التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 03:00 ص , بتوقيت القاهرة

لهذا السبب يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية في إسرائيل

ربما لم يتسبب قانون في حالة انقسام داخل إسرائيل مثلما تسبب قانون فرض الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي على اليهود "الحريديم"، وهو القانون الذي تم التصويت عليه في مارس 2014 وما زال يتسبب في إشعال الاحتجاجات والمظاهرات العنيفة بإسرائيل حتى اليوم.


لماذا يرفض اليهود الأرثوذكس الخدمة العسكرية؟


بحسب مواقع تابعة لليهود الأرثوذكس فإن العديد من أبناء الطائفة التي تسمى أحيانا بـ"الحريديم" كانوا يعيشون في أرض فلسطين قبل قيام الدولة الإسرائيلية وهم معارضون للصهيونية وضد إقامة وطن لليهود في فلسطين.


أما سبب عيشهم في الأرض التي يرفضون إقامة وطن لهم فيها، فهو أنهم جاءوا للعيش فيها لدراسة التوراة والبقاء في الأماكن المقدسة للعيش بسلام مع باقي أهل المنطقة أيًا كانت ديانتهم، ولم يأتوا لأي غرض سياسي.


وهناك سبب آخر لمعارضتهم الخدمة العسكرية أو قيام الدولة الإسرائيلية نفسها، وهو أنهم يرون الحكومة الإسرائيلية حكومة علمانية حوّلت الديانة اليهودية لحركة سياسية قومية وعلمانية وضربت الجانب الديني تمامًا.


اليهود الحريديم


زوار منتصف الليل


ليست مظاهرات اليهود الحريديم كلها بسبب رفض الخدمة العسكرية فقط بل أيضا بسبب ما يصفونه بوحشية الشرطة الإسرائيلية في التعامل معهم.


وبحسب مجلة "الإيكونوميست" فإن الحريديم يروون ممارسات عنيفة من الشرطة ضد من يرفضون التجنيد، حيث يتم اقتحام منازلهم ليلا، وجرهم منها للسجون، والبعض منهم يظل فيها لشهور أو سنوات بلا محاكمة.


أما من يتظاهر في الشارع فيتعرض للضرب والسحل والاعتقال.


وتشير المجلة إلى أنه في بدايات تأسيس الدولة الإسرائيلية سمح ديفيد بن جوريون لنحو 400 من الحريديم بتجنب الخدمة العسكرية للتفرغ للحياة الدينية ودراسة التلمود والتوراة.


وتقول المجلة إن بن جوريون ربما فكر وقتها إن عددهم قليل ولن يكون له تأثير يذكر ولكن الآن العدد يتخطى 60 ألفا يرفضون التجنيد.


وحتى مع تزايد عدد اليهود الحريديم الذين يخدمون في وحدات منفصلة بالجيش الإسرائيلي فإن هذا العدد لا يزيد عن نسبة ضئيلة من الأعداد التي يريد نتنياهو إضافتها للجيش الإسرائيلي.


كابوس سياسي


تشير المجلة أيضًا إلى أن الوحدات الخاصة بالحريديم لها قوانينها الخاصة حيث فصل بين الجنسين، وهو ما يعني أنه ليس الكل متحمسًا لإضافة المزيد من الجنود المتشددين الذين سيدمرون مبدأ المساواة في الجيش الإسرائيلي.


وهناك كابوس تسجيل وتوزيع هؤلاء المجندين الجدد على وحدات تناسب عقائدهم الدينية.


كذلك هناك الجزء السياسي من الأزمة.. فالأحزاب السياسية الحريدية كانت دوما جزء من الائتلاف الحكومي في إسرائيل، وإثارة بنيامين نتنياهو لغضبها الآن ربما يتسبب في إسقاط الحكومة لو أرادت.
 


اقرأ أيضا


علمانيو إسرائيل يطالبون الحريديم بالهجرة إلى إيران


علمانيو إسرائيل يتوقعون حربًا أهلية قريبًا