسلام وربطه بالأعمال الإرهابية التي تضرب أنحاء عدة في العالم.
واستهل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم بالرياض، أعمال الاجتماع الأول، مقدمًا التعازي لمصر في حادث الروضة الإرهابي.
وقال إن أكبر خطر للإرهاب هو تشويه العقيدة الإسلامية، مؤكدا ضرورة عدم السماح باستمراره، متابعًا: "اليوم ترسل أكثر من 40 دولة اسلامية إشارة قوية جدا بأنها سوف تعمل معا وسوف تنسق بشكل وثيق جدا لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي او السياسي".
ويضم التحالف، الذي أعلن عنه 41 دولة بينها أفغانستان والإمارات وقطر وباكستان وتوجو والصومال ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن وتركيا وماليزيا ونيجريا.
وأضاف "نعزي أشقاءنا في مصر شعباً وقيادة على ما حدث في الأيام الماضية وهو فعلاً حدث مؤلم للغاية"، مضيفا أن التحالف "سيقف بجانب مصر وبجانب جميع دول العالم لمكافحة الإرهاب والتطرف".
وعقب ذلك، ألقى أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد آل عيسى، كلمة أكد فيها جدية العزم الإسلامي في مواجهة الإرهاب، كما أكد إعلانه التاريخي لإقامة تحالفه العسكري لمحاربته، مشددا أيضا على أن الأفكار الإرهابية عنصرا دخيلا على دينه وفكره.
وقال محمد عيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن اجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي، يؤكد جدية العالم الإسلامي لمكافحة الإرهاب، مضيفًا أن الافكار الإرهابية عنصر دخيل على الفكر الإسلامي النقي القائم على الوسطية والاعتدال.
وأشار "العيسى"، إلى أن التطرف لم يكن امتدادًا فكريًا لمفاهيم سابقة، وإنما التطرف المعاصر ما هو إلا خليطًا من حماسة إرهابية بعاطفة دينية.
ومن جانبه، أكد رحيل شريف القائد العسكري للتحالف الإسلامي، ضرورة تنسيق جهود دول التحالف الإسلامي بكل فاعلية لمكافحة الإرهاب والتطرف.. مضيفا أن هذه الأعمال الإرهابية تهدد الاستقرار والسلام العالمي من أجل تحقيق أجندتهم.
وقال إن "المجال العسكري يهدف إلى تنسيق وتأمين الموارد، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بصورة آمنة، وتشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب".
وأكد أن التحدي الأكبر للسلام والاستقرار في العالم الإسلامي هو مواجهة الإرهاب، إذ أنه بات يشكل خطرًا كبيرًا على الدول الإسلامية، مضيفًا: "نحتاج إلى آليات للتنسيق ونهج شامل لمكافحة الإرهاب، وتوحيد كافة الجهود العسكرية والاقتصادية في وجه الإرهاب".
وأضاف "شريف"، أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تمارس انشطتها الإرهابية تحت ستار الدين الإسلامي، لتحقيق أجندتها بالمنطقة، مؤكدًا أن مكافحة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيدًا وتحتاج إلى المزيد من الموارد لمواجهتها، لافتًا إلى أنها تحتاج إلى درجة عالية من الاستعداد واليقظة.
فيما قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، أحمد الخليفي، إن تمويل الإرهاب يعد إحدى أخطر الجرائم التي تؤثر على الأنظمة السياسية والاقتصادية وعلى الأمن والسلم العالميين، مضيفًا أن المنظمات الإرهابية سيطرت على موارد الدول وتلقت دعمًا ماليدًا وعسكريًا.
وقال محمد الخالد الحمد الصباح، رئيس وفد دولة الكويت، إن الاحتقان الطائفي يشكل تهديدًا لكيان الأمم، لافتًا إلى أنه لابد من تكاتف التحالف الإسلامي للحد من انتشار الفتن، مضيفًا أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة لا تمت إلى الإسلام بصلة، مشددًا على ضرورة بناء تحالف قوي على كافة الأصعدة الأمنية والسياسية والعسكرية، مقدمًا التعازي لمصر في حادث مسجد الروضة الإرهابي.
وخلال كلمته، قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، محمد المومني، إن المملكة العربية السعودية، تقدم مع الوقت حولًا جديدة للتصدي للإرهاب الغاشم الذي يضرب الدول العربية، مؤكدًا "يجب علينا جميعًا التصدي للجماعات الإرهابية المتطرفة"، مطالبًا الإعلام بمواجهة الأفكار المتشددة وأفكار المتطرفين المغلوطة.
وأضاف المومني، أنه يجب على الإعلام التصدي للجماعات الإرهابية تحت غطاء الدين الإسلامي، مؤكدًا أن الساحة الإعلامية أصبحت أيضًا ميدان مواجهة في الحروب"، متابعًا: "نحن أولى بمحاربة من يرهبونا باسم الدين"، لافتًا "نحتاج جميعًا إلى التعاون القوي لمواجهة الإرهاب ودحره على المستوى الفكري والأيديولوجي، والأفكار المشبوهة التي تتعارض مع جميع القيم"، مطالبًا الإعلام بمخاطبة الفئات لحمايتها من الإفكار المتطرفة.
وألقى رئيس وفد مصر اللواء توحيد توفيق، كلمة رحب فيها بالدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس عبد الفتاح السيسي، لعقد اجتماع لوزراء الدفاع لدول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
وأكد اللواء أركان حرب توحيد توفيق رئيس الوفد المصري، في الاجتماع الأول لوزراء دفاع التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، أن حادث مسجد الروضة الإرهابي لن يزيدنا إلا إصرارا وعزيمة وصلابة في مواجهة الإرهاب.
وأضاف خلال كلمته في الاجتماع، أن هدف الجماعات الإرهابية هو محاولة إسقاط وتقسيم الدول الوطنية وإقامة ما يسمى بالولايات، وأنه لا يخفى على أحد التحديات التي نواجهها.
وتابع: "يجب التصدي لإعلام الفتنة والإرهاب"، مؤكدًا أن هدف الجماعات الإرهابية تقسيم الدول الوطنية، مضيفًا: "نتطلع إلى التعاون الوثيق لمنع انتقال العناصر الإرهابية إلى مناطق أخرى في العالم بعد هزيمتها في سوريا والعراق".
وفي النهاية، أعرب رئيس الوفد المصري عن شكره وتقديره لكافة الأعضاء لما قدموه من تعازي ومواساة في ضحايا حادث مسجد الروضة بشمال سيناء الذي أسفر عن استشهاد 350 وإصابة 109، مؤكدا أن هذا الحادث لا يزيد المصريين إلا إصرارا وعزما وصلابة في مواجهة آفة الإرهاب البغيضة.
ومن جانبه، أكد رئيس وفد دولة الكويت أن بلاده تقف إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب، مضيفا أن الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء يعد دليلا على أن الإرهاب لا يمت للدين الإسلامي بصلة.
وأكد أن دولة الكويت تستنكر هذا الحادث الإجرامي، وتتقدم بالعزاء لأهالي الضحايا، مشددا على ضرورة توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.
كما أكد ضرورة الوقوف بحزم أمام هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة، بما في ذلك المليشيات المسلحة وضرورة وقف أنشطتها الإجرامية من قتل وتشتيت وترويع.
وأدان رئيس وفد جمهورية السودان بقوة ما حدث في مصر من عمل إرهابي أثم لإزهاق الأرواح البريئة، كما قدم واجب العزاء لحكومة مصر وشعبها وأسر الضحايا.
وقال إن العالم يعيش اليوم حالة اللاوعي الاستراتيجي لتوالي الأحداث المفزعة وكارثية نتائجها، ورغم ذلك تسعى الاستراتيجية الحاكمة في المنطقة لاختراق مجتمعاتها وتفكيك كياناتها واستقرارها وتفتيت دولها لإعادة تكوينها من جديد.
ومن جانبه، أكد رئيس وفد دولة الكويت أن بلاده تقف إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب، مضيفا أن الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء يعد دليلا على أن الإرهاب لا يمت للدين الإسلامي بصلة.
وقال إن دولة الكويت تستنكر هذا الحادث الإجرامي، وتتقدم بالعزاء لأهالي الضحايا، مشددا على ضرورة توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، مؤكدًا على ضرورة الوقوف بحزم أمام هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة، بما في ذلك المليشيات المسلحة وضرورة وقف أنشطتها الإجرامية من قتل وتشتيت وترويع.
وأدان رئيس وفد جمهورية السودان بقوة ما حدث في مصر من عمل إرهابي أثم لإزهاق الأرواح البريئة، كما قدم واجب العزاء لحكومة مصر وشعبها وأسر الضحايا.
وقال إن العالم يعيش اليوم حالة اللاوعي الاستراتيجي لتوالي الأحداث المفزعة وكارثية نتائجها، ورغم ذلك تسعى الاستراتيجية الحاكمة في المنطقة لاختراق مجتمعاتها وتفكيك كياناتها واستقرارها وتفتيت دولها لإعادة تكوينها من جديد.
من جانبه، أعرب رئيس الوفد الباكستاني، عن تعازي بلاده والشعب الباكستاني لمصر في ضحايا الحادث البشع الذي استهدف مسجد الروضة بشمال سيناء، مؤكدا تعاون بلاده مع مصر من أجل التصدي لخطر الإرهاب.
وقال إن التعاون الدولي يعتبر عنصرا أساسيا للتصدي للتهديدات الحدودية، والتهديدات العابرة للحدود.. مشددا على ضرورة الحوار مع كافة الجهات التي تقودها السعودية من أجل التصدي للإرهاب.
وأضاف "أننا كمسلمين .. يجب أن نتصدى للجهود الخاصة بكراهية الإسلام"، مؤكدا أن باكستان لعبت دورا أساسيا في الجهود التي تؤكد على التصدي للإرهاب، كما أكد ضرورة بذل المزيد من الجهود عبر الأمم المتحدة.
وأبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم للمسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي، في كل المجالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وبدوره، قال رئيس وفد نيجيريا إن الإرهاب ينتشر بين الدول والأمم ولا يمكن أن نواجه الإرهاب إلا من خلال الترابط والتضامن.
وأضاف أن نيجيريا على استعداد للتحالف مع كافة الدول لدحر الإرهاب، موضحا أن بلاده شاركت في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ووافقت على نشر قوات لهذا التحالف؛ وقدمنا بعض الضباط لكي يعملوا في مقر التحالف العسكري بالرياض.
ونوه بأن نيجيريا تشهد تقدما كبيرا في محاربتها للإرهاب وضد التطرف منذ نحو عام ونصف، مشيرا إلى أن جماعة بوكو حرام الإرهابية تقوم بعملياتها وتتحالف مع بعض التنظيمات في المنطقة؛ وحققنا تقدما ضدهم، وأكد الاستمرار في الانخراط مع التكتلات الإقليمية لكي ندعم السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي نهاية الاجتماع، أكد وزراء دفاع التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب، عزمهم على توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب، والتصدى للظاهرة في المجال الفكري، واعتمادهم ما يلزم من قدرات لمنع التنظيمات الإرهابية من عدم تنظيم صفوفهم.
و"التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" قال في بيانه إنهم "ملتزمون بتأمين ما يلزم من قدرات عسكرية لمحاربة الجماعات الإرهابية". مقدمًا الشكر للمملكة على استضافة المؤتمر ورئاسة ولي العهد له.
وأشار البيان إلى أن التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية حيوي لنجاح التحالف، مضيفا "سنعمل على عدد من الجبهات أهمها تبادل المعلومات والتدريب العسكري والاستخباراتي وبناء القدرات".
وأضاف أن الوزراء أكدوا عزمهم على مواجهة الإرهاب وفضح أساليب زيفه، مؤكدًا أن التحالف تعتزم التنسيق للتعامل مع خطر الإرهاب، مشيرًا إلى تأمين دول التحالف بالإمكانيات الأمنية لضرب الإرهاب.
وتابع أن دول التحالف ستؤمن ما يلزم من قدرات عسكرية لمحاربة الجماعات الإرهابية، مؤكدًا أن وزراء الدفاع في دول التحالف الإسلامي يؤكدون اهمية استثمار وسائل الاعلام الجديد للتصدي للإرهاب.
وأشار إلى أن وزراء الدفاع في دول التحالف الإسلامي يتعهدون بالعمل على كشف زيف الرسائل الإعلامية التي يبثها الارهاب،
وكان الاجتماع الذي ينعقد تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب"، بمشاركة وزراء الدفاع بدول التحالف، ووفود دولية وبعثات رسمية من الدول الداعمة والصديقة، وعدد من الخبراء المتخصصين في مجالات عمل التحالف الإسلامي، ناقش الاستراتيجية العامة للتحالف وآليات الحوكمة المنظِّمة لعملياته ونشاطاته ومبادراته المستقبلية في الحرب على الإرهاب، ضمن مجالات عمله الرئيسية الفكرية والإعلامية.
كما ناقش أعمال الاجتماع محاربة تمويل الإرهاب، وتحديد آليات وأطر العمل المستقبلية التي ستقود مسيرة عمله لتوحيد جهود الدول الإسلامية للقضاء على الإرهاب، والتكامل مع جهود دولية أخرى في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين.