"المزارع البيضاء".. كيف دمر روبرت موجابي اقتصاد زيمبابوي؟
يرجع الكثيرون انقلاب زيمبابوي لصراع على السلطة بين العسكريين القدامى وبين جريس موجابي زوجة الرئيس، لكن الأزمة أعمق من هذا وتمتد لسنوات سابقة بسبب الاقتصاد والعنصرية القديمة بزيمبابوي والمتمثلة في قصة المزارع البيضاء.
المزارع البيضاء وسلة الخبز
في الماضي كانت زيمبابوي تعرف بلقب "سلة الخبز الإفريقية" وذلك بسبب المزارع التي كان معظمها في يد المواطنين البيض أصحاب الأصول الأوروبية.
وبحسب "فاينانشال تايمز" فإن الأمور تغيرت تدريجيا مع وصول موجابي للحكم.. ففي البداية أراد تقديم نموذج متسامح وقام بتعيين عدد من الوزراء البيض في حكومته، إلا أن فترة السلام لم تدم حيث بدأت الهجمات العنصرية ضد البيض واستبعادهم من السياسة تدريجيا حتى عام 2000 عندما قرر روبرت موجابي صراحة طرد أعداد كبيرة من ملاك المزارع البيضاء.. وهو ما كان يسميه بـ"الإصلاح الزراعي".
وكان المستفيد الأكبر من عمليات المصادرة هم رفاق موجابي من العسكريين القدامى، والمتعصبين من السود الأفارقة الذين تملكوا هم المزارع.
التدهور يبدأ
بعد وقت قصير من عمليات المصادرة بدأ انهيار الاقتصاد في زيمبابوي حيث ذكرت قناة "سكاي نيوز" الإنجليزية كيف أن إنتاج الطعام انخفض للنصف في التسعينيات بعد أول موجة هروب بيضاء ثم في الفترة التي تلت عمليات المصادرة، حيث انخفض الإنتاج أكثر وارتفع التضخم من 59% إلى 600% في عام 2003 وأوقفت الدول الأجنبية مساعدتها للبلاد بسبب سياسات موجابي العنصرية.
وفي 2004 زاد التضخم إلى 66.200% وفي نهاية 2008 بلغ التضخم 80%، أما في 2007 فكان الرد الحكومي على كل هذا هو إعلان أن "التضخم أمر غير قانوني"، وأي شخص يرفع أسعار البضائع كان يتم اعتقاله وجمدت الحكومة أجور الموظفين.
وزادت عنصرية موجابي ضد البيض حيث أصدر قانون صريح بمنع تملك البيض لأي أراض في البلاد، على الرغم من عدم خبرة الملاك السود الجدد في الزراعة.
وفي 2014 قال إنه لن يحاكم أي شخص أسود يقتل أبيض مهما كانت الدوافع.
العودة البيضاء
إلا أن استمرار التدهور وعدم تحسن الأوضاع وسط تقارير عن قرب المجاعة، أعلن موجابي السماح بعودة المزارع البيضاء والملاك المزارعين من البيض، وقال موقع "كوارتز" الاقتصادي صراحة "موجابي يترجى عودة البيض".
ولكن إن كان موجابي يظن أن الأمور ستتحسن فإن الأمر لم يكن كذلك، فبخروج البيض كان المستفيدون من السود والعسكريين القدامى في وضع أفضل بكثير، ولا يريدون تغييره.
كذلك دخلت الاستثمارات الصينية للبلاد على العديد من المزارع لدرجة امتلاء العاصمة هراري بالعديد من المطاعم الصينية والمولات وأحدها كانت تكلفته 200 مليون دولار أمريكي، وكل هذا كانت استثمارات غير حقيقية ربما توفر وظائف لكنها لا تعوض الإنتاج الذي خسرته البلاد.
وفي النهاية جاء الانقلاب العسكري ليطيح بأي خطط لعودة المزارع البيضاء.
اقرأ أيضًا
فيديوجراف.. جريس موجابي وموزا.. نساء خربت دول