عام على ترامب.. إيران على كف عفريت
أكبر إنجاز دبلوماسي في عهد أوباما كان الاتفاق النووي مع إيران، والذي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن بتمزيقه، ويشعل حلقة جديدة من الصراع الأمريكي الإيراني.
الاتفاق النووي الإيراني
وقعه أوباما وقادة 5 دول كبرى مع إيران في 2015 وسط معارضة إسرائيل وترامب الذي لم يكن بعد رئيسا للولايات المتحدة، وكان اعتراضه أن طهران سوف تستفيد من الاتفاق وتأخذ المال لتمويل عمليات إرهابية قبل أن تحصل في النهاية على السلاح النووي الذي تريده، ووصف الاتفاق بأنه "أسوأ صفقة على الإطلاق".
وكان استمرار التجارب الصاروخية الإيرانية حجة الرئيس الأمريكي لشن الهجوم على الاتفاق.
الانتخابات الإيرانية
وعلى الرغم من عدم إلغاء الاتفاق، فإن شبكة CNN قالت إن ترامب كان يأمل نجاج أحد شحصيات التيار المحافظ في الانتخابات الإيرانية حتى تكون له حجة لإلغاء الاتفاق الذي تم توقيعه مع حكومة من الإصلاحيين.
ولكن بسبب فوز "روحاني" الإصلاحي ضاعت الفرصة على الرئيس الأمريكي في ظل معارضة أوروبا لما اعتبرته انتقادات أمريكية مرفوضة، حتى وإن كانت التحفظات على إيران مستمرة.
تغيير الاستراتيجية
كان من الصعب على "ترامب" الدخول في مواجهة عسكرية مع طهران مثلما كان يهدد قبل انتخابه، لأنه وبعد وصوله للبيت الأبيض كانت طهران دعمت موقفها مع دول أوروبا بصفقات تجارية ضخمة لا تريد أي دولة أوروبية خسارتها.
ولذا كانت الخطوة الوحيدة أمام الرئيس الأمريكي هي وضع استراتيجية جديدة في منتصف أكتوبر الماضي على حد قوله، حيث أعلن أمام الكونجرس رفضه التصديق على المراجعة الخاصة بالاتفاق النووي، ولكن جس النبض انقلب عليه برفض أوروبا وروسيا والصين لإلغاء الاتفاق أو تعديله، وقالت فرنسا وألمانيا إنه إذا حتى انسحب ترامب من الاتفاق فإنهما مستمران فيه.. ما يعني أن الأموال ستظل تتدفق من وإلى إيران على غير رغبة أمريكا.
التصعيد الأخير
بعدما ظنت الأطراف الدولية أن اعتراضات الرئيس الأمريكي وقفت عند هذا الحد، جاء التصعيد الأخير الذي يقضي على الخطر الإيراني وهو إعلان التأييد الكامل للسعودية في مواجهة صواريخ إيران.
لدرجة أن وسائل إعلام أمريكية مثل CNBC قالت إن الرئيس الأمريكي يسعى لضرب إيران بتحالف مع السعودية ويتقارب مع أي طرف عربي يواجه طهران مثل التشجيع على التقارب بين العراق والسعودية لسحب النفوذ من طهران، أو برفع العقوبات عن السودان مقابل التخلي عن التقارب مع إيران.. وبالتالي تجد طهران نفسها محاصرة إقليميا فيما عدا دول شاردة مثل قطر وتركيا.
اقرأ أيضا..
عام على ترامب.. أوروبا حليف قلق