التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 04:41 م , بتوقيت القاهرة

أنجيلا ميركل.. هل اهتزت صورة المستشارة الحديدية؟

تواجه أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية لمدة 12 عاما، والقائد الفعلي للاتحاد الأوروبي، أزمة غير مسبوقة بعد انهيار محادثات تشكيل الحكومة الألمانية بشكل يهدد بإعادة إجراء الانتخابات من جديد، وربما تأتي النتيجة هذه المرة بخروج المستشارة الحديدية من السلطة.


محادثات لمدة شهرين


بحسب صحيفة "الجارديان"، فإن الانتخابات الألمانية عقدت في سبتمبر الماضي، ورغم أن النتيجة جاءت بالفوز لميركل، إلا أنها لم تحصل على الأغلبية الكبيرة التي تمنحها حرية تشكيل حكومة إئتلافية بأغلبية مريحة من وزراء حزبها.


ما يعني أن المستشارة الألمانية أصبحت في موقف شبيه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي فازت في الانتخابات البريطانية، ولكن لم تحقق أغلبية مطلقة.. فانطلقت محادثات لنحو شهرين لتشكيل ائتلاف جامايكا.


ائتلاف جامايكا


ائتلاف جامايكا


يطلق هذا الاسم على تحالف من ثلاثة أحزاب، هي: الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر.. وبحسب قناة "دويتشه فيله" فإنه كان الحل الوحيد أمام "ميركل" إذا أردات تشكيل الحكومة.


وظلت المحادثات تنتقل من سيئ لأسوأ مع اقتناع الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر بأنهما في موقف أقوى يضمن لهما مقاعد أكثر في الحكومة بينما أنجيلا ميركل لا تريد التنازل.


ميركل


لماذا فشلت المحادثات؟


توقفت المحادثات بسبب عدم حدوث تقدم فيها، خاصة بعدما أعلن كريستيان ليندر زعيم الحزب الديمقراطي الحر الانسحاب منها هذا الأسبوع.


والآن يلوم الخضر والمسيحي الاشتراكي ليندر على فشل المحادثات، في حين تطالب ميركل باقي الأحزاب بتحمل المسؤولية.


ماذا سيحدث إذا لم تغير أي من الأحزاب موقفها؟


بحسب موقع "أتلانتيك" فإن قرار ليندر دفع بالبلاد لمنطقة غير محسوبة ولم تحدث من قبل في تاريخها، حيث يمكن للرئيس الألماني أن يتدخل لأول مرة ويدفع في تجاه تشكيل حكومة أقلية أو أن يدفع من أجل إقامة انتخابات جديدة وذلك رغم أن فرانك فالتر شتاينماير كان أعلن من قبل إنه لا يفضل هذا الخيار.


وربما يتدخل البرلمان ويصوت من جديد لصالح ميركل، ولكن المشكلة هي أنه حتى لو لم تخسر أنجيلا ميركل معركة تشكيل الحكومة فإن صورتها كقائد أوروبا الذي لا يهزم اهتزت وليس من المستبعد أنه بعد فترة قصيرة سيخرج سياسيون متمردون من حزبها يحاولون إسقاطها من زعامة الحزب نفسه مثلما يحدث الآن مع تيريزا ماي.


ميركل وشتاينماير


ماذا يعني هذا بالنسبة لأوروبا؟


بحسب موقع "بازفييد" فإن ما يحدث في ألمانيا سيؤثر فيما خارج حدودها، فألمانيا هي أكبر اقتصاد أوروبي، وميركل كانت الصوت الثابت وقت الأزمات المالية والسياسية.


وفي ملفات مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن تكون هناك جبهة أوروبية واحدة تتفاوض مع لندن في عدم وجود ميركل والزعامة ستذهب لإيمانويل ماكرون الذي لم يثبت أقدامه بعد.


بجانب أيضا الخطر الروسي فبغياب ميركل عن الساحة ستجد دول أوروبا الشرقية نفسها أمام التوغل السياسي الروسي خاصة وأن هناك دولا في وسط أوروبا مثل المجر تؤيد روسيا ضد ألمانيا علنا.


اقرأ أيضا..


ميركل تبدي استعدادها للترشح في حال إجراء انتخابات مبكرة


"ميركل" تلتقي الرئيس الألماني بعد انهيار جهود تشكيل الحكومة