ويسألونك عن الإرهاب.. ومن "اللعب" و"الملاعبة" و"التلاعب" بالعقول ما قتل
تعددت طرق تنظيم "داعش" الإرهابي في استقطاب وتجنيد الشباب والنساء والأطفال إليهم، والهدف واحد وهو نسف المجتمعات وتشويه الدين ومحاولة هتك عرض الدول،ومن أبرز وسائل التنظيم الإرهابي في جذب فرائسهم وضمها إلى صفوف القتلة والفاسقين "الجنس.. الألعاب.. الجيوش".
يرصد "دوت مصر" أبرز الوسائل التي يستخدمها تنظيم "داعش" الإرهابي في الاستحواذ على عقول الشباب، وسبل جذب الفتيات والأطفال.
الألعاب
يستخدم التنظيم الإرهابي الألعاب الإلكترونية والبلايستيشن للتواصل مع الأطفال والمراهقين، لتجنيدهم في صفوفه.
"جراند ثيفت أوتو" أو "حرامي السيارات".. من أشهر الألعاب الحاصلة على تقييم M م ماتشورا، أي من هم أعمارهم من 18 فما فوقPegi18، ويتم التجنيد باستخدام اللعبة عن طريق تصميم شخصيات وأعلام، وإضافة أصوات وتبديل الشعارات والسيارات وستحصل على نسختك من اللعبة بالطريقة التي تريدها.
"صليل الصوارم".. ظهرت على يوتيوب واعتمدت المونتاج في عملها وليس عرضاً للعبة بشكلٍ كامل، وإنما أجزاء ومقتطفات منها تمكن مبرمجها من تسخير مونتاجهم على هواهم كي يظهروها بشكل قوي.
"Grand Theft Auto".. لعبة شهيرة استخدمها التنظيم لجذب المراهقين بعد سيطرته على الموصل في يونيو من عام 2014، حيث نشر فيديو عن اللعبة التي يلعبها حوالى 34 مليون شخص حول العالم، و كتب في مقدمته أن هذه اللعبة يتم تطبيقها على أرض الواقع لحث الأطفال على الانضمام للتنظيم من باب المغامرة.
"لهيب الحرب".. فيديو مرئي أصدره التتنظيم الإرهابي في نهاية عام 2014، بعنوان استخدم فيه أعلى التقنيات السينمائية، تم إنتاجه بأسلوب ألعاب الفيديو ليصل إلى عقول الشباب.
" arma 3".. طور تنظيم "داعش" في فبراير2014، اللعبة حيث تمكن الأطفال من اختيار الزي العسكري الذي يلعب به والمكان والأرض الجغرافية وكأنه ضمن مجموعة من التنظيم الإرهابي ويركز "داعش" على هذه اللعبة في الأوقات الأخيرة لضم المزيد من الشباب إلى صفوفه.
المضطربون
"المضطربون نفسيًا".. أهم الفئات التي تنضم لداعش، هؤلاء الذين يعانون في الأساس من مشاكل نفسية وخلل في سلوكياتها الإنسانية، والمقصود بالمضطربين نفسيًا هؤلاء المتطرفون سلوكيًا وفكريًا، ممن يتبنون ثقافة العنف والتشدد والغلظة مع الآخرين ومع المجتمع والوسط المحيط بهم.
يجدون في الخطاب الداعشي المتطرف، وفي الممارسات الداعشية الدموية ما يروي ظمأهم للعنف والقتل والسلب والنهب، وهو ما يحرك لديهم الرغبة في ممارسة سلوكياتهم الشاذة العنيفة بشكل مقنن، ومغلف بستار ديني.
الثقافة
تعد من أكثر الفئات انضمامًا للتنظيم ونشاطًا به، الفئة التي يعاني أغلب من ينتمي لها من قلة الثقافة الدينية رغم جودة التعليم الذي تلقته، وبالتالي فإن الخطاب الداعشي مبهر بدعايته المكثفة.
وتعتمد "داعش" في عرض النصوص وتحليلها على مداعبة المشاعر الدينية لديهم، فيعتقدون مع قلة ثقافتهم الدينيةـــ أن ما تقدمه "داعش" هو صحيح الدين.
وقلة وعيهم وثقافتهم الدينية تجعلهم لا يستطيعون التأكد من المعلومات الدينية التي تقدمها داعش، أو التحقق من صحتها، لأنهم ببساطة غير محصنين دينيًا بالقدر الذي يسمح لهم فهم ما تفعله داعش من استئصال النصوص واجتزائها وتوظيفها لخدمة أجندتهم الهدامة.
وأشهر مثال على تلك الفئة "إسلام يكن"، الشاب المصري خريج المدارس الأجنبية، الفنان الذي انضم لصفوف التنظيم وتفاخر بحمله للسيف وقتله للأبرياء.
فهو مواطن مصري كان طبيعيًا حتى نجح الخطاب الداعشي في تحويله لمسخ يكنى بـ"أبو سلمه بن يكن" بدعوى "تطبيق الشريعة"، مستغلة قلة ثقافته الدينية.
العاطفة
يتم اللعب مع هذه الفئة على وتر عاطفتها الإنسانية، بالإضافة للعاطفة الدينية، وكثير من المنتمين لها من بلدان شبه القارة الهندية ودول جوارها التي تعج بالعديد من الجماعات الإرهابية على شاكلة داعش.
ويتواجد بها أيضا صراعات سياسية ومذهبية تستغلها داعش وأخواتها من أجل تأجيج الصراع وحرق الأرض، لسهولة النفاذ لتلك البقعة من العالم وتثبيت أقدامهم بها، ونظرًا لظروف تلك المنطقة المناخية والجغرافية.
ولعل أبرز مثال على ذلك الداعشي الهندي الذي ظهر في أحد الفيديوهات وهو يتوعد الهند بالدمار والخراب، والثأر لقتلى المسلمين في كل من الهند وكشمير، ودعا المسلمين في الهند على وجه التحديد للنفير من أجل نصرة أشقائهم المسلمين ممكن يقتلون على أيدي أعداء الله – حسب وصفهم.
يعتقد كثير منا أن الفئة الأكثر انضمامًا لداعش هي فئة من يعانون من الناحية المادية والمتضررين بشكل كبير من الأزمات الاقتصادية، ولكن الحقيقة أن هذه الفئة رغم تواجدها ضمن القوام المكون لداعش، ولكنها لا تشكل غالبيته، ويمكن القول بأن جزء لا يستهان به من تلك الشريحة ينتمي في المقام الأول إلى الفئات التي تمارس أعمال النصب والبلطجة، على السكان والأهالي المتواجدين بالمناطق الريفية في عدد من البلاد التي أصيبت بالمرض الداعشي.
قطاع طرق الأمس وسالبو وناهبو العامة، أصبحوا بين ليلة وضحاها جنود الله التي تطبق شرعه من أجل إعلاء رايته، هؤلاء وجدوا في الانضمام لداعش خير وسيلة لممارسة بلطجتهم تحت غطاء قانوني وشرعي.
المتعلمون
على جانبٍ آخر، نلاحظ أن شريحة كبيرة من المنضمين لهذا التنظيم على قدر كاف وواف من التعليم، حيث تلقى أغلبهم تعليمًا عاليًا أو على الأقل تعليمًا جيدًا، فنجد بينهم الأطباء والمهندسين بشكل خاص، والمعلمين والصيادلة والرياضيين وغيرهم من أصحاب الدراسات والمهن المرموقة في مجتمعاتهم.
تحاول داعش بشتى الطرق استقطاب هذه الفئة من المتعلمين لما سيكون لها من دور كبير في خدمة أهدافها خاصة من دراسي الهندسة والدراسات التكنولوجية والإعلامية.
وفى أمريكا، قام "يوناثان ميلاكو" الضابط في البحرية الأمريكية، بإطلاق النار على عددٍ من المواقع الحيوية، منها: المتحف الوطني لقوات البحرية الأمريكية، والبنتاجون، وبعض محطات التجنيد التابعة للجيش، وذلك في الفترة من 17 أكتوبر 2010 إلى 2 نوفمبر 2010، وبلغت الأضرار الناتجة عن عملياته ما يُقدر بحوالي 100 ألف دولار أمريكي، وبعد القبض عليه عُثر بحوزته على عدد من الخطابات الخاصة بتنظيم طالبان، وكتاب "الطريق إلى الجهاد" الذي يتبناه التنظيم، وقائمة بأسماء عناصر تنتمي إلى تنظيمات إرهابية أجنبية، كما وجد بغرفته كتب لتصنيع المتفجرات.
الجيوش
وفى فرنسا أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في عام 2015، أن هناك 10 جنود من القوات الخاصة التحقوا بصفوف تنظيم "داعش"، وأن أحدهم قد تلقى تدريبات خاصة بالتصويب وآليات التكيف خلال الحرب، وخدم بالجيش الفرنسي فترةً طويلة قبل أن يلتحق بشركة أمن خاصة أرسلته في مهام قادته إلى مقابلة بعض المتطرفين.
التواصل الاجتماعي
الكثير من الحيل الأخرى في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام تنظيم "داعش" ببناء حملة دعائية مركبة وناجعة عن طريق استعمال العديد من شبكات الاتصال الاجتماعي، بما يتضمن فيسبوك، تويتر، يوتيوب وواتس اب، هذه المجموعة توظف الخبراء في مجال التسويق، والعلاقات العامة، وإنتاج المواد البصرية لضمان ظهور رسالتهم بهيئة شرعية، حسبما ذكرت شركة الأمن الإلكتروني زيروفوكس، في تقرير خاص.
إحدى الوسائل البسيطة والناجحة التي يمكن عن طريقها توجيه النقاشات عبر الإنترنت إلى الاتجاه المرغوب هو عن طريق استعمال تكتيك اختطاف الهاشتاج، والذي يتم معه استعمال هاشتاج شعبي في موقع التدوينات القصيرة "تويتر" في تغريداتهم لجذب انتباه الأشخاص التي تبحث عن موضوع معين.
ومع هذا التكتيك يمكن لـ"داعش" سخرية الأمر بإرسال تغريدات جهادية ومعادية لأمريكا عن طريق استعمال الهاشتاج وورلد سيريز، وعندما بدأت ألعاب بطولة الترفيه الأمريكي العظيم في شهر أكتوبر.
وعن طريق اختيار هاشتاج التي تخص مواضيع التي تشغل اهتمام الشباب، والتي يبحثون عنها، قالت زيروفوكس: داعش تستطيع ضمان قدرة الأشخاص الذين هم مهتمون بهم على الوصول إلى رسالتهم.
ويستعمل تنظيم "داعش" أيضاً نسخة من برنامج إرسال التغريدات التي تدعهم إستخدام حسابات الأعضاء لإرسال التغريدات عنهم.
"فجر البشائر"، تطبيق والذي كان متوفر حتى الآونة الأخير في عدة متاجر جوجل بلاي، يعطي المستخدمين أخبار حول الأحداث في سوريا والعراق كل لحظة ولحظة، والذي يتضمن إمكانية الإرسال التلقائي لتغريدات داعشية، زيروفوكس قالت أن الفكرة هي وصول التغريدات إلى "المئات او حتى آلاف الحسابات، لإعطاء الإنطباع بأن مضامينهم أكبر وأكثر شعبية من الواقع".
الجنس
أصدرت فيه الأمم المتحدة عبر جمعيتها العامة عددًا من القرارات لمواجهة الاستخدام غير السلمى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منها قرار الجمعية العامة في الدورة 55/28 في شهر ديسمبر عام 2000، والدورة 57/53 في 22 نوفمبر 2002 بشأن التطورات الحادثة والمتوقعة في ميدان المعلومات والإتصالات السلكية واللاسلكية في سياق الأمن الدولي، إلا أن هذه القرارات تواجه بتحركات وتقنيات أكثر تطورا من قبل التنظيمات المتطرفة ليصبح "داعش" هو الأكثر استغلالا لوسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الانترنت من بين التنظيمات المتطرفة فى العالم كله.
يقوم التنظيم الإرهابي باستخدام "فيسبوك وباقى المواقع"، في محتواه الإعلامى عبر المواقع الالكترونية ومواقع السوشيال ميديا، كما يلجأ "داعش" حاليا لحيل جديدة تتعلق بتجنيد الشباب من خلال تطوير تطبيقات للشات والجنس يستقطب من خلالها نساء داعش وشباب الدول العربية وهذا أمر خطير.
وكانت "إيريل" صحفية فرنسية نشرت في 2015 كتابا بالإنجليزية تحت عنوان "في جلد جهادية"، تروي فيه تجربتها المثيرة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث قامت بإنشاء حساب مزيف على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم (ميلودي)، مُدعية فيه أنها فتاة تبلغ من العمر عشرين عامًا، وقد تحولت مؤخرًا إلى الإسلام، وتعيش مع أسرتها في مدينة تولوز الفرنسية، ولديها اهتمام بمعرفة المزيد عن تجربة تنظيم داعش في المشرق العربي.
"آنا"، والتي كانت تتساءل عن الأسباب التي تؤدي إلى اقتناع فتيات من مواطناتها الفرنسيات والأوروبيات بخطاب داعش، مستحضرة العديد من النماذج التي تداولتها وسائل الإعلام كالتوأم البريطاني من أصل صومالي (سلمى وزهرة)، والسيدة سالي جونز وغيرهن.
الصحفية الفرنسية الشابة وتحت اسم ميلودي تعرفت في العالم الأزرق على (أبو بلال الفرانزي) في ربيع 2014، وهو قائد عسكري في تنظيم داعش، وأجرت معه محادثات وثقت لها فيما بعد في كتابها.
ووفقًا لتجربة إيريل، فقد بدأ "أبو بلال" بالتساؤل عن دينها الذي تنتمي إليه، وكذلك عن إمكانية ذهابها إلى سوريا، فضلا عن رأيها في المجاهدين في الدولة الإسلامية. وبمجرد التعرف على هويتها الدينية الإسلامية، عرض عليها الزواج دون أن يعرفها أو يراها من قبل، وكانت حجته في ذلك "يكفي أنها مسلمة"، ودعاها للقدوم إلى سوريا بدعوى أن من يريد أن يكون مسلمًا جيدًا وأن تتم هدايته، يجب أن يقيم في الدولة الإسلامية، فهي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تكون بها مسلمًا جيدًا، وأن الإقامة في الغرب تؤدي بها إلى النار.
اقرأ أيضا..
ويسألونك عن الإرهاب.. خطط المؤسسات الدينية للرد على "داعش" وأخواتها