التوقيت الجمعة، 15 نوفمبر 2024
التوقيت 07:48 م , بتوقيت القاهرة

من يوسف الصديق لمريم العذراء.. تجسيد الأنبياء وصل إلى مصر

عاودت قضية تجسيد الأنبياء من جديد للطرح والجدل، عقب ظهور الفنانة شيرين رضا تُجسد شخصية السيدة مريم العذراء عليها السلام، في فيديو كليب دعائي لرواية موسم صيد الغزلان، وهو العمل الروائي السادس للكاتب أحمد مراد، إذ ارتدت شيرين رضا ملابس تشبه التي عرفت بها رسومات السيدة مريم في الكنائس المختلفة، لتكون ثاني حالة تجسيد للأنبياء إعلاميًا، عقب تجسيد سيدنا يوسف عليه السلام في المسلسل الإيراني يوسف الصديق.


تعد قضية تجسيد الأنبياء من القضايا الشائكة، والتي حسمها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء بحرمة التمثل بالأنبياء أو تجسيدهم، فيما تظل مطالبات السينمائيين والنقاد ملحة بأعمال تجسد الأنبياء والرسل، بحجة أنها تروي سيرهم.


من جانبه طالب المخرج مجدي أحمد علي، السماح من الأزهر الشريف ودار الإفتاء بتجسيد الأنبياء، وظهورهم في أعمال سينمائية، حتى وإن كان وفق شروط يحددها الأزهر  أو الإفتاء، من أجل تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية، مؤكدًا بأن التجسيد لهم سيكون وفق أعمال سينمائية هادفة، حفاظًا على مكانتهم وقدسيتهم.


فيما يؤكد الناقد طارق الشناوي الناقد السينمائي، على أن مسألة التجسيد للأنبياء والرسل والصحابة وحتى الخلفاء الراشدين، فيها تعنت من الأزهر الشريف ودار الإفتاء، مشيرًا إلى أن هناك دول إسلامية جسدت الخلفاء الراشدين في أعمال درامية عديدة كالمملكة العربية السعودية.


وتايع الشناوي أن دولة مثل إيران قامت بتجسيد النبي يوسف عليه السلام، في أحد الأعمال الدرامية ولاقى نجاحًا كبيرًا، وحتى في مصر وصلت نسبة المشاهدات إلى نسب عالية، وأصبح المسلسل من الأعمال الدرامية المحببة للمجتمع، وشرعت إيران في عمل مسلسل يجسد شخصية النبي عليه السلام، فلماذا لايوافق الأزهر على التجسيد؟


في المقابل، وردًا منه على سؤال الشناوي، يقول الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لـمجمع البحوث الإسلامية، بأن مسألة تجسيد الأنبياء والصحابة مرفوضة نظرًا لمكانة وقداسة الأنبياء عليهم السلام، ومراعاة لعصمتهم ومكانتهم، مؤكدًا على أن الرسل والأنبياء هم أفضل البشر.


وأكد عفيفي، بأن حرمة التجسيد للأنبياء والرسل، تقع في أن تجسيدهم ليس مطابقًا لواقع حياة الأنبياء، فالتمثيل يعتمد على الحبكة الدرامية مما يدخل في سيرتهم ما ليس منها، بالإضافة إلى أن مَن يجسد صورة النبي ستبقى هي الصورة العالقة بالأذهان عند ذكر النبي أو الرسول، وهو ما يتنافى مع الصورة الحقيقية لهم.


فيما يشير الدكتور مجدي محمد عاشور المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، إلى أن العلة في تحريم تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية والفنية، هو التجسيد ذاته باعتبار أنهم معصومون، ولهم مكانة أفضل البشر، وهم بهذا أعز من أن يتمثل بهم إنسان.


وأكد عاشور بأن لدار الإفتاء المصرية فتوى حول هذه القضية، وهي فتوى حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية، مبينًا أن أمانة الفتوى بالدار، قالت بحرمة ما تقوم به الأعمال الفنية من تجسيد شخصيات الأنبياء في أي فترة زمنية من عمرهم المبارك، مراعاة لعصمتهم ومكانتهم، فهم أفضل البشر على الإطلاق.


وأكد مستشار المفتي أن هذا الحكم هو ما اتفقت عليه المجامع والهيئات العلمية المعتبرة كمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.


اقرأ أيضا


بالمواعيد.. جداول امتحانات النقل والشهادات الأزهرية


"نهاية أسطورة البخاري".. الجدل يتجدد من المغرب.. والفضول يقتل الآلاف