مستندات.. "المال السايب".. مجلس المدينة ينهش "عرض" السكة الحديد
"المال السايب يعلم السرقة".. مثل شعبي يعني أن المال إذا لم يكن عليه رقيب ولا حسيب فهو عرضة للسرقة، وعندما يتم ذلك لا يمكن محاسبة السارق لأن المال وضع بين يديه ولا يوجد من يحاسبه ولا يدقق في حساباته والنفس أمارة بالسوء.
واستخدم هذا المثل وطبقه بحرفية المغرضون والمحتالون وأصحاب المصالح، للحصول على أملاك هيئة السكة الحديد التي ليس لها "ضابط ولا رابط"، حيث يوجد مساحة محددة تسمى بحرم السكة الحديد على جانبي القطارات، ويجب دخول هذه المساحات في أملاك الهيئة، التي أصبحت مستباحة للجميع بداية من الأهالي التي زرعت وأقامت المباني على هذه الأراضي دون رقيب، وحتى المجالس المحلية التي أنشأت الطرق على جانبي القطارات.
ملايين الجنيهات تصبح سرابًا فى ظل الإهمال وتجاهل المسؤولين والمراقبين بإدارات هيئة السكة الحديد على أملاكها واسترداد حقوق الهيئة.
نشير اليوم إلى جزء بسيط جدًا مما تتعرض إليه أملاك هيئة السكة الحديد، التي تعقد الاتفاقيات بحثًا عن القروض لتجديد القطارات والقضبان، وتخسر يومًا تلو الآخر، إلى السرقة والنهب وإهدار الأموال التي تتعرض إليه في محطة الشهداء خط "منوف- كفر الزيات" بمحافظة المنوفية.
وتم استغلال مساحة من 4 سم إلى 6 قراريط، منهم 4 بمقاس 1078 م خلف المساكن للهيئة بالمحطة على الطريق العمومي، وتقدر قيمة المتر بـ30 ألف جنيه، وذلك يعني أن قيمة هذه المساحة تقدر بنحو 32 مليون و350 ألف جنيه، وذلك من خلال إنشاء موقف للسيارات الأجرة المتجهة لقرى العراقية وسلامون، كما أنشأ مجلس المدينة موقف سيارات متجها لقرى دناصور، وعمروس، في مساحة ما يقرب من 6 قراريط الكيلو متر 16/100، ويقدر المتر بنحو 20 ألف جنيه ليصبح قيمة الأرض 21 مليون جنيه.
فضلاً عن استخدام قطعة أرض مساحتها 1500 متر مربع لتربية الطيور من قبل العاملين بالهيئة داخل وخارج الخدمة قيمة المتر تقدر بـ30 ألف جنيه لتصبح قيمة الأرض 45 مليون جنيه، هذه المخالفات باتت من سنوات ولم يتخذ فيها أي موقف حاسم لاستردادها.
وأخيرًا التمهيد لطريق من 16/800 كم إلى 16/200 داخل سيمافور المسافة الطالعة لمحطة الشهداء موازيًا للسكة الحديد من الجهة البحرية، ويبعد عن القضيب لسير القطارات بحوالي 50 سم فقط، كما يسمح ارتفاع الطريق بمرور السيارات من على قضبان الهيئة، مما يؤدي إلى العديد من الكوارث والحوادث التى نسعى لتجنبها.
تقدم بهذه الشكاوى وحيد الجندي، مراقب برج محطة الشهداء، الذي كافأته الهيئة بنقله من محل عمله، بسبب الاستغاثات التي تقدم بها لإنقاذ أموال الهيئة، معللين ذلك بالعديد من الاتهامات، التي تبين عكسها تمامًا في شهادة تقدير ومكافآت حصل عليها الموظف ذاته من الهيئة في أوقات سابقة.
ومن جانبه، قال محمد محمود، المتحدث الإعلامي لهيئة السكة الحديد، إنه من المفترض وجود حرم على جانبي القطارات تمتلكها الهيئة بنحو 25 متر على الأقل.
وأضاف "محمود" فى تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن نسبة كبيرة من أملاك الهيئة تم الاستيلاء عليها ويصعب استردادها وقت التنفيذ، مشيرًا إلى أنه توجد إدارة بهيئة السكة الحديد تسمى بـ"إدارة الأملاك" وهي المنوطة باتخاذ الإجراءات لاسترداد الأملاك.
وأوضح المتحدث الرسمي لهيئة السكة الحديد، أن الإجراءات التى تتبع فى حالة التأكد من الاستيلاء على أملاك الهيئة هو التقدم ببلاغ للسطلة المحلية وتتحول إلى قضايا، مؤكدًا أن توجد أيضًا الـ"الإدارة المركزية للفحص المالي والإداري" من مهامها التأكد من الشكاوى المقدمة وفحصها.
اقرأ أيضا..
صور| "محلك سر".. رؤساء السكة الحديد بين "التكريمات.. الزيارات.. النفي"
وزير النقل يفاجئ عمال السكة الحديد بمزلقاني الساحل ورملة الأنجب