التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 09:33 ص , بتوقيت القاهرة

"القرارت العربية والنووي".. روحاني المعتدل يهاجم الجامعة العربية

في أول رد فعل منه على القرارات العربية للتصدي لتدخلات إيران بالمنطقة، بعد اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في العاصمة المصرية "القاهرة"، هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني، الجامعة العربية، واصفًا إياها بأنها منظمة "متعفنة ومترهلة قديمة وعديمة الأثر"، على حد زعمه.


هجوم روحاني،-المصنف في تيار المعتدلين داخل النظام الإيراني-، جاء في سياق كلمة نقلها التلفزيون الإيراني الرسمي على الهواء مباشرة، أمس الثلاثاء، معلنًا انتهاء تنظيم داعش، وهاجم الجامعة العربية معتبرًا أنها بلا تأثير. منتقدًا في الوقت ذاته مواقفها "الرافضة للتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة".


نهج الرئيس الإيراني المغاير لطبيعته الإصلاحية، ودعواته المتكررة لتبني سياسة الحوار وعدم الصدام فيما يخص علاقات طهران بالدول الخارجية، يراه مراقبون للشأن الإيراني، بأنه انعكاس مباشر لضغوط مؤسسة الحرس الثوري الإيراني على الإدارة الإيرانية في ولايتها الجديدة، منذ مايو الماضي، لاسيما وأن هناك ثمة صراع قوي داخلي، و"قضم أصابع" بين الحرس والرئاسة في طهران، بالإضافة إلي محاصرة أنشطة طهران دوليًا بعدما جددت الإدارة الأمريكية عقوباتها على الأذرع العسكرية التابعة لها.


إمبراطورية الحرس


بات الحرس الثوري الإيراني مجبرًا على تقليص امبراطورية أعماله بدرجة كبيرة، في وقت يتعرض فيه بالفعل عدد من كبار قادته للاعتقال في إطار محاولات الرئيس حسن روحاني الحد من النفوذ الاقتصادي والمالي لأكبر جهاز أمني في البلاد، حسب تقرير نشرته صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية.


وأكد مسؤول رفيع في الحكومة الإيرانية تحدث للصحيفة البريطانية، منتصف سبتمبر الماضي، أن الحرس الثوري الذي يهيمن على قطاعات حيوية مثل النفط والغاز والاتصالات والتشييد، شرع العام الماضي في إعادة هيكلة بعض الشركات القابضة وإعادة ملكية البعض الآخر إلى الدولة.


وشرع النظام العام الماضي في اتخاذ تلك الإجراءات، لكن بحذر، لكي لا يضعف من قدرات أقوى ذراع أمنية في إيران، وبدأت الحكومة في تنفيذ الإجراءات عقب الانتقادات التي أثارها الرئيس حسن روحاني عن دور الحرس الثوري في الاقتصاد، الذي أبلغ به المرشد علي خامنئي، الذي انتقد الثروات الطائلة التي جمعها أعضاء الجهاز القوي الذي يبلغ عدد منتسبيه أكثر من 120 ألف عضو، بحسب المسؤول الحكومي.


ترامب والنووي


ويعد "الملف النووي" ضمن الضغوط الأبرز التي تلف عنق نظام طهران، خاصة بعدما دعت الاتحاد الأوربي، أمس الثلاثاء، إلى منع الولايات المتحدة من نسف الاتفاق النووي لعام 2015 معها والمعترف به دوليًا.


وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، في اليوم الثاني من المحادثات حول الاتفاق النووي مع طهران ووضع حقوق الإنسان في إيران: "يجب أن يكون إنقاذ الاتفاق النووي على رأس أولوياتنا"، ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن المتحدث قوله، إن "الاتفاق يشكل نموذجًا للعالم لحل النزاعات الدولية".


وشكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ووصفه بأنه "واحد من أسوأ" الصفقات التي أبرمتها الولايات المتحدة.


عقوبات


وفي الوقت الذي لم تمض ساعات على القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية تجاه إيران، حتى لاحقتها الولايات المتحدة بمجموعة جديدة من العقوبات شملت مجموعة من الأفراد والشركات، بسبب الدعم الذي تقدمه طهران للتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.


جاء القرار الأمريكي بعد اتهام هؤلاء الأفراد بتزييف أوراقًا نقدية يمنية قد تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث تحايلت الشبكة المذكورة على قيود التصدير الأوروبية من أجل تقديم الإمدادات ومعدات التزييف.


وفي السياق ذاته، دافع الرئيس الإيرانى حسن روحانى، مطلع أكتوبر الماضي، بشدة عن خصومه السابقين في الحرس الثوري، مع تكاتف البراجماتيين والمحافظين في مواجهة تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وربما يكون لإدراج واشنطن للحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية تداعيات اقتصادية، إذ أن للحرس نفوذًا اقتصاديًا كبيرًا في إيران، في حين أن البنوك الدولية مطالبة بالتأكد من أن عملاءها ليسوا مدرجين على القائمة السوداء، وكانت واشنطن قد أدرجت في قائمتها السوداء عددًا من الكيانات والأفراد الداعمين لأنشطة الحرس الثوري، لكنها لم تضم الحرس ذاته لتلك القائمة.


وكان وزراء الخارجية العرب، عقدوا الأحد، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، اجتماعًا طارئًا؛ لبحث سبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتقويضها للأمن والسلم العربيين؛ استجابة لطلب المملكة العربية السعودية.


وخلص الإجتماع على إتخاذ عدد من القرارات للتصدي للممارسات الإيرانية وتدخلاتها في شؤون المنطقة، وهي: حظر بث الفضائيات الممولة من إيران عبر الأقمار الصناعية العربية، ومخاطبة مجلس الأمن الدولي لتوضيح الخروقات الإيرانية فيما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ البالستية، إلى جانب اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وتحميله مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية، إضافة إلى تحذير الجامعة العربية لإيران من مغبة استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ومخاطبة المجتمع الدولي بشأن تهديداتها.


اقرأ أيضًا..


خاص.. باحث بالشأن الإيراني: طهران قلقة بعد التصعيد مع السعودية


انفوجراف.. 4 قرارات عربية رادعة للتدخلات الإيرانية في المنطقة


توافق عربي ودولي حول مواجهة أنشطة إيران العدائية.. تعرف على التفاصيل


خاص| باحث بالشأن الإيراني: السعودية تسعى لتقليم أظافر طهران بالمنطقة