فيديو| بعد وفاة سائق بمستشفى "تلا".. نكشف تفاصيل معركة "الساعة ونصف"
الإهمال وعدم تقدير المسؤولية الطبية، قد يكونا السبب في إزهاق أرواح البشر دون تقدير من الجهات المسؤولة عن قيمة هذه الأراواح البشرية، وهنا تكون النقطة الفارقة التي تعمي الأبصار، وتعلو معها روح الانتقام، تفسير مختصر لما حدث من واقعة وفاة سائق بمستشفي "تلا" المركزي بالمنوفية، بعد إصابته في حادث ونقله للمستشفى لتلقي العلاج، ليلقى حتفه هناك، ومع وفاته سيطرت حالة من الغضب والحزن على ذويه، ومن هنا بدأت القصة.
بشروق شمس الإثنين الماضي، تفاجأ الجميع باعتداء أهالي مريض وأقاربه على الأطباء والعاملين بمستشفى تلا بالمنوفية، بعد وفاة مريض متأثرًا بإصابته في حادث سيارة، وبرهن أهالي المريض هذا التصرف بأن المستشفي لم تتبع الإجراءات اللازمة لإسعاف المريض مع التباطؤ في طلب المستلزمات والأجهزة اللازمة داخل العمليات ما أودى بحياة مريضهم، في الوقت نفسه رفض الطرف الآخر الاتهامات الموجهة إليهم، واصفين الاعتداء بأنها عمليات بلطجة علنية دون تخوف من العقاب القانوني.
"دوت مصر" قرر البحث عن أسباب الوفاة، لمعرفة الطرف المُخطئ في الواقعة، والبداية كانت من مدير المستشفى بعد معرفة اتهامات أهل المريض، فحديث الدكتور أيمن بدر، مدير مستشفى تلا بالمنوفية لم يختلف كثيرًا عما هو متعارف قائلًا: "تلقينا إشارة باصطدام سيارة بعمود إنارة أسفرت عن إصابة 8 أشخاص بينهما 4 حالات حرجة، تم عمل الإسعافات الأولية للمصابين على أكمل وجه دون تقصير، بتواجد طاقم الأطباء بالكامل، وتم تحويل الحالات الحرجة لمستشفى شبين الكوم التعليمي، ولكن إحدى الحالات لفظت أنفاسها الأخيرة قبل نقلها.
اعترافات العاملين
حديث مدير المستشفى أبعد الشبهة عن تسبب طاقم العمل في حالة الوفاة، لكن محرر "دوت مصر" لم يكتف بحديثه فعادة ما يبرر المسؤولون أخطاء عامليهم، فانتقلنا إلى رامي نصار، رئيس فريق التمريض بمستشفى تلا المركزي، والذي أوضح أن المستشفى استقبل مصابي الحادثة الساعة 8.30 مساء، ووجد طاقم العمل حوالي 12 مصابًا، اثنان منهم يحتاجون إلى شرائح ومسامير تم على الفور عمل ذلك، أما السائق فقد كان يعاني من نزيف في الرقة وآخر في المخ، فتم وضع المريض على جهاز تنفس صناعي وانتظار قدوم سيارة إسعاف مجهزة من مدينة شبين الكوم حيث لا يوجد بمستشفى تلا هذه السيارة، أما عن الأطباء فكانوا متواجدين بالكامل، وبعد مضى دقائق توفى المريض.
بعد وفاة المريض بدقائق معدودة وقبل إبلاغ أهل المريض بوفاته تفاجأ طاقم العمل بدخول حوالي 65 شخصا من أقارب وأصدقاء السائق المتوفي، وقاموا بتحطيم جهاز التنفس الصناعي، جهاز الايكو (رسم القلب والموجات الصوتية)، وجهاز تخدير، بالإضافة إلى الاعتداء على الأطباء والممرضين، مشيرًا إلى استمرار التعدي على العاملين لمدة ساعة ونصف، ما تسبب في إصابة أطباء بجروح خطيرة على رأسهم دكتور محمد عبيد، أخصائي الباطنة، والذي يعاني من نزيف في الرقة ويوجد بالعناية المركزة، كما وصلت خسائر المستشفى مليون ونصف المليون جنيه.
ربما يكون نقص الأدوات هي من أودت بحياة المريض وربما لا، رئيس هيئة التمريض اعترف أن المستشفى تعاني من نقص في المستلزمات الطبية فالمريض يتطلب منه شراء الشاش والقطن واللازق الطبي على نفقته الخاصة، بالإضافة إلى بعض الأدوات الطبية الأخرى.
مخالفات سابقة
اعترافات رئيس هيئة التمريض، أوضحت بعض النقاط الجديدة في الواقعة، وهي نقص في المستلزمات والأدوات الطبية، لكننا قررنا البحث عن تجاوزات أخرى للمستشفى في دفاتر الجهات الحكومية المسئولة عن متابعتها، وبالبحث اكتشفنا قيام هيئة الرقابة الإدارية بمحافظة المنوفية، برئاسة العقيد فاروق القواص، في أول أغسطس الماضي، بشن تفتيش بالتنسيق مع لجنتي من إدارة شئون البيئة بالمحافظة ومديرية الصحة، داخل مستشفى تلا، ووجدت اللجنة تراكم أكوام القمامة، وهو ما يعد خطرًا حقيقيًا على حياة المرضى الموجودين، مع نقص في المستلزمات الطبية لإسعاف المرضى ما يجعل حياة داخلها "على كف عفريت".
اقرأ أيضًا..
صور| "حلفا البر".. علاج الكلى وحارق الدهون الذي أوصى به عالم الطب الشهير
فيديو وصور| قصة أصغر سائق حنطور في مصر.. نهارًا طالب وليلًا "سندباد العشاق"