التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:42 م , بتوقيت القاهرة

ميركل تقوم بمحاولة أخيرة لتشكيل حكومة وتجنب أزمة

تقوم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الأحد بمحاولة اخيرة لتشكيل حكومة فى البلاد وتجنيب بلادها وأوروبا مرحلة اضطراب ستعني بالنسبة لها نهاية حياتها السياسية أيضا.


وكانت ميركل التى تحكم المانيا منذ 12 عاما، ومعسكرها المحافظ فازا فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى نهاية سبتمبر الماضي.


لكن نتيجة الاقتراع كانت الاسوأ التى يسجلها المحافظون منذ 1949 بسبب تقدم اليمين المتطرف الممثل بحزب البديل من اجل المانيا الذى يستفيد من استياء جزء من الرأى العام من وصول اكثر من مليون طالب لجوء.


لهذا السبب، تواجه ميركل صعوبة فى التوصل الى اغلبية فى مجلس النواب حيث قرر الاشتراكيون الديموقراطيون الا يواصلوا الحكم معها بعد هزيمتهم فى الانتخابات.


مهلة


تجرى ميركل منذ اكثر من شهر مفاوضات شاقة جدا بهدف تشكيل تحالف مع الحزب الليبرالى الديموقراطى ودعاة حماية البيئة (الخضر)، وهو تحالف لم يختبر فى المانيا من قبل.


ويبدأ اجتماع الفرصة الاخيرة عند الساعة 11,00 (10,00 ت غ) من الاحد ويفترض ان ينتهى مساء مع امكانية تمديده. وكانت مهلة اولى انتهت مساء الخميس بدون التوصل الى اى نتيجة. والقضايا الخلافية كثيرة من سياسة الهجرة الى البيئة والاولويات الضريبية واوروبا.


وقال فولكر كاودر احد المقربين من ميركل مساء السبت "نحن مقتنعون بان قرارا سيتخذ الاحد ولدينا وقت طويل لاستكشاف الوضع".


وفى حال لم يتم التوصل الى نتيجة، يفترض ان تعود المانيا الى صناديق الاقتراع مطلع 2018. وفى هذه الحالة، ستجرى الانتخابات بدون ان تكون ميركل على رأس الاتحاد الديموقراطى المسيحي. لذلك يبدو مصيرها مرتبطا بنجاح المشاورات التى تجريها حاليا.


وقال الخبير السياسى فى جامعة بون فرانك ديكير لقناة البرلمان الالمانى التلفزيونية "فينيكس"، ان "من مصلحة ميركل ولادة حكومة لان اى فشل سيعنى ايضا انتهاءها" سياسيا.


وضعفت ميركل الى حد كبير داخل معسكرها المحافظ منذ ادائها السيء فى الانتخابات التشريعية الاخيرة.


بموقفها الوسطى وقرارها فتح حدود البلاد فى 2015 امام مئات الآلاف من المهاجرين، ما زالت تثير جدلا داخل حزبها الاتحاد الديموقراطى المسيحى وحليفه البافارى الاتحاد الاجتماعى المسيحى الذى يطالب بالتحول الى اليمين.


وكتبت صحيفة "بيلد" الاوسع انتشارا فى المانيا ان "تحالف المستشارة على المحك فى نهاية هذا الاسبوع"، مشيرة الى انه "فى حال اخفقت يمكن ان تدخل فى مرحلة اضطراب بسرعة".


وكشف استطلاع للرأى نشرت صحيفة "دى فيلت" نتائجه الاحد ان 61,4 بالمئة من الالمان يعتقدون انها لا تستطيع ان تبقى فى منصبها فى حال اخفقت فى مفاوضاتها لتشكيل ائتلاف حكومي.


- خلاف حول المهاجرين -


تشكل سياسة الهجرة فى المانيا العقبة الرئيسية منذ وصول عدد هائل من اللاجئين الى البلاد.


ويريد المدافعون عن البيئة استئناف لم شمل العائلات للاجئين الذين لا يتمتعون سوى بتصاريح مؤقتة للاقامة، وهو اجراء متوقف حاليا.


لكن الاتحاد الاجتماعى المسيحى يرفض ذلك بشدة. وقال احد قادته الكسندر دوبريندت ان "القضية تتعلق بمعرفة ما اذا كنا نريد تشجيع صعود اكبر لليمين المتطرف فى بلدنا".


ويرى "الخضر" ان جهود مكافحة التلوث (الناجم عن السيارات والفحم) غير كافية بينما يطالب الليبراليون بخفض اكبر فى الضرائب.


وقال زعيم الاتحاد الاجتماعى المسيحى هورست سيهوفر "ما زال لدينا جبل من القضايا التى يجب حلها".


ويبدو معظم المسؤولين اقل تفاؤلاء مع تقدم الوقت.


وفى حال الفشل، ستبدأ مرحلة شكوك سياسية كبيرة فى المانيا واوروبا حيث ينتظر شركاء برلين لمعرفة من سيعمل معهم على مشاريع انعاش الاتحاد الاوروبى ومنطقة اليورو الذى يناقش منذ اسابيع.


اقرأ أيضًا 


ميركل تتوجه إلى بروكسل للمشاركة في قمة الشراكة الشرقية الأوربية


 ميركل تحذر من "محادثات صعبة" قبيل انتهاء مهلة الاتفاق على ائتلاف