مباراة القرن.. "العائدون من الموت" يطرقون أبواب الجحيم في تحدي مارادونا وبيليه (1)
السادسة مساءًا – مختبر العالم يوهانز - مدينة ستيرازا – عام 2070
تنفس ستارليت يوهانز الصعداء بعد أيام من العمل الشاق، بالكاد يستطيع الآن إسناد ظهره إلى أريكته ليلتقط أنفاسه بعد عناء، لكن مساعده ستيفن كان له رأي آخر.
ستيفن: سيدي يوهانز، هناك ضيف قادم من بعيد يريد مقابلتك، هل أسمح له بالدخول؟ - هز يوهانز رأسه بالموافقة دون أن يُرهق لسانه بعناء الرد.
ثوان قليلة حتى دخل عجوز شارف على الثمانين، ظهرت على ملامحه سعادة بالغة وانبهار بعظمة المكان، ليباغته يوهانز: "أهلا بك، تفضل".
- أعرفك على نفسي، ألفارو دوس سانتوس، قادم إليك من جزيرة إيبيزا، أما عملي، فكنت أحد المطورين لأشهر ألعاب الفيديو في إحدى الشركات العملاقة قبل التقاعد.
لم يكلف يوهانز نفسه سوى ابتسامة مُرحبة لضيفه القادم من بعيد، ليشير له بصمت ليجلس، قبل أن ينطق أخيراً "كيف يمكنني مساعدتك يا سيد ألفارو؟".
نظر دوس سانتوس إلى المساعد ستيفن بابتسامة تملأها سعادة مبهمة، قبل أن يتجه بأنظاره نحو يوهانز: "سيد يوهانز، لقد علمت مؤخرا باختراعك العظيم، الذي أبهر كل من سمع به".
تبسّم يوهانز قبل أن يواصل ألفارو الحديث: "لن أطيل عليك فأنت تعلم مدى عظمة ما صنعت، لكن اسمح لي بأن أشاركك تجاربك وأعرض عليك ما جئت إليك من أجله، لكن قبل أن أتحدث، تأكد تماماً أن موافقتك تعني تحقيق حلمي الأخير في الحياة، ومن بعده يا مرحباً بالموت".
لم يعلق يوهانز ليواصل ألفارو حديثه: "سيدي أنا أحد عشاق كرة القدم، والعُمر لم يتبق منه إلا القليل، لذا أريد منك مساعدتي على مشاهدة آخر مباراة في حياتي، المباراة الحلم، والتي سيمكنني اختراعك العظيم من مشاهدتها".
واصل ألفارو: "أعلم أن بمقدورك بهذا الإختراع إيقاظ الموتى وإعادتهم بالزمن للوراء في شبابهم، فهل تسمح لي بتحقيق حلمي وإعادة مجموعة من أساطير الكرة وخوض مباراة تجمعهم جميعاً في ملعب واحد؟".
هنا حان الدور على لسان يوهانز أن يتحرك، وبالكاد نطق: "سيد ألفارو أقدر شعورك وشغفك بلعبة كرة القدم، رغم عدم فهمي حتى الآن سر تعلقكم بهذه اللعبة، لكن لا بأس، ليس لدي مانع في تحقيق حلمك، فأنا أقدر قدومك لي من بعيد، هيا بنا..".
امتلأ قلب ألفارو بالسعادة بعد استجابة العالم الكبير لرغبته في لمح البصر، لينهضا سويا إلى غرفة جانبية، ليشير إليه يوهانز بارتقاء أحد المعدات المتواجدة داخل المختبر، ويطلب منه تسمية أحد الأموات، ممن يريد لهم العودة من الموت لخوض مغامرته التي يحلم بها.
لم يفكر ألفارو طويلا، فأجاب سريعا: "هل يمكنني استدعاء شخصين؟"، أجابه يوهانز: "بالطبع"، ليقول ألفارو: "أطلب استدعاء دييجو مارادونا وبيليه".
طلب يوهانز من ألفارو الضغط على ذر أمامه أثناء نطق الاسمين من جديد، وماهي إلا ثوان معدودة حتى حضر الأسطورتين أمام ألفارو، الذي ظهرت الدهشة على ملامحه، وقام من مقعده لأجل مصافحة العظيمين، اللذان ظهرا في شبابهما، فالاختراع يعيد الموتى إلى الحياة بعمر الـ24 عاماً.
- إنه لشرف عظيم أن ألتقي بكما مجددا، فقد سبق لنا اللقاء في حياتكما أثناء تعاونكما مع الشركة التي عملت بها في أحد إصدارات إحدى نسخ ألعاب الفيديو، ولن أطيل عليكم: "هل تسمحا لي بخوض مباراة يقود كل منكما فريقا ضد الآخر".
تبسم مارادونا ونظر إلى بيليه بتعالي وغرور: "أوووه أخيرا سأحصل على الفرصة التي تمنيتها لسنوات يا صديقي؟ أنا وبيليه وجهاً لوجه في أرض الملعب؟ يالها من فكرة عظيمة، الآن سيعرف العالم من هو الأفضل بيننا".
تعالت ضحكات بيليه، الذي اقترب من وجه الأرجنتيني، قائلاً: "يالك من متعجرف كما عهدتك، لقد حسم التاريخ هذا لصالحي، وكأس العالم يشهد على ذلك، لكن دعك من الماضي، هيا بنا ليشهد العالم من جديد هزيمتك المعتادة أمامي، لكن هذه المرة سنلتقي لأول مرة فوق العشب الأخضر وجهاً لوجه، لترى من هو بيليه؟".
بدت سعادة مفرطة على وجه ألفارو، وجلس يوهانز ليتابع من بعيد ما يحدث، في الوقت الذي طلب فيه مارادونا من بيليه اختيار فريقه الذي سيخوض به المباراة، ليرد البرازيلي: "سأترك لك حرية الاختيار حتى لا تتعلل بشيء بعد الهزيمة".
مارادونا لم يعلق وسرعان ما نطق بتشكيلته: سأواجهك بفريق لا طاقة لك به، تشكيلتي ستكون كالآتي:
أما بدلاء فريقي فهم: بيتر شمايكل، جون تيري، داني ألفيس، جيرد مولر، تييري هنري، ستيفن جيرارد، تشابي ألونسو.
لم يفكر بيليه وقال: يالها من تشكيلة قوية، لكن انظر إلى هؤلاء:
أما بدلاء فريقي فهم: كاسياس، أشلي كول، بلاتيني، فان باستن، روبرتو باجيو، لامبارد، روماريو.
نظر الأسطورتان لبعضهما ثم إلى التشكيلتين، وقال مارادونا: "حقا، إنها مباراة القرن، لكن انظر إلى هجومي، أعتقد أن فريقك سيصب اللعنات عليك بعد رؤية تشكيلتي".
بيليه ضحك بصوت عال مجيباً: "يالك من مسكين، فلتذهب لرؤية لاعبي فريقك، ربما قد غلبهم البكاء بعد رؤية ثلاثي الدفاع، عليك الذهاب إليهم مسرعاً لتمسح دموعهم".
- هذه المرة لن أجيب عليك، لنترك الملعب يجيب، هيا بنا ليحكم بيننا المستطيل الأخضر.
فجأة وجد ألفارو نفسه في مدرجات ملعب يسع 150 ألف متفرج، والصخب يكاد يصم الأذان، ومارادونا يقتحم بفريقه أرض الملعب، لتتوالى الصيحات والهتافات، قبل أن يتبعه بيليه بفريقه، لتهتز أرجاء الملعب قبل بدء المعركة التاريخية، والحكم "كولينا" يستعد هو الآخر لإدارة مباراة القرن، قبل أن يتجه كريستيانو رونالدو إلى المدرجات ويطلق صيحته الشهيرة "Siiiii" لينفجر الملعب بصيحات الجماهير، ليكتفي ميسي بابتسامة ساخرة ويشير للبرتغالي: "لا تنشغل بالمدرجات، هيا بنا لألقنك درساً جديداً ...".
الحلقة الثانية:
مباراة القرن - معركة "العائدون من الموت".. مارادونا وبيليه ضحايا مؤامرة "شيطانية" (2)