كشفت صحيفة إيرانية عن فضيحة جديدة بشأن عملية الصادرات الواردة من طهران صوب إمارة قطر، على خلفية التقارب الوطيد بعد أزمة الدوحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مشيرة إلى وجود عمليات احتيال تورط بها رجال أعمال إيرانيين خلال صفقات الواردات الغذائية إلى الإمارة الخليجية بهدف إغراق الأسواق بها، إلى جانب وجود كميات كبيرة من البضائع الفاسدة بين الشحنات المصدرة.

كنز ثمين

قالت صحيفة "كيهان" الإيرانية، في تقرير لها منشور بنسختها الصادرة من لندن، أمس الإثنين، أنه في أعقاب مقاطعة الدول الخليجية للدوحة وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية معها، اعتبر السياسيين والتجار الإيرانيين أن قطر بمثابة "كنز" يجب استغلاله، وأن تصبح إيران شريكًا مناسبا لها، لاسيما وأن السوق القطرية تحظى بنصيب كبير من الصادرات، حيث بلغت حصة طهران وحدها 165 مليون دولار العام الماضي.

فساد

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ يونيو الماضي انتقلت أولى سفن وطائرات الشحن الإيرانية إلى قطر لنقل نحو 500 طن مواد غذائية إليها، واستمرت على هذا الأمر لتنقل 100 طن يوميًا، لافتةً إلى إيقاف معدل الشحن الإيراني جزئيًا إلى الدوحة حاليًا، ولكن ليس بسبب عدم رغبة القطريين في ذلك، مرجعةً أسباب هذا إلى سوء الإدارة، وثقافة التعامل "السيئة والمخزية".

وتابعت الصحيفة أن شحنات المواد الغذائية المقرر توريدها إلى الأسواق القطرية تأخرت الأسبوع الماضي، حيث لم يتم توفير سوى 20 طنا فقط، بسبب مشاكل لوجيستية في مطار شيراز، وخضوع جزء من تلك البضائع لعميات تنقيح وفحص من قبل الجمارك خشية وصولها فاسدة إلى الدوحة.

وفي السياق ذاته، أعرب مدير عام مطارات محافظة فارس، رضا بديعي فرد عن أسفه نظرًا لسوء عملية تغليف البضائع المصدرة إلى قطر، والتي وصفها بـ"منتهية الصلاحية"، ومن بينها البطيخ والخضراوت، مشيرًا إلى عدم مطابقة الأغلفة للمواصفات القياسية، لكونها مليئة بالوحل والسموم.

إهمال

وخوفًا من ضياع الفرصة القطرية الثمينة بالنسبة لتجار "البازار" الإيراني، قال مدير عام مطار شيراز إن "السلطات أوقفت عمليات الشحن، لأنه إذا استمر الوضع بهذا الشكل فسوف تفقد طهران السوق القطري، مؤكدًا أنه "حتى الآن كانت البضائع الإيرانية يتم شحنها لقطر بدون أية رقابة وعبر الطيران المدني".

وألمحت "كيهان"، إلى وجود تقارير واردة من وزارة الصحة القطرية تفيد بتعرض الفواكه والحاصلات الزراعية الإيرانية لمواد "كيميائية"، مستطردة أن "طائرات الشحن القادمة من طهران لا تكفي لهذا الحجم من الصادرات، ولذا بعض هذه المنتجات يتم نقلها بالطائرات ولا يتم رصدها".

واختتمت الصحيفة الإيرانية أن هذه القضية تؤكد التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا أسد الله عسكر أولادي، رئيس غرفة التجارة الإيرانية الروسية، الذي كان قد كتب مقالاً في صحيفة "اعتماد" الإيرانية، أن "الروس وجماركهم لا يثقون في رجال الأعمال الإيرانيين".

مزاحمة

وتعليقًا على تقرير الصحيفة الإيرانية، قال الباحث بالشأن الإيراني، أحمد فاروق، إنه "في كل الأحوال صادرات إيران لا تتمتع بالمعيارية الدولية، بسبب تهالك أدوات تصديرها إلى الخارج لكنها تجتهد في الوقت ذاته وفقا لما هو متاح لها، مشيرًا إلى مزاحمة البضائع التركية لها في السوق القطرية، نظرًا لتفوقها عنها بالجودة والقدرة على المنافسة".

وأكد فاروق في تصريحات خاصة مع "دوت خليج"، إلى أن "الشعور بأن قطر سترحب بأي بضائع تدخل أراضيها بسبب الحاجة إليها، وهو ما أدى إلى الإهمال في التغليف وزيادة الصادرات الفاسدة من جانب إيران"، مشيرًا إلى أن تصريحات المسؤول الإيراني، رضا بديعي فرد تؤكد على هذا الصدد.

واستطرد أنه "رغم ذلك لازالت المباحثات مستمرة بين الغرف التجارية المختلفة في إيران مع قطر، لنيل حصة من السوق أكثر مما هي عليه الآن"، مشددًا على أن "هذا يتوقف على جودة السلع".

اقرأ أيضًا

فيديو| ننشر كلمات الأغنية الإيرانية الساخرة من دعم طهران للدوحة

خاص| باحث في الشأن الإيراني: تسهيلات إيران لقطر "باهظة الثمن"

خاص| باحث بالشأن الإيراني: السعودية تسعى لتقليم أظافر طهران بالمنطقة

خاص.. باحث بالشأن الإيراني: طهران قلقة بعد التصعيد مع السعودية