مرصد الأزهر: حركة الشباب الصومالية تحشد عناصرها بإصدار مرئي جديد
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف من خلال وحدة رصد اللغات الإفريقية، إن حركة الشباب الصومالية أصدرت نشرة مرئية لها بثّته مؤسسة الكتائب للإنتاج الإعلامي الجناح الإعلامي لحركة الشّباب الصّومالية، بعنوان: "وأغلظ عليهم"، وبلغت مدته 20 دقيقة، لحشد مقاتليها من جديد.
وأضاف المرصد أن الإصدار يصوّر الهجوم الذي شنّته الحركة على معسكر للقوات الصومالية في بلدة "بولو جدود" الواقعة على بعد حوالي 30 كيلو من مدينة كسمايو بولاية جوبا، حيث تتمركز وحدات من القوات الحكومية والتي يتم تجهيزها لشن هجوم على معاقل حركة الشباب في ولايتي جوبا السفلى والوسطى التابعتين لولاية جوبا.
وجاء الهجوم بعد ساعات من زيارة رئيس ولاية جوبا أحمد مدوبي إلى المعسكر، ناشد فيها الجنود للاستعداد لهجوم وشيك على مواقع للحركة في الولاية.
وأوضح المرصد أن الإصدار الذي جاء باللغتين العربية والصّومالية استهل بمشهد للانتحاري أحمد عبد العزيز عبد الله "معتصم" مستقلًا شاحنة معلنًا التاريخ والمهمة التي هو مقدم على تنفيذها، وأنّه يطلب من المسلمين الدعاء له، مطلقًا على القوات المتمركزة بالمعسكر "المرتدون" وأنّهم المناظير التي ينظر من خلالها الكفار، وعيونهم التي يبصرون بها. وأنّهم البوابة التي من خلالها دخل من أسماهم "الغزاة" إلى البلاد.
ثمّ يوجّه خطابه للمجاهدين – على حسب زعمه – بقوله: "لا تضيعوا دماء الشهداء. واسلكوا سبيل الذين قضوا نحبهم في هذا الطريق". وبعد هذا المشهد الافتتاحي تحوّل الإصدار من إصدار توثيقي لعملية الهجوم على المعسكر إلى مجموعة من الخطب والكلمات لقادة الحركة بهدف استثارة المتلقي وبيان أنّ ما تقوم به الحركة إنّما هي حرب مقدّسة يخوضها مجاهدون دفاعًا عن الإسلام نصرةً للمسلمين. وقد صحب هذه الكلمات والعبارات الحماسية عرض بعض الصّور لضحايا الهجوم وكأن الحركة تتباهى بعرض مشاهد قتلاها والخراب الذي تسببت فيه بإجرامها واعتدائها الوحشي.
ثم اختتم الإصدار بعرض وصية الانتحاري أحمد عبد العزيز عبد الله لزملائه داعيًا إياهم بمواصلة الجهاد ومقاتلة الكفّار - حسب الإصدار - فأي جهاد هذا؟! ومن أين لهؤلاء بالحكم على غيرهم بالكفر والردة؟! إنّ الإسلام ما كان يومًا دين تكفير وتقتيل وافتخار بمشاهد القتل والدّم، إنّما هو دين الرّحمة حتى مع الأعداء في حالة الحرب، دين يرعى الادمية ويحترم كرامة الإنسان.
وتعليقا على الإصدار قال مرصد الأزهر لـمكافحة التطرّف، إن هذا الإصدار يمثّل تطوّرًا خطيرًا؛ إذ يسعى لاستجماع قوى عناصر الحركة والبحث عن مجد ولو بحادث مضت عليه أسابيع، علّه يعيد للحركة شعورها بالقوة ولعناصرها الإحساس بالثقة التي تعرّضت لهزة عنيفة لاسيّما مع تدخّل أطراف أخرى في الصّراع بقوة كقيام القوات الأمريكية بتنفيذ غارات جوية استهدفت عددًا من المعاقل والمخابئ الخاصة بالحركة.
وأيضًا الدّعم العسكري الذي تلقته الصّومال مؤخّرًا من بعض دول الجوار استجابةً منها لدعوة التي أطلقها الرئيس محمد عبدالله فارماجو وعملًا على المساهمة في القضاء على هذه الحركة.
كما يرى المرصد أنّ الإصدار يعمل على استنفار الشّباب سواء المنضمين منهم للحركة أو غير المنضمين إليها من خلال عرض مجموعة من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وتأويلها بتأويلات توافق هوى الحركة ومبادئها البعيدة كل الابتعاد عن مبادئ الدين ومقاصد الشريعة، وأسس الفطرة الإنسانية السويّة.
اقرأ أيضًا ..
مرصد الأزهر: إسبانيا تعترف بأن الإرهاب ليس من الإسلام
رئيس برلمان المجر: جهود الأزهر نزعت الغطاء الديني عن ممارسات الإرهاب