التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 01:27 م , بتوقيت القاهرة

"ملواني" المدرسة المصرية.. لماذا تجرأ الطالب عليه؟

واقعة تلو الأخرى، هكذا يمكن أن نصف المشهد التعليمي في مصر خلال السنوات الأخيرة، فرغم تحذير وزارة التربية والتعليم بعدم ضرب التلاميذ، واتباع العقاب المُفرط في التعامل مع الطلاب داخل أروقة المدارس، إلا أن نتائج هذه التحذيرات جاءت بالعكس، بعد أن تراجعت معدلات اعتداءات المدرسين على الطلاب، وارتفع المعدل العكسي وهو اعتداء الطلاب على المدرسين، ليفتح معه باب التساؤلات في السبب الرئيسي وراء تجرأ التلميذ على المُعلم.



في الماضي كان شخصية المُدرس تُحترم من قبل الطلاب وأولياء أمورهم قبل وزارة التربية والتعليم، فلم يكن هناك حالات التعدى على المعلمين بل كان المعلم بالنسبة للطلاب رمزًا للهيبة والوقار، وعندما تسأل كبار السن، يؤكدون أن الطلاب كانوا يتحاشون رؤية المعلم في الشارع، ما يدل على دور المدرس في حياة الطلاب.


ملواني


الآن أصبح دور المُعلم يقتصر فقط على تقديم شرح الدرس المكلف به داخل المدرسة وبمجرد خروج الطلاب ينتهي الأمر، والكارثة أن وقائع التعدي على المدرسين داخل الفصول أثبتت بالأدلة أن دور المعلم داخل الفصل أيضًا تدهور، وأصبح المفهوم الدال على ذلك هو "اغتيال المدرس".



التأثير السلبي للسينما


"الله يرحم زمن المُعلم".. تعليق بدأ به الدكتور أنيس عبدالرحمن، خبير تربوي، حديثه مع "دوت مصر"، واصفًا تدهور التعليم في مصر، فبرغم التطور التكنولوجي الهائل في نقل المعلومة وتسهيل مهمة الطلاب في الشرح والفهم عكس الأزمنة السابقة، إلا أن ذلك أثر بالعكس على الطلاب، ومع تقدم طرق الشرح وأساليب التعليم تراجع احترام الطالب وسلوكه لمُعلمه.


وأكد أنيس لأأن الأفلام السينمائية والمسرحيات أثرت على سلوك الطلاب، خاصة مسرحية "مدرسة المشاغبين"، التي أثرت بالسلب على سلوك الطالب وسعى معظمهم إلى تجسيد نفس المشاهد داخل الفصل، ما دهور التعليم في مصر بدون قصد، فلو علم المسؤولين عن التعليم في مصر بأضرار هذه الأعمال قبل إذاعتها لتم منعها من الظهور للعلن بدون تفكير.




عدم وجود عقاب رادع


أما عن سلوك الطلاب، فيرى الدكتور كريم المليجي، خبير السلوك، أن تدهور سلوك الطلاب يعود في المقام الأول لعدم تطبيق عقوبات رادعة يجعل مرتكبها يفكر جيدًا قبل القدوم على هذه الأفعال، مشيرًا إلى أن تهاون التعليم في التعامل مع الخارجين عن السلوك العام، أثر بشكل سلبي على تكرار نفس الوقائع بالتفصيل على فترات مختلفة.


وتابع "المليجي": أدت التحصينات التى أقرتها وزارة التربية والتعليم إلى إحساس الطالب بأنه أكثر قيمة من المُدرس، وبالتالي ساهمت هذه الاجراءات في اعتداء الطلاب على بعض المعلمين.


ومن الناحية القانونية، أكد المستشار خليل إسماعيل الخبير القاوني، أنه يتم مسألة الطالب قانونيًا حال اعتداء الأخير على مُعلمه، واعتبار ذلك تعدي على موظف عام في محل عمله بما يخالف القانون الذى يُكفل للمُعلم مقاضاة الطالب المعتدي عليه، ما يعرض الطالب للسجن حال تمسك الأول بحقه.


وعن العقوبة يشير "إسماعيل" إلى أن العقوبة تبقى في هذه الحالات في حقبة قاضي التحقيقات، فحسب الأظرار التي يراها القاضي في الواقعة يعاقب الطالب.


اقرأ أيضًا..


بعد النجاح في إنارة قريتين.. لماذا لم تعمم تجربة البايوجاز في مصر؟


شاهد| «المقابر السويسرية».. 120 عاما من العزف على أجساد الموتى