يبدو أن الضغوط الإقليمية الناشئة جراء التصعيد مع المملكة العربية السعودية في اليمن ولبنان، بدأت تعرف طريقها إلي قلب العاصمة الإيرانية طهران، وكذلك على ألسنة قادة المليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، خاصة وأن التصاعد في وتيرة التراشق بين الرياض وطهران، يتزامن مع بدء الإدارة الأميركيَّة اتخاذ خطوات أكثر جزماً لتحويل الاستراتيجية الجديدة تجاه النظام الإيراني إلى واقع ملموس؛ الأمر الذي يعني أن مرحلة صعبة من الضغوط سوف تمر بها إيران، وأن تكلفة محتمَلة أو خسائر متوقَّعة لمكتسباتها ستكون كبيرة.

مزاعم إيرانية

زعم عضو مجلس الأمن القومي الإيراني، محمد رضائي، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، واقع تحت ضغط سعودي، مشيرا إلى أن ما سيقوله اليوم ليس له أي اعتبار، الأمر الذي يعكس قلقًا متزايد من جانب النظام الإيراني في ظل استمرار ارتفاع وتيرة الأزمة في لبنان، والمواجهة السعودية لنشاطات ميلشيا حزب الله التابعة لإيران.

وأكد الباحث بالشأن الإيراني عمرو أحمد، في تصريحات سابقة مع "دوت خليج"، أننا حاليا أمام تحركات ملموسة، لمواجهة هذا النفوذ عبر عدة وسائل، مشيراً إلى وجود تحركات خليجية قوية لمجابهة أذرع طهران العسكرية في كل من اليمن ولبنان، مرجحاً في الوقت ذاته إعادة ترسيم وتحديد نفوذ إيران بالمنطقة، إلى جانب تقليم أظافرها في دول عدة بالمنطقة، على حد قوله.

وكانت وسائل إعلامية لبنانية قد أفادت بأن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، سيطل، اليوم 12 نوفمبر، على شاشة تلفزيون "المستقبل" اللبنانية.

ارتباك

في السياق ذاته، تداول رواد موقع التدوينات القصيرة، تويتر مقطع فيديو يظهر به الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، خلال إلقاءه خطابًا قبل أيام، متلعثمًا في مستهل كلمته، بقوله "الصلاة على خادم الحرمين"، قبل أن يعدل حديثه بقوله "الصلاة على خاتم النبيين".

 الأمر الذي اعتبره مغردون سعوديون ارتباكا من جانب قائد الميلشيا التابعة لطهران في الأراضي اللبنانية، خاصة في ظل التصاعد الناشئ بين طهران والرياض، وتوعد السعودية بالرد على تهديدات إيران لها.

وسلطت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية الضوء على عمق قلق إيران من تصاعد التوتر مع السعودية الأسبوع الماضي، والذي تجلّى في الإغلاق المؤقت لصحيفة "كيهان" المتحالفة بشكل وثيق مع التيار المتشدد داخل النظام الإيراني.

وأصدرت النيابة العامة الإيرانية قرارًا بإيقاف عمل صحيفة "كيهان"، - المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي -، لمدة يومين فقط، وذلك لأنها كشفت وجهة صواريخ ميليشيا الحوثيين في اليمن.

وكانت الصحيفة قد ذكرت في عددها الصادر الإثنين الماضي، أن "الأهداف التالية لصواريخ الحوثيين ستكون بضرب مناطق أخرى في السعودية ودول الخليج العربي"، وذلك عقب يومين من اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخًا أطلقته هذه الميليشيات على مطار الرياض، السبت الماضي.

وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن قرار توقيف "كيهان" لمدة يومين، جاء على خلفية الشكاوى ضدها بشأن انتهاك الصحيفة للسياسات المبدئية الإيرانية إزاء المصالح والأمن القومي، وأضافت أنه "عقب الهجوم الصاروخي الذي شنته الميليشيات على مطار الرياض، أصدرت اللجنة الرقابية للصحف في إيران إخطارًا إلى الصحيفة يشير إلى أن عنوان تغطيتها للخبر يتعارض مع مصالح والأمن القومي للبلاد".

اقرأ أيضًا

شاهد.. سخرية سعودية من حسن نصر الله بعد "الصلاة على خادم الحرمين"

خاص| باحث بالشأن الإيراني: السعودية تسعى لتقليم أظافر طهران بالمنطقة

إيقاف "كيهان" يكشف تورط إيران في دعم ميليشيا الحوثيين في اليمن